وليد الركراكي يواصل نجاحاته مع المنتخب المغربي

الرباط - أبدى وليد الركراكي، المدير الفني للمنتخب المغربي لكرة القدم، سعادته بتحقيق فوز خامس على التوالي في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، معتبرا أن منتخب بلاده اقترب بنسبة 99 في المئة من المشاركة في الحدث العالمي للمرة الثالثة على التوالي. وقال الركراكي في المؤتمر الصحفي عقب الفوز على تنزانيا “واجهنا دفاعا متأخرا مرة أخرى لكننا استحوذنا على الكرة وأتعبنا المنافس بالجري كثيرا وراء الكرة. تحلينا بالصبر وانتظرنا اللحظة المواتية للتسجيل لأن المباراة تمتد لتسعين دقيقة.”

الركراكي هزم تنزانيا ذهابا في نفس التصفيات بهدفين دون مقابل في دار السلام، وعاد ليطيح بنفس المنافس في مباراة عن دور المجموعات في نهائيات الكان في كوت ديفوار بثلاثية نظيفة، قبل أن يهزمه في وجدة بهدفين دون مقابل. ويعد منتخب تنزانيا الضحية المفضلة لوليد الركراكي من بين منتخبات القارة السمراء، تليه منتخبات زامبيا، لوسوتو، أفريقيا الوسطى، والغابون، حيث حقق الفوز عليها مرتين متتاليتين، بينما تعد جنوب أفريقيا شبحه المخيف، بعدما واجهها في مبارتين رسميتين خسرهما معا، وهما الهزيمتان الوحيدتان له أفريقيا خلال قيادته للمنتخب المغربي.

تسبب منتخب تنزانيا في رقم سلبي غير مسبوق لمدرب منتخب المغرب وليد الركراكي منذ تسلمه مهمة أسود الأطلس. وفشل المنتخب المغربي اليوم في هز شباك منافسه خلال الشوط الأول، وهو الحدث الذي يتكرر للمباراة الرسمية الثانية على التوالي للأسود. وكان منتخب النيجر السباق لهذا الصمود في مباراة الجمعة الماضي بالجولة الخامسة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، بل وتقدم بهدف، قبل تعادل المغرب في الدقيقة 59 ثم تسجيل الفوز 2 – 1 في الدقيقة 90+1. وكانت مباراة ليسوتو في التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا في سبتمبر الماضي الأولى التي يخفق فيها لاعبو المغرب في هز الشباك بالشوط الأول، في مباراة يقودها الركراكي، وانتظروا حتى الدقيقة 93 لتسجيل هدف الانتصار بواسطة إبراهيم دياز.

وعن فشل المهاجمين في التسجيل خلال المباريات، رد مدرب أسود الأطلس “غيرنا أسلوب لعبنا لإتاحة الفرصة للجميع من أجل تسجيل الأهداف لكي لا نعول على لاعب واحد سواء تعلق الأمر بالرسميين أو الاحتياطيين.” وردا على الحديث المتكرر عن غياب بوفال وحكيم زياش، قال الركراكي “أكرر مرة أخرى أن باب المنتخب مفتوح للجميع، وكل من استعاد مستواه سيجد مكانا له في القائمة مستقبلا.”

واعتبر أن انتقاد الجماهير لا يزعجه بل يسعده “لكونه يؤكد أن المنتخب المغربي بلغ مرحلة بات فيها مستوى التطلعات أكبر من ذي قبل لاسيما بعد بلوغ نصف نهائي مونديال 2022.” من جهته، هنأ حميد سليمان مدرب تنزانيا منتخب المغرب على الفوز، معتبرا أن الإمكانيات الفردية حسمت النتيجة لصالح الفريق المضيف. وقال “عندما تواجه منتخبا بقيمة المغرب عليك أن تكون في حالة تركيز كامل لمدة تسعين دقيقة كاملة. وفي اللحظة التي فقدنا فيها تركيزنا تلقينا الهدف الأول مقارنة بالشوط الأول.”

نفى وليد الركراكي مدرب المنتخب المغربي كل الأخبار التي راجت بشأن غياب شمس الدين الطالبي عن مبارتي النيجر وتنزانيا. وربطت تقارير غياب الطالبي بعدم تسوية وضعيته داخل الفيفا بعدما اختار تمثيل منتخب المغرب بدلا من بلجيكا. وقال الركراكي “الطالبي مؤهل قانونيا إلا أنه قبل المباراة وفي الإحماء شعر ببعض الآلام ولم أشأ الدفع به.” وأكد “لاعب بهذه المواصفات يستحق أن يدشن ظهوره الأول معنا بالكيفية اللائقة… لم أرغب في أن تحدث له مضاعفات جراء الإصابة مع الانزعاجات التي شعر بها.” وفرض إبراهيم دياز نجم ريال مدريد، نفسه هدافا لمنتخب المغرب خلال الفترة الحالية، متفوقا على العديد من الأسماء داخل تشكيلة أسود الأطلس. واختار دياز تمثيل المغرب بدلا من إسبانيا، وبدأ مسيرته مع أسود الأطلس في مارس الماضي، ليكمل عاما وسط تشكيلة المدرب وليد الركراكي. وخلال هذا العام، خاض دياز 10 مباريات مع منتخب المغرب سجّل خلالها 8 أهداف وصنع هدفين، كأبرز هداف للأسود خلال هذه الفترة، متفوقا على نجوم كبار بحجم حكيم زياش ويوسف النصيري وغيرهما.

وجاء آخر هذه الأهداف في شباك تنزانيا في المباراة التي انتهت بفوز المغرب 2 – 0، علما بأنه الهدف الأول لنجم ريال مدريد في تصفيات مونديال 2026. أما الأهداف السبعة الأخرى، فجاءت في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025، التي يستضيفها المغرب نهاية العام الجاري. وفي المباراة الثامنة لدياز مع منتخب المغرب، سجّل هاتريك في شباك ليسوتو، ليقود أسود الأطلس لانتصار عريض 7 – 0. وتعول الجماهير المغربية كثيرا على دياز، لقيادة الأسود نحو لقب أمم أفريقيا الغائب منذ نصف قرن.