دي بروين يطوي صفحة عشرة أعوام مع مانشستر سيتي

مانشستر (إنجلترا) - "لقد حان الوقت" بهذه الكلمات أعلن صانع الألعاب الأسطوري البلجيكي كيفن دي بروين الذي سيبلغ 34 عاما في يونيو المقبل، الجمعة أنه سيغادر مانشستر سيتي الإنجليزي في نهاية الموسم الماضي بعدما أمضى في صفوفه عشرة أعوام. وأضاف لاعب خط الوسط الذي فاز بستة ألقاب في الدوري الممتاز وبدوري أبطال أوروبا مع سيتي، في رسالة عاطفية لجماهير النادي نشرها في حسابه على إكس، ولم يشر خلالها إلى وجهته المستقبلية “لكل قصة نهاية، لكن هذا بالتأكيد كان أفضل فصل في حياتي. دعونا نستمتع بهذه اللحظات الأخيرة معا!”

وتابع “قادتني كرة القدم إليكم جميعا، وإلى هذه المدينة. سعيا وراء حلمي، من دون أن أعلم أن هذه الفترة ستغيّر حياتي. هذه المدينة، هذا النادي، هؤلاء الناس… منحوني كل شيء. لم يكن لديّ خيار سوى رد الجميل! وتخيلوا، لقد فزنا بكل شيء.”

وقد فاز دي بروين بـ14 لقبا مع “سيتيزنس” منذ انتقاله إلى إنجلترا قادما من فولفسبورغ الألماني في عام 2015، أبرزها دوري أبطال أوروبا عام 2023.

ولعب الدولي البلجيكي دورا حاسما في هيمنة سيتي، بطل الدوري في المواسم الأربعة الماضية، على الكرة الإنجليزية، وقد توّج شخصيا بجائزة أفضل لاعب للموسم في مناسبتين (2019 – 2020 و2020 – 2021)، كما يحتل المركز الثاني في قائمة أفضل الممرين في الدوري برصيد 118 كرة حاسمة. وسجل 106 أهداف في 413 مباراة مع سيتي في مختلف المسابقات. ويصل عقد دي بروين مع سيتي إلى نهايته في يونيو، لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيرتدي قميص النادي في كأس العالم للأندية في حلتها الجديدة التي تُقام بمشاركة 32 ناديا من 14 يونيو إلى 13 يوليو القادمين.

ومنذ انضمام كيفن دي بروين إلى مانشستر سيتي عام 2015، لم يصنع أي لاعب أهدافاً أكثر منه (117 صناعة)، كما كان الأكثر صناعة للفرص (827 فرصة)، وذلك مقارنة بباقي اللاعبين في الدوريات الخمس الكبرى بأوروبا.

أعظم اللاعبين

أثنى بيب غوارديولا مدرب سيتي على صانع الألعاب، قائلا “إنه من أعظم اللاعبين الذين رأيناهم على الإطلاق.” وأضاف “تمريراته الحاسمة، وأهدافه، ورؤيته الثاقبة في الثلث الهجومي، من الصعب جدا تعويضه. ما قدّمه هنا على مدار العقد الماضي كان رائعا.” وكان اسم دي بروين قد ارتبط بالانتقال إلى الدوري السعودي أو الأميركي، بعدما تراجع تأثير قائد سيتي في المواسم الأخيرة، بسبب سقوطه المتكرر في فخ الإصابات. وغاب عن الملاعب خمسة أشهر الموسم الماضي بسبب تمزق في أوتار الركبة. وهذا الموسم، شارك أساسيا في 21 مباراة فقط من أصل 47 مباراة خاضها سيتي في جميع المسابقات، على الرغم من تذبذب أداء فريق غوارديولا هذا الموسم وعدم قدرته على نسخ نتائج المواسم الماضية.

ويحتل سيتي المركز الخامس في الدوري الممتاز برصيد 51 نقطة، متأخرا بفارق 22 نقطة عن ليفربول المتصدر، وغادر مسابقة دوري أبطال أوروبا بخسارته أمام ريال مدريد الإسباني في مجموع مباراتي الذهاب والإياب 3 – 6 في الملحق المؤهل إلى الدور ثمن النهائي. وبإمكان سيتي إنقاذ موسمه في حال فاز بلقب الكأس المحلية التي بلغ فيها الدور نصف النهائي حيث سيلتقي نوتنغهام فوريست مفاجأة الموسم الذي يحتل المركز الثالث في الدوري الممتاز.

