تجاوز عهد ساوثغيت مع الأسود الثلاثة أبرز تحديات توماس توخيل

يسعى الألماني توماس توخيل، مدرب إنجلترا، إلى تحسين الأداء عندما يواجه لاتفيا، على ملعب ويمبلي، ضمن الجولة الثانية من تصفيات أوروبا، المؤهلة لمونديال 2026. ورغم تحقيق الفوز في مباراته الأولى مع "الأسود الثلاثة"، فإن الأداء لم يكن مقنعا. وأكد توخيل أن الفريق بحاجة إلى التحسن، قائلا إن لاعبيه بإمكانهم أن يكونوا أفضل، يجب عليهم بذل جهد أكبر.
لندن - يطمح توماس توخيل إلى الأفضل في مواجهة لاتفيا اليوم الاثنين على ملعب ويمبلي في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الحادية عشرة من تصفيات أوروبا المؤهلة لمونديال 2026. وذلك بعدما استهل مهمته كثالث مدرب أجنبي في تاريخ المنتخب الإنجليزي بشكل إيجابي بالفوز على ألبانيا 2 – 0.
وتسلّم توخيل مهامه الفنية في يناير وبات ثالث مدرب أجنبي لمنتخب “الأسود الثلاثة” بعد الإيطالي فابيو كابيلو والراحل السويدي سفن – غوران إريكسون، بعدما حل خلفا لغاريث ساوثغيت الذي تخلى عن مهامه بعد خسارة نهائي أوروبا أمام إسبانيا 1 – 2 الصيف الماضي، وذلك للمرة الثانية تواليا بعد الهزيمة أيضا أمام إيطاليا بركلات الترجيح في نسخة صيف 2021.
ولم تكن البداية مقنعة كثيرا، إذ قدم الإنجليز أداء متواضعا إلى حد كبير لكنهم نجحوا في الحصول على النقاط الثلاث بفضل الوافد الجديد مايلز لويس – سكيلي والقائد هاري كاين، مع أمل بأن يكون الأداء أفضل في لقاء الجولة الثانية الاثنين ضد لاتفيا الفائزة افتتاحا على مضيفتها أندورا 1 – 0.
وشدد توخيل قائلا “بإمكاننا أن نكون أفضل، يتوجب علينا أن نقوم بعمل أفضل. واجهنا منافسا (ألبانيا) من الصعب إنهاكه بما أنه دافع بمجموعة صلبة في العمق. أعتقد أننا كنا بطيئين بعض الشيء في الشوط الثاني.” وتابع “بشكل عام، لم نركض بما فيه الكفاية من دون كرة كي ننسل خلفهم. شعرت أنه كان هناك ثقل في التحرك. شعرت أننا كنا مرهقين بعض الشيء.” ولا يمكن الحكم على فريق توخيل كثيرا بما أنها كانت المباراة الأولى لمنتخب “الأسود الثلاثة” بقيادة الألماني.
خطوة بخطوة
لكنه بدا مطمئنا بالقول “سنتحسن، سنصل إلى إيقاع أفضل. سأفهم اللاعبين بشكل أفضل ولماذا نعاني كي نحصل على توغلات أكثر في الثلث الأخير من الملعب”، متعاملا مع الوضع “خطوة بخطوة. سندرس الأمور. سنجري جلسات فيديو ونتأكد من إيجاد حلول.” الأمر الإيجابي في مباراة الجمعة ضد ألبانيا أن فريق توخيل أكمل 437 تمريرة في الشوط الأول من اللقاء، ما يؤشر على لمسة الألماني وتخلي “الأسود الثلاثة” عن أسلوبهم التقليدي المتمثل بالتمريرات الطويلة في أغلب الأحيان.
حثّ توخيل لاعبي المنتخب الإنجليزي على محاكاة قوة أفضل فرق الدوري الممتاز ونزعتها الهجومية بدلا من ترك الخوف من الفشل يؤثر عليهم كما حدث في بعض الأحيان خلال عهد ساوثغيت الذي استمر لثمانية أعوام.
لكن المدرب الألماني وجد أن إقناع إنجلترا بتغيير أسلوبها يتطلب أكثر من مجرد خطاب حماسي، قائلا “أردنا زيادة الإيقاع والمخاطرة في الشوط الثاني. لكننا لم نكن منضبطين بما يكفي. حاولنا القيام بالكثير بشكل فردي، ما أبطأ من إيقاع لعبنا.” وشدد “نريد أن نشاهد مباراة مفتوحة. أتفهم أنها ليست المباراة (ضد ألبانيا) الأكثر إثارة، لكننا ما زلنا بحاجة إلى القيام بما هو مطلوب.”
