حظوظ متباينة للعرب في كأس العالم للأندية 2025

تعد كأس العالم للأندية 2025 النسخة الأولى التي تقام بنظام 32 فريقا، ما يجعلها البطولة الأكبر في تاريخ المسابقة، ليس فقط من حيث عدد المشاركين ولكن أيضا من حيث الجوائز المالية الضخمة. وتترقب جماهير كرة القدم حول العالم هذا الحدث الفريد الذي يجمع نخبة الأندية العالمية في منافسة استثنائية تحمل طابع كأس العالم للمنتخبات، ولكن على مستوى الأندية.
تترقب جماهير كرة القدم انطلاق النسخة الأولى من بطولة كأس العالم للأندية بشكلها الجديد، بمشاركة 32 فريقا، في يونيو المقبل. البطولة التي تستضيفها الولايات المتحدة الأميركية، ستكون لها صبغة عربية، لاسيما وأن مباراتها الافتتاحية ستكون بين الأهلي المصري وإنتر ميامي.
وستشهد البطولة مشاركة 5 فرق عربية، فبالإضافة إلى الأهلي يظهر الوداد المغربي والترجي التونسي من أفريقيا، بينما يمثل الهلال السعودي والعين الإماراتي قارة آسيا. هذه الفرق العربية لا تمر بأفضل مراحلها قبل نحو شهرين فقط من انطلاق البطولة، ليس فقط على مستوى النتائج، ولكن أيضا على مستوى الأجهزة الفنية.
في نفس الجزء الشمالي من قارة أفريقيا، باتت إحدى أنجح الرحلات في تاريخ الأهلي المصري على وشك نهايتها، قبل شهرين فقط من البطولة الأهم في تاريخ المارد الأحمر. السويسري مارسيل كولر الذي يقود الفريق منذ سبتمبر 2022، حقق العديد من الإنجازات مع الأهلي، فقاده إلى الفوز بالدوري المصري مرتين، وكذلك دوري أبطال أفريقيا وكأس مصر.
لكن الموسم الحالي يبدو الأسوأ في مسيرة المدرب السويسري مع الأهلي، فرغم التأهل لنصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، لكنه يتعرض لانتقادات واسعة، في ظل النتائج السيئة على المستوى المحلي. ويحتل الأهلي المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري المصري، بفارق 4 نقاط خلف المتصدر بيراميدز، وقد يتسع الفارق لـ7 نقاط، حال صدور قرار مُنتظر بخصم 3 نقاط من الفريق الأحمر بنهاية الموسم.
ولا يشارك الأهلي في كأس مصر خلال الموسم الحالي، لكنه ودع كأس الرابطة من دور المجموعات، عقب خسارة مباراتين إحداهما بفريق الشباب. وتسببت تلك النتائج في انتقادات واسعة لكولر، حيث يرى العديد من النقاد أن الفريق لا يؤدي بشكل جيد، رغم كتيبة النجوم التي يمتلكها المدرب السويسري.
الرحلة الأنجح
وتشير بعض التقارير إلى أن كولر سيرحل عن الفريق في أقرب وقت، غير أن ما يؤجل تلك الخطوة خوض نصف نهائي دوري الأبطال أمام صن داونز، وقد تتأجل الفكرة حتى نهاية الموسم وقبل بداية المونديال.
وارتبط الأهلي بأسماء العديد من المدربين لقيادته في مونديال الأندية، وأبرزهم الألماني ماركو روزه مدرب بروسيا دورتموند ولايبزيغ السابق، والبرتغالي جوزيه غوميز المدير الفني للفتح السعودي. المدير الفني الجديد سيقود الأهلي في المباراة الافتتاحية للمونديال ضد إنتر ميامي، قبل مواجهة بالميراس وبورتو ضمن منافسات المجموعة الأولى.
◙ اهتزاز النتائج تسبب في غضب جماهير الهلال من جيسوس، لكن الغضب الأكبر جاء بعدما ارتبط اسمه بتدريب منتخب البرازيل
وعلى غرار الأهلي، لم يكن الهلال يعاني من أي أزمات مع مدربه البرتغالي جورجي جيسوس الذي يقوده منذ بداية الموسم الماضي، في ظل النتائج المميزة التي حققها مع الفريق. وقاد جيسوس الهلال إلى الفوز بالدوري السعودي بلا هزيمة، وكأس خادم الحرمين الشريفين، وكأس السوبر السعودي، وكرر نفس البطولة مطلع الموسم الحالي.
لكن النصف الثاني من الموسم الحالي شهد تدهورا واضحا في نتائج “الزعيم”، أدى إلى تراجعه إلى المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري السعودي، بفارق 7 نقاط خلف الاتحاد صاحب الصدارة. وودع الفريق الأزرق كأس خادم الحرمين الشريفين من ربع النهائي، لكنه تأهل لنفس الدور في بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، حيث سيلاقي غوانغجو الكوري الجنوبي.
