المشاكل والطموح يغلفان استعدادات الأهلي لمواجهة بالميراس

القاهرة - يواصل فريق الأهلي المصري استعداداته للمباراة المهمة أمام بالميراس البرازيلي الخميس، في الجولة الثانية للمجموعة الأولى، وتحيط بالفريق هالة من الطموح في إمكانية التأهل إلى مرحلة الأدوار الإقصائية، بعد تعادل الفريق البرازيلي مع بورتو البرتغالي سلبيا، وهي نفس نتيجة مباراة الأهلي وإنتر ميامي الأميركي.

ورغم ذلك تسود حالة من القلق في معسكر الفريق المصري بسبب تفجر عدد من المشاكل الإدارية والفنية عقب مباراة الافتتاح مع إنتر ميامي الذي يقوده نجم الأرجنتين ليونيل ميسي، وذلك في وقت مبكر من صباح الأحد، والتي كاد الأهلي يحصد نقاطها الثلاث، حيث ظهر لاعبوه بشكل جيد، خاصة في الشوط الأول.

وقالت مصادر مقربة من بعثة الأهلي لـ”العرب” إن الإسباني خوزيه ريبيرو مدرب الفريق واللاعبين يشعرون بأن المستويات الفنية بين الفرق الأربعة في المجموعة التي تضم الفريق المصري متقاربة، ما يعني قدرتهم على الفوز على بالميراس والتعادل مع بورتو، وضمان إحدى البطاقتين المؤهلتين إلى دور ثمن النهائي عن المجموعة، ويستند المدير الفني واللاعبون في تفاؤلهم على الأداء القوي في مباراة الافتتاح التي كان الأهلي قريبا من الفوز بها، إلا أن إضاعة العديد من الفرص السهلة، بخلاف ركلة الجزاء المهدرة من قبل اللاعب محمود تريزيغيه، فوتت الفرصة.

ويصطدم التفاؤل بقدرة الأهلي المصري على تجاوز بالميراس البرازيلي بحقيقة أن الأول لم يسبق له تحقيق أي فوز على أي من الفرق البرازيلية خلال ست مواجهات سابقة جمعته بهم في مونديال الأندية الفترة الماضية، سوى مرة واحدة فقط وكانت عن طريق ركلات الترجيح، وعلى بالميراس تحديدا، في مباراة تحديد المركز الثالث بنسخة 2020، علما بأن التفوق بركلات الترجيح لا يحتسب فوزا.

وخسر الأهلي خمس لقاءات بدأت أمام إنترناسيونالي بهدفين لهدف في نسخة 2006، ثم أمام كورينثيانز بهدف نظيف في نسخة 2012، وبعدها خسر من بالميراس نفسه بهدفين نظيفين في 2021، ومن فلامنجو بنتيجة 2 – 4 في نسخة 2022، وأخيرا أمام فلومينينسي في نصف نهائي نسخة 2023 بهدفين نظيفين.

مشاكل إدارية

وتواجه بعثة الفريق المصري عددا من المشاكل التي طرأت خلال وبعد مباراة إنتر ميامي، بعضها إداري والبعض الآخر فني وجماهيري، أهمها إصابة إمام عاشور نجم الفريق وهداف الدوري المصري في الموسم المنتهي بكسر في الترقوة، وخضوعه لعملية جراحية ما يعني غيابه عن البطولة، ويمثل ذلك ضربة موجعة لخطط المدرب الإسباني التي تعتمد بشكل كبير على ديناميكية عاشور وقدرته على التحرك بين الخطوط الأمامية.

وأضافت إصابة إمام عاشور سببا جديدا لحالة التوتر التي تسود غرفة الملابس، وبدأت بعدم ارتياح بعض نجوم الفريق لقرار محمود تريزيغيه التصدي لركلة الجزاء وإهدارها، متجاوزا وسام أبوعلي الذي يتصدر ترتيب منفذي الركلات في الأهلي، ورغم فرض عقوبة مالية ضخمة عليه بلغت 250 ألف جنيه (حوالي 5 آلاف دولار) إلا أن ذلك لم يخفف من التوتر، لأن تسجيل الهدف كان سيقرب الفريق من حلم التأهل للدور التالي، وتحقيق المزيد من الأرباح المادية للفريق.