وخاض دي بروين 109 مباريات دولية مع منتخب بلجيكا حيث سجل 30 هدفا، وكان ضمن الجيل الذهبي الذي احتل المركز الثالث في مونديال روسيا 2018 وبلغ الدور ربع النهائي في كأس أوروبا عامي 2016 و2020، من دون أن يتمكن من الظفر بلقب كبير مع “الشياطين الحمر”.

بعد تألقه مع غنك في وطنه (2008 – 2012)، لم تكن تجربة دي بروين الأولى في الدوري الممتاز ناجحة، إذ استغنى عنه تشيلسي بعد تسع مباريات فقط، لينتقل إلى فيردر بريمن عن طريق الإعارة (2012 – 2013) قبل أن تنطلق مسيرته مع فولفسبورغ الذي تعاقد معه في عام 2014 وتُوّج في صفوفه بجائزة أفضل لاعب بالدوري في موسم 2014 – 2015 بعدما قاده لاحتلال المركز الثاني خلف بايرن ميونخ. وأثارت صفقة انتقاله إلى سيتي مقابل 72 مليون دولار شكوكا كبيرة حيال قدرته على التأقلم بعد تجربته الفاشلة مع تشيلسي، لكنه سرعان ما أثبت خطأ منتقديه وبدد هذه المخاوف وبات جزءا لا يتجزأ من الفريق الذي حقق تحت قيادة غوارديولا واحدة من أكثر فترات النجاح هيمنة في تاريخ كرة القدم الإنجليزية.

بات سيتي أول فريق إنجليزي في الدوري يحقق 100 نقطة، وذلك خلال باكورة ألقاب غوارديولا في موسم 2017 – 2018. وتبع ذلك بثلاثية محلية هي الأولى من نوعها، بفوزه بالدوري والكأس وكأس الرابطة في موسم 2018 – 2019. وواصل سيتي سطوته، فعادل في موسم 2022 – 2023 إنجاز جاره يونايتد باعتباره النادي الإنجليزي الوحيد الذي فاز بثلاثية الدوري ودوري أبطال أوروبا والكأس، وأصبح أيضا أول نادٍ يفوز بأربعة ألقاب تواليا في الدوري.

تزايد التكهنات

بات من المتوقع، أن تزداد التكهنات حول مستقبل البلجيكي كيفن دي بروين خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد إعلان رحيله عن مانشستر سيتي بنهاية الموسم الحالي. ووضع الدولي البلجيكي حدا لمسيرته التاريخية مع العملاق الإنجليزي بعد 10 سنوات أمضاها داخل ملعب الاتحاد. ووفقا لصحيفة “الديلي ميل”، فإن مصير دي بروين لا زال معلقا حتى الآن، في ظل عدم تحديد وجهته المقبلة. وأفادت بأن هناك احتمالا كبيرا لانتقال أسطورة المان سيتي إلى دوري روشن السعودي أو الدوري الأميركي.

وأضافت “النادي الأميركي الجديد سان دييغو أعلن الشهر الماضي، دخوله في محادثات مع دي بروين،” مما يجعله وجهة محتملة له في الصيف المقبل. ورغم ذلك، أشارت الصحيفة إلى إمكانية انتقال دي بروين بشكل مفاجئ إلى عملاق أوروبي آخر، وهو بايرن ميونخ، الذي يتولى تدريبه، زميله السابق، فينسنت كومباني. كما دخل دي بروين، دائرة اهتمامات بعض الأندية التركية الكبرى، وعلى رأسها الثنائي قلعة سراي وفنربخشة، فضلا عن جنت البلجيكي.

وكشفت تقارير صحفية عن حقيقة وجود اهتمام من جانب نادي نيوم السعودي، بالتعاقد مع البلجيكي كيفن دي بروين صانع ألعاب مانشستر سيتي. ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر خاصة، أن نيوم لم يتفاوض مع دي بروين، وأنه لم تكن هناك مفاوضات رسمية مع اللاعب. وكان موقع “فوت ميركاتو” قد أشار الخميس إلى رغبة متصدر دوري يلو لأندية الدرجة الأولى السعودي، التعاقد مع نجم السيتي، الذي يتمتع أيضا باهتمام سان دييغو الأميركي. وسبق لكيفن دي بروين، الترحيب بفكرة اللعب في الدوري السعودي، عندما سئل عن الأمر، معتبرا أن العروض المالية الضخمة لا يمكن رفضها.

