خسارة البريميرليغ ضارة نافعة.. تقرّب أرسنال من حلم أبطال أوروبا

اقترب أرسنال من خسارة لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في الأمتار الأخيرة، للموسم الثالث تواليا، وذلك بعدما أوشك ليفربول على التتويج به في الجولة المقبلة. ووسع متصدر الترتيب فارق النقاط مع أرسنال إلى 13، قبل 5 جولات من النهاية، ليبقى في حاجة إلى الفوز بالمباراة المقبلة فقط، من أجل التتويج رسميا باللقب.
لندن - بعدما تسبب أرسنال في تأجيل تتويجه رسميا بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم في المرحلة الماضية، يتطلع ليفربول إلى حسم الأمور تماما، حينما تجرى منافسات المرحلة الـ34 للمسابقة. وجاء فوز أرسنال الكبير 4 – 0 على مضيفه إيبسويتش تاون، في المرحلة الـ33 من البطولة ليؤجل احتفالات ليفربول باللقب، رغم انتصاره الثمين 1 – 0 على مضيفه ليستر سيتي في المرحلة ذاتها واليوم نفسه. ولا يزال ليفربول يتربع على قمة الترتيب برصيد 79 نقطة، بفارق 13 نقطة كاملة أمام أقرب ملاحقيه أرسنال، مع تبقي 5 مراحل على نهاية المسابقة العريقة.
وبذلك لم تعد لدى أرسنال فرصة للمجد هذا الموسم سوى عبر دوري أبطال أوروبا، الذي يحلم بالانضمام إلى قائمة المتوجين به لأول مرة في تاريخه.
وفي الوقت الذي قد يرى فيه البعض أن خسارة أرسنال لقب البريميرليغ ضربة معنوية للفريق، خاصة بعدما كان قريبا منه في آخر موسمين، فإن هناك جانبا إيجابيا في ابتعاد الفريق حاليا عن التتويج باللقب الغائب عنه منذ عام 2004.
فالفريق اللندني لم يعد داخل أي سباق حاليا سوى في دوري الأبطال، بعدما ودع باقي البطولات المحلية. وفشل الغانرز في الوصول إلى نهائي كأس الرابطة الإنجليزية بعد توديع البطولة من الدور نصف النهائي على يد نيوكاسل يونايتد، بالخسارة 0 – 4 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
أما في كأس الاتحاد الإنجليزي فلم يستطع رجال المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا المرور من العقبة الأولى، بالخسارة بركلات الترجيح أمام مانشستر يونايتد في الدور الثالث.
الخروج من منافسات الألقاب المحلية وقرب ضياع لقب البريميرليغ على أرسنال سيمنحان أرتيتا فرصة إراحة أهم لاعبيه
وبسبب ذلك بات بإمكان لاعبي أرسنال التركيز كليا على لقب دوري الأبطال، بدلا من التشتت في مختلف الجبهات.
ويتمنى البلجيكي لياندرو تروسارد، مهاجم فريق أرسنال، أن تكون الثنائية التي سجلها في شباك إبسويتش تاون بمثابة تذكير بإمكانياته لمدربه الإسباني ميكيل أرتيتا قبل مواجهة باريس سان جرمان. وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) أن تروسارد سجل في شوطي المباراة ليمنح أرسنال الفوز وقاد خط الهجوم بدلا من زميله الإسباني ميكيل ميرينو الذي عاد لتأدية مهمته في خط الوسط.
وقال تروسارد “هناك مباريات كبيرة مقبلة لذلك يرغب الجميع في أن يكون في ثقة عالية للمشاركة في تلك المباريات،كمهاجم هذا ما أريد أن أكون عليه (تسجيل الأهداف) وهذا جيد للجميع، من الرائع دائما أن تكون من مسجلي الأهداف لمساعدة فريقك.” وأضاف “نريد الفوز بكل المباريات، أعلم أننا مررنا بالعديد من المراحل هذا الموسم، لكننا نرغب في الإبقاء على حماستنا وأن نكرر ما فعلناه أمام إبسويتش، والآن نتطلع إلى المباراة المقبلة.”
طريق الراحة
الخروج من الكؤوس المحلية وقرب ضياع لقب البريميرليغ على أرسنال سيمنحان أرتيتا فرصة إراحة أهم لاعبيه قبل المواجهتين المرتقبتين ضد باريس سان جرمان في نصف النهائي.