كما توترت علاقة جيسوس بالعديد من اللاعبين، على غرار القائد سالم الدوسري، ولاعب الوسط الصربي سيرغي ميلينكوفيتش سافيتش، والجناح البرازيلي مالكوم. واعترض مالكوم على تغييره من قبل جيسوس في مباراة ضد التعاون، الشهر الماضي، قبل أن يكرر مواطنه المهاجم ماركوس ليوناردو الأمر في مباراة الاتفاق الأخيرة. اهتزاز النتائج وسوء العلاقة باللاعبين تسببا في غضب جماهير الهلال من جيسوس، لكن الغضب الأكبر جاء بعدما ارتبط اسمه بتدريب منتخب البرازيل عقب نهاية الموسم، قبل انطلاق مونديال الأندية.
وأطلقت جماهير الهلال العديد من الهاشتاغات التي طالبت بإقالة المدرب البرتغالي، وهو الاتجاه الذي بدأت فيه الإدارة مؤخرا وفقا لما كشفت عنه تقارير صحفية. ويرتبط اسم الهلال بالعديد من المدربين، على غرار الإيطالي سيموني إنزاغي والهولندي إيريك تين هاج والبرازيلي تيتي، بالإضافة إلى الروماني رازفان لوشيسكو. وسيكون المدرب الجديد في مهمة صعبة للغاية ببطولة كأس العالم للأندية، إذ يقع الهلال في المجموعة الثامنة، رفقة ريال مدريد وريد بول سالزبورغ وباتشوكا.
فوضى في الترجي
الترجي التونسي بدأ الموسم تحت قيادة المدرب البرتغالي ميجيل كاردوزو، الذي يقود الفريق منذ يناير من العام الماضي. ورغم أن كاردوزو قاد الترجي إلى التأهل لنهائي دوري أبطال أفريقيا في الموسم الماضي، وعبور الدور التمهيدي من نفس البطولة خلال الموسم الحالي، لكن النتائج المحلية لم تكن مرضية.
صحيح أن المدرب البرتغالي قاد “نادي الدم والذهب” إلى التتويج بالدوري التونسي في الموسم الماضي، لكنه حقق أسوأ انطلاقة خلال الموسم الحالي، وحصد 8 نقاط من أول 5 مباريات، من فوزين وتعادلين وهزيمة. وصحبت تلك النتائج بعض الأنباء عن وجود خلافات قوية بين كاردوزو وبعض نجوم الفريق، على غرار يوسف بلايلي وياسين ميرياح ويان ساس.
كل تلك المشكلات دفعت إدارة “نادي باب سويقة” إلى إقالة كاردوزو في أكتوبر الماضي، بعد شهر واحد من تمديد عقده، مع تعيين إسكندر القصري بدلا منه بشكل مؤقت. وبعد أسبوعين، أعلن الترجي تعيين الروماني لورينت ريجيكامب مديرا فنيا جديدا، لكن رحلته لم تستمر سوى لـ4 أشهر، حيث تمت إقالته في مارس الماضي بسبب سوء النتائج، رغم التتويج بكأس السوبر.
◙ العين بعدما ودع كأس مصرف أبوظبي الإسلامي وكأس رئيس الدولة ستكون أمام إيفيتش مهمة صعبة في مونديال الأندية
الغريب أن إقالة ريجيكامب جاءت قبل نحو أسبوعين من مواجهة ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي في ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا، وهي المواجهة التي فشل المدرب الجديد ماهر الكنزاري في عبورها.
ويحتل الترجي صدارة ترتيب الدوري التونسي بالتساوي مع الاتحاد المنستيري، قبل 3 جولات من النهاية، وسيكون على ماهر الكنزاري أن يبذل أقصى ما بوسعه للحفاظ على اللقب الذي يحمله الفريق. يُذكر أن الكنزاري سيقود الترجي في كأس العالم للأندية، حيث يقع الفريق التونسي في المجموعة الرابعة رفقة تشيلسي وفلامنغو وفريق آخر سيخلف كلوب ليون المكسيكي الذي تم استبعاده.
من القمة إلى القاع
أنهى العين الإماراتي الموسم الماضي على القمة، فرغم الحصول على المركز الثالث في دوري أدنوك الإماراتي للمحترفين، لكنه تُوج بلقب دوري أبطال آسيا للمرة الثانية في تاريخه. الإنجاز الذي حققه العين كان تحت قيادة المدرب الأرجنتيني هيرنان كريسبو، لكنه لم يتمكن من الحفاظ على منجزاته في الموسم الجديد، حيث عانى الفريق من سوء النتائج محليا وقاريا.
