ميتا تمهد للذكاء الفائق: استثمار في سكيل إيه آي وبداية مختبر جديد

المجموعة تواجه بعض الشكوك بشأن النتائج التي حققتها حتى اليوم.
الأحد 2025/06/15
ثاني أكبر استثمار للشركة

نيويورك - تعتزم ميتا إجراء استثمار كبير في رأس مال شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة “سكيل إيه آي” التي تبلغ قيمتها 29 مليار دولار، في مؤشر على التوجه المتسارع للشركة الأم لفيسبوك نحو الذكاء الاصطناعي.

ولم تعقب سكيل إيه آي على سؤال وكالة فرانس برس بشأن حجم هذه الحصة التي قدّمتها وسائل إعلام أميركية بنسبة 49 في المئة، وأشار بيانها الصادر الخميس إلى حصة أقلية فقط.

وأكدت ميتا هذه الصفقة التي وُصفت بأنها “شراكة إستراتيجية”، وفق بيان صادر عنها.

وللحصول على 49 في المئة من أسهم سكيل إيه آي بهذا التقييم، سيتعين على ميتا دفع ما يزيد قليلا عن 14 مليار دولار.

وبذلك سيكون هذا ثاني أكبر استثمار للشركة بعد إنفاقها 19 مليار دولار للاستحواذ على منصة واتساب عام 2014.

وتستند هذه الصفقة إلى تقييم يزيد عن ضعف القيمة التقديرية لآخر جولة تمويلية لشركة سكيل إيه آي في مايو 2024.

وكانت ميتا استثمرت في الشركة في ذلك الوقت، وكذلك فعلت أمازون وإنتل وشركة إنفيديا الرائدة في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي، حيث قُدّرت قيمة الشركة الناشئة في سان فرانسيسكو آنذاك بنحو 13.8 مليار دولار.

سكيل إيه آي تُعد شركة غير معروفة نسبيا، متخصصة في معالجة البيانات المستخدمة لتطوير نماذج ضخمة للذكاء الاصطناعي التوليدي

وتُعد سكيل إيه آي شركة غير معروفة نسبيا، متخصصة في معالجة البيانات المستخدمة لتطوير نماذج ضخمة للذكاء الاصطناعي التوليدي.

وغالبا ما تُعتبر جودة البيانات التي تُشغّل هذه البرامج بأهمية النماذج نفسها، نظرا لدورها الأساسي في توليد النتائج التي يقدمها الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وتهدف مبادرة ميتا التي تسري أنباء عنها منذ أيام، إلى الالتحاق بسباق الذكاء الاصطناعي، حيث تواجه المجموعة بعض الشكوك بشأن النتائج التي حققتها حتى اليوم.

ولم يلاقي الإصدار الأخير من نموذجها الكبير “لاما 4” الذي أُطلق في أوائل أبريل استحسانا كبيرا، إذ انتقد البعض ما اعتبروه أداء مخيبا للآمال في العديد من المجالات، لاسيما البرمجة.

وما زاد في تدهور الوضع هو أن الشركة التي تتخذ مقرا في مينلو بارك بولاية كاليفورنيا قدمت نسخة من “لاما 4” إلى منصة تقييم الذكاء الاصطناعي التوليدي “أل أم أرينا” لا تتطابق مع تلك المتاحة للعامة، بهدف الحصول على نتائج أفضل.

وتتخذ هذه الانتكاسة بعدا أكبر نظرا لاستثمار ميتا مليارات الدولارات في الذكاء الاصطناعي التوليدي وجعله إحدى أولوياتها الإستراتيجية.

وذكرت الكثير من وسائل الإعلام الأميركية أن منافسي الشركة الأميركية الرئيسيين في مجال الذكاء الاصطناعي نجحوا في استقطاب العديد من مهندسي ميتا.

مارك زوكربيرغ شارك شخصيا في المشروع وتدخل بشكل مباشر مع المدير التنفيذي الشاب

وكجزء من الصفقة التي أُعلن عنها الخميس سينضم ألكسندر وانغ، الرئيس التنفيذي لشركة سكيل إيه آي إلى ميتا بهدف “المشاركة في عملنا على الذكاء الفائق،” وفق المجموعة التي يقودها مارك زوكربيرغ.

وقالت ميتا “سنشارك المزيد في الأسابيع المقبلة حول هذا المشروع والأشخاص المتميزين الذين سينضمون إلى الفريق.”

ووفقا لصحيفة “نيويورك تايمز” تخطط إمبراطورية التواصل الاجتماعي لإنشاء مختبر أبحاث “للذكاء الفائق”، وهي المرحلة التي يصل فيها الذكاء الاصطناعي إلى مستوى من التفكير والفهم يفوق مستوى البشر.

وسيتولى الرئيس الإستراتيجي الحالي في سكيل إيه آي جيسون درويج منصب الرئيس التنفيذي المؤقت للشركة.

ويُفسر بعض المراقبين مبادرة ميتا بأنها وسيلة باهظة الكلفة لجذب أصحاب المواهب المتميزة في مجال الذكاء الاصطناعي، من بينهم ألكسندر وانغ الذي أسس سكيل إيه آي عام 2016 وهو لا يزال في التاسعة عشرة من عمره.

وتشير التقارير الإعلامية إلى أن مارك زوكربيرغ شارك شخصيا في المشروع وتدخل بشكل مباشر مع المدير التنفيذي الشاب.

وضمن رسالة إلى فرق العمل في سكيل إيه آي أشار إلى أنه سيُحضر معه مهندسين آخرين إلى ميتا، وأعلنت وسائل إعلام أميركية عن عشرات الموظفين المعنيين بهذه الخطوة.

وأشار الرئيس التنفيذي لشركة سكيل إيه آي إلى أنه قبل عرض ميتا جزئيا لأنه سمح للموظفين بإعادة شراء الأسهم، بعد أن كان يصعب عليهم بيعها سابقا لأن الشركة غير مدرجة في البورصة.

13