الإيطالي سيموني إينزاغي مفتاح نجاح الهلال السعودي في مونديال الأندية

يأمل الهلال السعودي أن تحمل مشاركته في كأس العالم للأندية في كرة القدم تعويضا لموسم عقيم خرج منه خالي الوفاض محليا وقاريا، وذلك بقيادة مدربه الجديد سيموني إينزاغي. وكان الهلال احتكر كل الألقاب الممكنة، باستثناء دوري أبطال آسيا في الموسم الذي سبق، تحت قيادة مدربه البرتغالي السابق جورجي جيزوس الذي أقيل لسوء النتائج.
الرياض - بعد ثلاث مشاركات كان أفضلها في نسخة 2022 في المغرب عندما حل وصيفا أمام ريال مدريد الإسباني (3 – 5) في النهائي، تتطلع جماهير الهلال السعودي بالكثير من الاهتمام إلى المشاركة الرابعة في البطولة العالمية التي تستضيفها الولايات المتحدة بنظام جديد.
يعول “الزعيم” على قيادة “العبقري” الإيطالي إينزاغي، الذي حل ثانيا في دوري أبطال أوروبا مع إنتر، وفقا لتوصيف منصات الهلال بعد التعاقد مع المهاجم السابق.
يقص الهلال، الذي حل رابعا في نسختي 2019 و2021، شريط مشاركته مع ريال مدريد بالذات في 18 يونيو الجاري في ميامي، ثم يواجه سالزبورغ النمساوي في واشنطن (22)، وأخيرا باتشوكا المكسيكي (27) في ناشفيل. عن المواجهة الأولى قال إينزاغي “التقيت ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا مع إنتر، كما التقيت شابي ألونسو (المدرب الجديد لريال) عندما كان مدربا لباير ليفركوزن (الألماني)، لذا سنواجه ناديا كبيرا، وسنقدم أفضل ما لدينا.” و”سيكون الهلال ندا لريال مدريد في أولى المباريات،” بحسب نجم الفريق السابق عمر الغامدي انطلاقا من “الظروف المتشابهة التي يمر بها الفريقان.”
ويقول الغامدي (46 عاما) لوكالة فرانس برس “عانى الهلال وريال مدريد الموسم الماضي من الإصابات فضلا عن انخفاض مستوى لاعبيهما،” فيما يستبعد أحمد الحربي لاعب الهلال السابق أن تتملك “الزعيم” رهبة مواجهة النادي الملكي مع اعترافه بالفوارق الفنية قائلا “ريال عانى كثيرا على المستوى المحلي.. وأيضا يترقب القادم من مدربه العتيد ألونسو.” بدوره يؤكد المدرب البرتغالي ألفارو جوزيه رودريغيز أنه متشوق جدا لمعرفة كيف سيُدير ألونسو وإينزاغي فريقيهما بعد موسم كان مخيبا للآمال لكلا الفريقين.
كرة ممتعة
عانى الهلال، حامل الرقم القياسي في دوري أبطال آسيا بأربعة ألقاب، هذا الموسم من خسارة لقب الدوري أمام الاتحاد، فيما أخفق في المسابقة القارية التي راح لقبها لقطب جدة الآخر الأهلي، لكن إينزاغي (49 عاما) قال إن أهدافه هي “الفوز بالألقاب وتقديم كرة قدم ممتعة.” وفيما اعتبر رودريغيز أن الهلال لديه فرصة جيدة للتأهل إلى دور الـ16 في مونديال الأندية، لم يستبعد الحربي تأهل الفريق العاصمي إلى الدور الثاني، قائلا “سيقدم الهلال أداء أعلى من الذي يتوقعه الشارع الرياضي.” وأضاف الحربي (44 عاما) لفرانس برس “سيقدم اللاعبون أفضل ما لديهم لإثبات أنفسهم أمام المدرب الجديد.”
لكن الغامدي، الذي سطر مع الهلال مسيرة رائعة حصد خلالها لقب الدوري خمس مرات ولقب دوري الأبطال مرة واحدة، طالب بعدم رفع سقف الطموح قائلا “مرّ الهلال في الموسم الماضي بظروف صعبة وإينزاغي حضر في وقت ضيق قبل البطولة،” ورجح أن يكون لروح المجموعة دور في ظهور الفريق بشكل مميز.
يرى نجم ارتكاز “الأخضر” السعودي الذي ختم مسيرته مع الشباب، أن تأقلم المجموعة مع مدرسة إينزاغي سيكون سريعا، “لا ننسى أن الفريق لديه 8 محترفين، لذا فإن مسألة التأقلم سهلة وتحتاج فقط إلى بعض الوقت.” لكن الحربي يعتبر أن ثمة عاملين إيجابيين يصبان في مصلحة الهلال قبل البطولة وهما الراحتان البدنية والنفسية، معتقدا أن “الأخيرة مهمة جدا للاعب.”