بدوره عرض نادي فولفسبورغ الألماني لكرة القدم عودة كيفن دي بروين. ونشر فولفسبورغ على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “عزيز كيفن، هل تتذكر؟ أنا وأنت قبل عشرة أعوام؟ ما رأيك أن نعود سويا مرة أخرى؟” وحرص النادي على وصف دي بروين بأنه “أسطورة للنادي” في فولفسبورغ ومانشستر.

ولعب دي بروين في فولفسبورغ في الفترة من يناير 2014 حتى يونيو 2015 قبل أن يحقق مسيرة مليئة بالألقاب مع مانشستر سيتي. ولعب موسما آخر في الدوري الألماني في 2012 – 2013 معارا من تشيلسي لفيردر بريمن.

الحلم المستحيل

لكن في الوقت ذاته، تكشف التقارير الإنجليزية عن الحلم الذي تمناه بيب غوارديولا ولا يزال يرغب في ضمه، لتعويض غياب دي بروين، وهو ضم النجم الإنجليزي جود بيلينغهام، لاعب وسط ريال مدريد، الذي كان تحت أنظار غوارديولا حتى قبل انتقاله إلى الفريق الإسباني.

وعلى الرغم من صعوبة التفاوض مع ريال مدريد، الذي يعتبر بيلينغهام أحد الركائز الأساسية في الفريق، يبقى غوارديولا متمسكًا بأمله في ضمه مستقبلا، ولكن، يُعتقد أن التفاوض سيكون صعبًا للغاية، خصوصًا مع الشرط الجزائي الضخم الذي يقدر بمليار يورو، إلى جانب رغبة اللاعب في الاستمرار مع الفريق الملكي، وهو ما يجعل هذا الحلم “مستحيلاً” على الأقل في الوقت الحالي.

ووجه النجم الألماني المعتزل توني كروس، لاعب فريق ريال مدريد السابق، رسالة إلى البلجيكي كيفين دي بروين. وأعاد كروس التغريدة التي نشرها دي بروين عبر صفحته على موقع إكس يعلن فيها رحيله، وكتب “لاعب استثنائي.. مبروك.”

كيفن دي بروين سبق له الترحيب بفكرة اللعب في الدوري السعودي، معتبرا أن العروض المالية الضخمة لا يمكن رفضها

كما كتب جاك غريليش، نجم مانشستر سيتي، رسالة مؤثرة لزميله في الفريق كيفن دي بروين عبر حسابه على إنستغرام، وذلك بعد إعلان اللاعب البلجيكي عن قراره بمغادرة “السيتيزنز” بنهاية الموسم الحالي. وكتب غريليش، البالغ من العمر 29 عاما، في تعليقه على الإعلان “أحد أسباب انضمامي إلى السيتي كان لألعب إلى جانبك يا أخي! أفضل من لعبت معه على الإطلاق بكل تأكيد. أسطورة! #كيفن_دي_بروين.” وأرفق المنشور بمجموعة صور جمعت اللاعبين معاً في لقطات متنوعة داخل الملعب وخارجه.

وكان الثنائي قد لعب دورا محوريا في قيادة السيتي لتحقيق ثلاثية تاريخية خلال موسم 2022 – 2023، حيث فاز الفريق بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، إلى جانب الدوري الإنجليزي وكأس الاتحاد، حيث سجّل غريليش في تلك الحملة 5 أهداف وقدّم 11 تمريرة حاسمة، ليصبح عنصرا أساسيا في خط الهجوم، بينما تألق دي بروين بتسجيل 10 أهداف وتقديم 29 تمريرة حاسمة في جميع المسابقات، مساهماً في جعل فريق المدرب بيب غوارديولا ثاني فريق إنجليزي يحقق الثلاثية المحلية والأوروبية.

وفي رسالة عاطفية وجهها إلى الجماهير الجمعة، كشف دي بروين، البالغ من العمر 33 عاما، عن قراره بالرحيل، قائلا “عزيزتي مدينة مانشستر، ربما تدركون من هنا إلى أين أتجه، سأكون مباشراً وأخبركم جميعا أن هذه ستكون أشهري الأخيرة كلاعب في مانشستر سيتي، ليس من السهل كتابة هذا، لكن كلاعبي كرة القدم، نعلم جميعاً أن هذا اليوم سيأتي في النهاية، لقد حان ذلك، وأنتم تستحقون سماع ذلك مني أولا.”