ويمر اللاعب حسين الشحات بحالة نفسية سيئة بسبب الهجوم الإعلامي والجماهيري العنيف ضده على مواقع التواصل الاجتماعي، التي يتابعها بشكل كبير، بعدما أضاع فرصة تسجيل هدف من هجمة مرتدة في اللحظات الأخيرة من المباراة، وقرر الاحتفاظ بالكرة بدلا من تمريرها لأحد زملائه الثلاثة الموجودين أمام المرمى.

وانتشرت على مواقع التواصل تعليقات ساخرة من تصرفه، وتداول مستخدمو تلك المواقع فيديو للمعلق المصري أشرف محمود، وهو يلوم الشحات على أنانيته المفرطة خلال تعليقه على المباراة ثم يلقي بأوراق كانت في يديه بعصبية.

وهناك مشكلة لاعبي الزمالك السابقين زيزو وأشرف بنشرقي، حيث أصيب الأول بصدمة من قرار استبداله، علما بأنه هو نفسه شارك في مباراة إنتر ميامي كبديل بعد إصابة إمام عاشور، ومع تأكيد بعض الإعلاميين المرافقين للبعثة أن قرار التبديل كان متفقا عليه بسبب عدم وصول اللاعب إلى جاهزيته البدنية الكاملة، فإن ملامح زيزو وهو يغادر الملعب ومسارعة بعض زملائه لمواساته كشفت عن اندهاشه من تبديله.

أما المغربي أشرف بنشرقي، والذي لم يشارك في مباراة إنتر ميامي، سواء في التشكيل الأساسي أو كبديل، مع أنه شارك في مران المستبعدين بعد المباراة، إلا أنه أصيب بحالة من الضيق بعدما فوجئ برد المدرب الأسباني عليه عندما استفسر منه عن أسباب عدم الاستعانة به لأول مرة تقريبا منذ انضمامه للأهلي في يناير الماضي، حيث أخبره ريبيرو أن مشاركة أي لاعب من عدمه قرار يخصه هو كمدير فني وليس من حق أي لاعب مناقشته.

غضب شديد

وتسبب ظهور حسام غالي نجم الأهلي السابق وعضو مجلس إدارة النادي الحالي على شاشة إحدى الفضائيات العربية لتحليل المباراة في غضب محمود الخطيب رئيس النادي وبعض أعضاء مجلس الإدارة، لعدم علمهم بالأمر قبل حدوثه، ومخالفة غالي لتعليمات النادي بمنع مشاركة مسؤوليه في أستوديوهات التحليل.

كما تسبب هجوم العديد من نجوم الأهلي السابقين على الفريق في غضب بعض اللاعبين، ويخشى الجهاز الفني من تأثير ذلك على تركيزهم المطلوب في البطولة، حيث انهال علاء ميهوب نجم الأهلي في ثمانينات القرن الماضي بالنقد الحاد على تريزيغيه واتهمه بتفضيل مصلحته الشخصية على مصلحة الفريق، ووجه أحمد بلال مهاجم الأهلي السابق من خلال إحدى الفضائيات انتقادات لوسام أبوعلي وحسين الشحات وبقية المهاجمين على إضاعتهم للفرص السهلة.

ولم يفلت مشهد تغيير زيزو من التعليقات الساخرة من جمهور الزمالك الغاضب من انتقاله للأهلي، أو من رضا عبدالعال لاعب كل من الأهلي والزمالك سابقا، والذي خاطب اللاعب ساخرا “يجب أن تعرف أنك ستكون عرضة للتغيير في أي وقت لأنك لست نجما في الأهلي، كما كنت في الزمالك.”