وسيلعب أرسنال ضد سان جرمان في الذهاب بملعب الإمارات يوم 29 أبريل الجاري، قبل الخروج لمواجهته في فرنسا في السابع من مايو المقبل.
وقبل لقاء الذهاب سيلتقي أرسنال اليوم مع كريستال بالاس، ضمن منافسات الجولة الـ34 من الدوري الممتاز.
أما قبل موقعة الإياب في ملعب حديقة الأمراء، فسيكون المدفعجية على موعد آخر مع بورنموث في البريميرليغ، قبل ذلك بـ4 أيام فقط.
ومن المتوقع أن يبدأ أرتيتا من مباراة اليوم سياسة تدوير اللاعبين عبر إراحة بعض النجوم ومنح الفرصة للعناصر الاحتياطية للمشاركة في التشكيلة الأساسية، بهدف توفير طاقة ركائزه لموقعتي باريس.
سان جرمان لن يكون المنافس الوحيد على الثلاثية هذا الموسم، بل ينضم إليه الطرفان الآخران في المربع الذهبي الأوروبي، برشلونة وإنتر
وإلى جانب تجنيب الأساسيين الإرهاق، فإن هذا القرار المحتمل سيمنح أرتيتا فرصة أخرى لرؤية عناصره الاحتياطية بشكل أكبر، فضلا عن تجهيزهم للاستعانة ببعضهم كبدلاء أمام سان جرمان.
بالنظر إلى منافسي أرسنال على اللقب، سنجد أنهم جميعا منشغلون بجبهات مختلفة، وليس دوري الأبطال وحده. فالمنافس الأول لأرسنال، باريس سان جرمان، ما زال لديه هدف آخر مع نهاية موسم الدوري الفرنسي، رغم حسمه للقب، يتمثل في حفاظه على عدم الخسارة، ليظفر به بلا هزيمة.
كما أن سان جرمان ينافس أيضا على لقب كأس فرنسا بعد بلوغه المباراة النهائية، التي سيخوضها ضد ريمس في نهاية شهر مايو المقبل، ما سيجعله مضطرا إلى خوض لقاءاته المقبلة بقوته الضاربة، للحفاظ على أهدافه في مختلف المسابقات.
ولن يكون سان جرمان المنافس الوحيد على الثلاثية هذا الموسم، بل ينضم إليه الطرفان الآخران في المربع الذهبي الأوروبي، برشلونة وإنتر.
استعادة اللقب
ما زال الفريق الكتالوني يكافح في جبهتين محليتين، إذ يسعى لاستعادة لقب الليغا وسط صراع محتدم بينه وبين غريمه ريال مدريد.
وستستمر المواجهة بين البارسا وخصمه الملكي أيضا على مستوى كأس ملك إسبانيا، إذ سيلتقيان يوم 26 أبريل الجاري في النهائي، وذلك قبل مواجهة البلوغرانا للإنتر بـ4 أيام.
كما سيعود برشلونة إلى مواجهة الريال في الليغا بعد 5 أيام من مواجهة النيراتزوري في إياب نصف نهائي التشامبيونز ليغ، وهو ما سيضطر المدرب هانز فليك للعب بعناصره الأساسية بلا تدوير. الأمر ذاته ينطبق على الإنتر، الذي سيخوض مواجهة صعبة ضد روما في الدوري، الذي ينافس نابولي على لقبه، وذلك قبل 4 أيام من مواجهة برشلونة الأولى. وقبلها سيخوض الإنتر مباراة ديربي ضد ميلان في إياب نصف نهائي كأس إيطاليا.
كل هذه الظروف ستؤدي لا محالة إلى إرهاق منافسي أرسنال على لقب دوري الأبطال، فضلا عن زيادة احتمالات إصابات لاعبي الثلاثي، كما حدث في الأيام الماضية بتعرض روبرت ليفاندوفسكي مهاجم برشلونة لإصابة ستبعده عن الملاعب لعدة أيام.
وقد يلعب هذا العامل دورا في منح أرسنال أفضلية للظفر باللقب على حساب منافسيه المرهقين والمنشغلين بالكفاح على 3 جبهات في آن واحد، ليتحقق حلم الغانرز التاريخي في النهاية بفضل ضارته النافعة.