مصريات يقبلن على القفطان المغربي في رمضان

أصبح القفطان المغربي أحد أبرز خيارات الأزياء التي تقبل عليها السيدات المصريات في المناسبات الخاصة، حيث يعتبر خيارا مثاليا للسهرات خاصة في رمضان، لما يتميز به من تصاميم فاخرة وألوان زاهية.
القاهرة - يشهد القفطان المغربي رواجًا كبيرًا بين فنانات مصريات، وقد انتقل إلى أخريات ينتمين إلى طبقات اجتماعية متباينة، ويقبلن على ارتدائه عادة في رمضان وعيد الفطر، وتكاد لا تخلو خزينة ملابس لديهن من وجود قطعة من القفطان بتصميمات عصرية، وصار منتشرا في حفلات الإفطار وسهرات الخيام الرمضانية.
والقفطان هو زي تقليدي في المغرب، يتميز بالتطريز المميز، ويُرتدى في المناسبات الخاصة مثل الأعراس، وصار يجمع بين الأصالة والحداثة، ومن أسباب انتشاره تقديم مغربيات محتوى متنوعا له على وسائل التواصل الاجتماعي، مع تقديمهن وصفات من المطبخ المغربي، ويظهرن وهن مرتديات القُفطان، ما أثار إعجاب المتابعات في مصر.
وتم دمج القفطان في الثقافة المغربية خلال القرن الخامس عشر الميلادي، وزاده تألقًا التطريز بالخرز المعروف لدى المغربيات، وعكس ذلك تصاميم مميزة له. وأشكاله متنوعة، فمنه الكلاسيكي المُطرز يدويًا، والعصري الذي يحاكي تصاميم الموضة الحديثة، ويصنع من قماش الحرير والكتان والقطن.
كما يوجد اليوم القفطان القصير، وهو عملي وعصري وخفيف، ويتم ارتداؤه في مناسبات عائلية غير رسمية، ومعروف بأكمامه المنتفخة، ويرتدى على سروال أو فستان بسيط، وهو الأكثر انتشارًا في مصر، وتصميمه بسيط ومريح.
رواج تجارة القفطان المغربي في مصر أنعش الكثير من مصانع الملابس، وبعض العاملات بمهنة “الحياكة” قبل شهر رمضان
والقفطان الملكي المزين بتطريز وحزام على الخصر، ترتديه فنانات وإعلاميات، ويتميز بأقمشة وتطريز مكلف، وتتبارى دُور الأزياء المصرية في تصميمه وبيعه، بأسعار تتراوح بين خمسمئة دولار وألف دولار، ويزيد ثمنه حسب اسم المصمم ودار الأزياء.
تمتلك مها أبوالعز مصنعًا للملابس، وتقوم بتصميمها بنفسها، وهي مؤسسة مجموعة على فيسبوك للتسويق الإلكتروني لمنتجاتها، وباتت مشهورة بتصميمات القفطان العصرية.
وقالت لـ”العرب” إنها حصلت على دورة تدريبية في تفصيل الملابس، وكل تركيزها منصب على تصميم الملابس العصرية “الكاجوال” للفتيات والسيدات المحجبات، وبعد فترة وجدت إقبالا هائلا على القفطان المغربي فخصصت خط إنتاج له في مصنعها.
وأوضحت أنه في البداية كان انتشاره بطيئا وضئيلا، ولم تجد فتيات وسيدات يقبلن عليه كثيرا، أو لم يكن في قائمة اهتماماتهن قبل سنوات، وفي العامين الماضيين تغير الحال وأصبح الإقبال على ارتدائه مكثفا، من هنا جاء التفكير في تصميمه وتنفيذه من أنواع مختلفة للأقمشة، مثل الكتان والحرير والقطيفة.
وقامت مها أبوالعز بنشر تصميمات على صفحتها الخاصة في فيسبوك، وفوجئت برد فعل إيجابي، وهي تحقق نسبة مبيعات مرتفعة منذ أن بدأت هذا العمل قبل نحو خمس سنوات.
وأشارت إلى أن الفتيات هن أكثر إقبالًا على ارتداء القفطان، بعد أن أصبح موضة بينهن، وهناك من يطلبن تصميمات خاصة بكل مجموعة نسائية من نفس اللون، ويحضرن به مناسبات مثل حفلات التخرج في الجامعة وأعياد الميلاد، وهناك سيدات يطلبن تصميمات لهن وبناتهن الصغيرات أو الشابات من نفس اللون ونوع القماش.
وأكدت أن رواج تجارة القفطان المغربي في مصر أنعش الكثير من مصانع الملابس، وبعض العاملات بمهنة “الحياكة” قبل شهر رمضان.
وظهرت فنانات مصريات يرتدين القفطان المغربي في احتفالات الإفطار والسحور لدى جمعيات خيرية، وأخرى يقيمها رجال أعمال، مثل إلهام شاهين ونيرمين الفقي ودينا فؤاد، ولفتن الأنظار إليهن على وسائل التواصل الاجتماعي، وأثرن إعجاب المتابعات لصفحاتهن وأخبارهن، ولم يسلمن أحيانا من الانتقادات، مثلما حدث مع المطربة شذى التي غنت بصحبة رامي صبري في إحدى الخيام الرمضانية مرتدية قفطانا مكشوفا اعتبره البعض لباسا غير محتشم.
ويدورسجال كلما ظهرت فنانة مصرية ترتدي قفطانا، بين جزائريات ومغربيات، حيث ينسب كل طرف منهن أصول القفطان إلى بلده، وتدافع المغربيات بضراوة عن جذور القفطان وأنه في الأصل مغربي الهوية ومنذ زمن طويل، ويدللن على ذلك بأنه تم تسجيله رسميًا في قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى منظمة اليونسكو.
وقالت الإعلامية المغربية شامة درشول لـ”العرب” إن اليونسكو صنفت القفطان المغربي كلباس مغربي، وما يتردد على لسان بعض المحسوبين على الجارة الشقيقة من أن اليونسكو صنفت القفطان على أنه جزائري دخل في باب التضليل.
وفي ردها على انتشار القفطان المغربي على نطاق واسع بين المصريات، قالت درشول لـ”العرب” إن المرأة المصرية “ذواقة ومنفتحة وتميل إلى تقدير كل ما هو راق ومميز وفضلت القفطان للراحة والأناقة، خصوصًا في السهرات الرمضانية.”
وتابعت “صحيح القفطان المغربي ينتشر في مصر خلال رمضان والأعياد، لكن في الحقيقة حضرت حفلات زفاف وخطوبة لصديقات مصريات ورأيتهن يقبلن عليه أيضا، وفي مناسبات على مدار العام، مثل حفلات الخطوبة والزفاف.”
ولفتت إلى أن فرنسا بدأت بالانفتاح على القفطان المغربي بسبب الجالية المغربية فيها، وبعدها أقبلت عليه سيدات من دول أوروبية مختلفة، ما دفع المغرب إلى تنظيم عروض أزياء دولية تبث مباشرة على بعض القنوات الفرنسية والدولية، بما ساهم في التعريف أكثر بالقفطان المغربي، ومع تزايد اهتمام دول الخليج به عن طريق الجالية المغربية أيضا زاد انفتاحه على ثقافات عدة وامتزج بها، وساعدت مواقع التواصل الاجتماعي كثيرا في انتشاره عربيا.