وفي نوفمبر الماضي، قرر العين إقالة كريسبو، عقب الهزيمة من النصر بنتيجة 1 – 5 في دوري أبطال آسيا للنخبة، حيث تعقد موقف الفريق في البطولة التي يحمل لقبها. تولى البرتغالي ليوناردو جارديم المسؤولية، ولكنه سرعان ما رحل في فبراير الماضي، بعدما ودع العين بطولة النخبة قبل جولة على نهاية مرحلة الدوري.
الصربي فلاديمير إيفيتش تولى المهمة، ليكون هو المسؤول عن “البنفسجي” في مونديال الأندية، لكنه أيضا يعاني من سوء النتائج، إذ لم يحقق سوى انتصار وحيد في آخر 6 مباريات، مقابل 4 هزائم وتعادل. وبعدما ودع العين كأس مصرف أبوظبي الإسلامي وكأس رئيس الدولة، واحتلال المركز الخامس في الدوري الإماراتي، ستكون أمام إيفيتش مهمة صعبة في مونديال الأندية، إذ يلعب الفريق في المجموعة السابعة، رفقة مانشستر سيتي ويوفنتوس والوداد.
وعلى ذكر الوداد، فإن النادي المغربي لم يعان مما عانى منه الترجي والعين من حيث تغيير الأجهزة الفنية، ولكنه يعاني على مستوى النتائج، تحت قيادة مدربه الجنوب أفريقي رولاني موكوينا. موكوينا تولى تدريب الوداد قبل بداية الموسم، ولا يزال على رأس القيادة الفنية للفريق، لكن العديد من التقارير تؤكد أنه لن يقوده في كأس العالم للأندية.
ويعاني الوداد محليا في ظل عدم مشاركته قاريا، حيث خسر لقب الدوري المغربي للموسم الرابع على التوالي، بل إنه يحتل المركز الثالث في جدول الترتيب، بفارق 4 نقاط خلف المركز الثاني المؤهل لدوري أبطال أفريقيا، قبل 4 جولات من النهاية.
كما ودع “وداد الأمة” كأس العرش من الدور ثمن النهائي، لتؤكد التقارير أن إدارة الوداد اتفقت على رحيل موكوينا عقب نهاية مسابقة الدوري، قبل بداية رحلة المونديال، لكن يتبقى الاتفاق معه على عدم الحصول على قيمة الشرط الجزائي في عقده. وتشير التقارير إلى أن الإسباني خوسيه ريفيرو، مدرب أورلاندو بيراتس، أقرب المرشحين لخلافة موكوينا في مونديال الأندية، لاسيما وأنه سيرحل عن الفريق الجنوب أفريقي عقب نهاية الموسم الحالي.
وفي هذا الصدد كشفت صحيفة ماركا الإسبانية عن تفاصيل جديدة تتعلق بالجوائز المالية الضخمة لكأس العالم للأندية 2025. وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” قد أعلن عن تخصيص مليار دولار لتوزيعها على الأندية المشاركة في البطولة، إلى جانب إنشاء صندوق تضامن بنسبة 15 في المئة على الأقل، يتم توزيعه على الفرق غير المشاركة عبر الاتحادات القارية الستة.
حسب “ماركا”، سيتم توزيع مليار دولار بين الأندية المتنافسة بالمسابقة، حيث سيحصل كل فريق مشارك على جزء من 500 مليون يورو، بينما سيتم توزيع 429 مليون يورو إضافية بناءً على النتائج في البطولة. وتُعتبر الأندية الأوروبية الأكثر استفادة من الجوائز المالية، حيث سيتم تخصيص 65 في المئة من المبلغ الإجمالي، أي 284 مليون يورو، لـ12 ناديا أوروبيا، أبرزهم: ريال مدريد، مانشستر سيتي، تشيلسي، باريس سان جيرمان، بايرن ميونخ، بورتو، أتلتيكو مدريد، يوفنتوس، بنفيكا، بوروسيا دورتموند، وريد بول سالزبورغ.
وسيحصل النادي الملكي على الحصة الأكبر من الجوائز المالية قبل انطلاق البطولة، حيث سيضمن 35 مليون يورو، منها 10 ملايين ثابتة، بينما سيتم تحديد الباقي بناءً على معايير “فيفا” التي تأخذ في الاعتبار عوامل مثل عدد الجماهير والجاذبية التجارية للنادي.
وفقا لنظام المكافآت الذي أقره فيفا، ستكون الجوائز المالية موزعة على مراحل البطولة كما يلي: مرحلة المجموعات: يحصل كل فريق على 2 مليون دولار عن كل فوز، بينما يمنح التعادل مليون دولار. دور الـ16: المكافأة تبلغ 7 ملايين يورو لكل فريق متأهل. دور ربع النهائي: سيحصل كل فريق يصل إلى هذه المرحلة على 12 مليون يورو. دور نصف النهائي: تبلغ قيمة الجائزة 20 مليون يورو. المباراة النهائية: يحصل كل متأهل إلى النهائي على 28 مليون يورو، فيما سيحصل الفائز باللقب على 37 مليون يورو إضافية.