وأشار توخيل إلى ضعف تأثير الجناحين ماركوس راشفورد، العائد إلى المنتخب لأول مرة منذ جلوسه على مقاعد البدلاء في اللقاء الودي ضد بلجيكا (2 – 2) في 26 مارس 2024، وفيل فودن، معتبرا ذلك دليلا على ضعف أداء فريقه.
توخيل يحثّ لاعبي المنتخب الإنجليزي على محاكاة قوة أفضل فرق الدوري الممتاز ونزعتها الهجومية بدلا من ترك الخوف من الفشل يؤثر عليهم كما حدث في بعض الأحيان خلال عهد ساوثغيت
وقال “لم يكن جناحانا اللذان شاركا أساسيين بنفس التأثير الذي كانا عليه في فريقيهما. لم يكن لديهما التأثير الذي توقعناه منهما. افتقرنا إلى الركض من دون كرة. كان هناك الكثير من التمريرات وضعف في الاحتفاظ بها. لم نكن مندفعين بما يكفي في التوغل نحو المرمى.”
وبينما يتطلع إلى المباراة الثانية ضد لاتفيا، يأمل توخيل أن تكون لحظة لويس – سكيلي التاريخية مصدر إلهام لزملائه في الفريق، وذلك بعدما بات الجمعة عن 18 عاما و176 يوما أصغر لاعب على الإطلاق يسجل في مباراته الأولى مع المنتخب، متفوقا على راشفورد الذي كان يبلغ 18 عاما و209 أيام حين سجل ضد أستراليا في مايو 2016. وقال توخيل في هذا الصدد “إنه لاعب مذهل. شخصية مذهلة. انضم إلى المعسكر وأظهر فورا أنه من الطبيعي الوقوع في حبه. إنه يستحق ذلك بجدارة.”
يتطلع توخيل إلى مساعدة جود بيلينغهام على اللعب بشكل أفضل في إطار سعي المدرب الألماني إلى الارتقاء بأحد أهم لاعبي المنتخب الإنجليزي. وأثبت نجم ريال مدريد أنه أحد أفضل لاعبي العالم، وتجاوز واين روني كأكثر لاعب مشاركة مع منتخب إنجلترا في سن 21 عاما على الأكثر، وذلك في المباراة التي فاز بها المنتخب الإنجليزي على ألبانيا بهدفين نظيفين الجمعة، وهي المباراة رقم 41 لبيلينغهام. وقال توخيل “أرى أن بيلينغهام ركيزة أساسية، وسيكون ركيزة مستقبلية، إنه سعيد بتحمل هذه المسؤولية، وهذه مهمتنا في الفترة الحالية.”
مهمة سهلة
في المجموعة السابعة التي ينضم إليها الفائز من ربع نهائي دوري الأمم الأوروبية بين إسبانيا وهولندا، تبدو بولندا أمام مهمة سهلة ضد ضيفتها مالطا. واستهلت بولندا سعيها نحو التأهل الثالث تواليا إلى النهائيات بفوزها على ضيفتها ليتوانيا بهدف سجله روبرت ليفاندوفسكي في أواخر اللقاء، فيما تغلبت فنلندا بصعوبة جدا على مضيفتها مالطا 1 – 0 رغم إكمال الأخيرة اللقاء بعشرة لاعبين، ما يجعلها الاثنين أمام مهمة شاقة في ضيافة ليتوانيا.
وفي الثامنة وبعدما سقطت على أرضها أمام البوسنة 0 – 1، تحل رومانيا، الساعية للعودة إلى النهائيات لأول مرة منذ 1998، ضيفة على المتواضعة سان مارينو التي خسرت افتتاحا أمام قبرص 0 – 2. وتبدو البوسنة أمام مهمة في المتناول وقادرة على تحقيق انتصارها الثاني حين تستضيف قبرص.
ويتأهل إلى النهائيات الموسعة 48 منتخبا عوضا عن 32 والمقررة في كل من الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، أبطال المجموعات الـ12، فيما يخوض أصحاب المركز الثاني ملحقا من أربعة مسارات تشارك فيه أيضا أربعة منتخبات مؤهلة من دوري الأمم الأوروبية.