ويدلل الحربي، الذي لعب أيضا للنجمة والرائد والتعاون، على كلامه بالقول “المشاكل التي واجهها الهلال هذا الموسم لم تكن فنية بقدر ما كانت بدنية ونفسية، فالمدرب نفسه (جيزوس) توج معه بالعديد من الألقاب الموسم الماضي.” ويضيف “نجوم كبار، مثل (الصربي ألكسندر) ميتروفيتش و(مواطنه سيرغي ميلينكوفيتش) سافيتش، كانوا ‘فريش’ في موسمهم الأول، وفي الموسم التالي فشل جيزوس في إخراج المزيد منهم.”
الهلال يقص شريط مشاركته مع ريال مدريد بالذات في 18 يونيو الجاري في ميامي
دفاعيا يعتقد رودريغيز أن إينزاغي قادر على جعل الهلال منافسا قاسيا؛ فـ”الفرق التي دربها كانت متماسكة للغاية، عدوانية، وقوية من دون كرة.” ويضيف الكشاّف السابق في نادي بوردو الفرنسي لفرانس برس “برأيي، لم يكن الهلال قويا دفاعيا بما يكفي في اللحظات الحاسمة من الدوري المحلي ودوري الأبطال.” وأكمل الحربي “انضمام علي لاجامي جيد، لكن الهلال يحتاج إلى مدافع أجنبي آخر على الأقل.”
ويتطرق رودريغيز، الذي عمل مساعدا لمواطنه صبري لموشي في تدريب الرياض خلال الموسم الماضي، إلى حديث سابق دار بينه وبين إينزاغي في الرياض خلال منافسات الكأس السوبر الإيطالي، “قال لي إن فكرته مع إنتر هي الضغط العالي لكنه كان يواجه بعض المشكلات في التحول الدفاعي، بينما يفضل جيزوس الضغط العالي لاستلام الكرة ومحاولة التسجيل بسرعة حتى لو كان الفريق غير متوازن دفاعيا في بعض الأحيان.” ويضيف “لدينا أسلوبان مختلفان، لذلك أعتقد أن إينزاغي سيُغير فلسفته.”
لكن الحربي الذي لعب لـ”الزعيم الأزرق” خمسة مواسم (من 2003 إلى 2008) اختلف مع رودريغيز، سائلا “هل سيغيّر إنزاغي طريقته إذا تطلب الأمر؟ هل سيتأقلم ؟ وهل الناس سيصبرون إذا تعثر في البداية؟” ويدلل على مقاربته بالقول “كل العوامل كانت تشير إلى أن (المدرب الفرنسي) لوران بلان لن ينجح مع الاتحاد خصوصا أنه كان متوقفا عن التدريب لفترة، فضلا عن إخفاقه مع الريان القطري، لكنه نجح وهناك عوامل ساعدته منها نجاح اللاعبين وتراجع الأندية الأخرى.”
حضور جماهيري
ستتطلب مباريات على غرار تلك التي بين أولسان هيونداي الكوري الجنوبي وماميلودي صندوانز الجنوب أفريقي في 17 يونيو الحالي في أورلاندو مجهودا كبيرا من الجانب التسويقي الأميركي لتأمين حضور جماهيري. إلا أن الاتحاد الدولي يأمل من خلال بث شبكة دازون للبطولة مجانا عبر الإنترنت، ومن خلال مشاركة الأندية العملاقة واللاعبين الكبار، أن يتم جذب الجماهير إلى المسابقة الجديدة. وقال إنفانتينو “نتحدث عن شيء لم نر منه مثيلا قط، شيء سيغير رياضتنا إلى الأفضل ولجميع الأجيال المستقبلية التي ستتوافد للتعبير عن حبها كما نفعل نحن.”
وفي حقبة بات للاعبين وزن كبير في الاستقطاب، بحجم الأندية أو حتى أكثر، تُشكل مشاركة النجوم من الأرجنتيني ليونيل ميسي والإنجليزي هاري كاين إلى الفرنسي كيليان مبابي فرصة ذهبية لضخ حماسة عالية على مواقع التواصل. ومن أفريقيا سيشارك الأهلي المصري ذو الباع الطويل في القارة والذي سيفتتح البطولة بمواجهة إنتر ميامي في 14 يونيو، أما رباعي آسيا فيضم الهلال.