انتخاب كيرستي كوفنتري رئيسا للأولمبية الدولية فخر لأفريقيا

القاهرة - حرص الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) على تهنئة كيرستي كوفنتري، وزيرة الشباب والفنون والرياضة والترفيه الحالية في زيمبابوي، لتوليها منصب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية.
وذكر كاف عبر موقعه الإلكتروني الرسمي، أن موتسيبي وصف تولي كيرستي كوفنتري رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية بـ”الحدث التاريخي” لكونها أول أفريقية وأول امرأة يتم انتخابها رئيسا للجنة. وتابع “بالنيابة عن الاتحادات الأعضاء في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، والتي تمثل 54 دولة أفريقية، نود أن نعرب عن خالص تهانينا إلى كيرستي كوفنتري على انتخابها رئيسة للجنة الأولمبية الدولية.”
وأضاف موتسيبي “انتخاب كوفنتري رئيسة للجنة الأولمبية الدولية يملأنا فخرا كبيرا، وهو أيضا تقدير لإنجازاتها المتميزة وتجسيد للفلسفة الأولمبية. نتمنى لها كل التوفيق.” وحسمت كريستي كوفنتري (41 عاما)، الفائزة بميداليتين ذهبيتين في منافسات السباحة بالأولمبياد، الفوز في الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت في اليونان.
وتفوقت كوفنتري على ستة مرشحين آخرين لمنصب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، في الانتخابات التي جرت بمشاركة حوالي 100 عضو باللجنة، لتخلف بذلك الألماني توماس باخ، رئيس اللجنة الحالي، الذي تنتهي ولايته في 23 يونيو بعد 12 عاما في المنصب. وأصبحت كوفنتري الرئيسة العاشرة في تاريخ اللجنة الأولمبية الدولية، الممتد لـ131 عاما، حيث تردد أنها كانت تحظى بدعم باخ.
توترات منتظرة
تنتظر الزمبابوية كيرستي كوفنتري، أول امرأة وأول أفريقي يرأس اللجنة الأولمبية الدولية، توترات جيوسياسية تجتاح العالم الرياضي. سبقها ثمانية أوروبيين وأميركي في هذا المنصب الفريد الذي يخصّ شاغله بمعاملة تشبه رؤساء الدول ويتطلب فهما عميقا لموازين القوى.
يقول مدير التسويق السابق في اللجنة الأولمبية الدولية مايكل باين “لم تواجه اللجنة الأولمبية الدولية هذا المشهد الجيوسياسي المتوتر منذ عدة سنوات.” سارع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتهنئة الألماني توماس باخ بعد انتخابه رئيسا للجنة الدولية للمرة الأولى في 2013، وكرر ذلك الخميس مع كوفنتري التي ستتسلم مهامها في 24 يونيو، مشيدا بـ”اهتمامها في التعزيز الحقيقي للمثل الأولمبية.”
منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، مُنع عزف النشيد الوطني ورفع العلم الروسي في المسابقات الدولية الرياضية، وهو ما تصفه موسكو بأنه “تمييز” بتأثير من الغرب. قبل أقل من سنة على أولمبياد ميلان-كورتينا 2026 الشتوي، سيكون ملف الرياضيين الروس أحد أهم القضايا بالنسبة للقائدة الجديدة للحركة الرياضة العالمية.
لكنها امتنعت حتى الآن عن أخذ أي موقف حاسم. الحلّ المتخذ من اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية الدولية التي هي عضو فيها، بالنسبة لأولمبياد باريس 2024، يرسم مسارا واضحا: ما لم ينته النزاع، يتعين على الروس المشاركة بشكل فردي وتحت علم محايد، شرط ألا يكونوا قد دعموا الحرب بشكل فاعل.
سيكون التعاطي مع الولايات المتحدة أساسيا، وليس فقط لأنها مضيفة أولمبياد 2028 الصيفي في لوس أنجلس و2034 الشتوي في سولت لايك سيتي. تدر البلاد أكثر من ثلث عائدات اللجنة، عبر حقوق النقل التلفزيوني التي تدفعها شبكة أن بي سي يونيفرسال، وتنشئ أبطالا من جميع الجنسيات في نظامها الجامعي. على سبيل المثال، تدربت السباحة كوفنتري في أوبورن (ألاباما) في طريقها لإحراز ذهبيتين في سباق 200 م ظهرا في الألعاب الأولمبية.
ضغوط ترامب
لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب العائد إلى البيت الأبيض، مارس ضغوطا حيال قواعد الأهلية لدى السيدات في الألعاب، وحيال استقلالية العمل الرياضي الذي يجب أن تضمنه اللجنة الأولمبية الدولية، مهددا بمنع استقبال الرياضيين المتحولين جنسيا في بلاده.
واعتبرت كوفنتري (41 عاما) مساء الخميس أن “التواصل سيكون المفتاح” مع الرئيس الأميركي. أضافت “لن نحيد عن قيمنا، عن قيم التضامن، وبالتالي ضمان أن يكون كل رياضي متأهل إلى الألعاب قادرا على المشاركة بأمان.” وأضافت مازحة “منذ أن كنت في العشرين من عمري، واجهت رجالا صِعاب المراس يشغلون مناصب عليا. ما تعلمته هو أن التواصل سيكون مفتاحا، وهذا أمر يجب أن يحدث مبكرا.”
لكن قضية أخرى ستكون مطروحة على جدول الأعمال: استهل الأميركيون السنة بتعليق مساهمتهم في الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا)، في حين منحوا لأنفسهم منذ 2020 صلاحية قضائية خارجية في قضايا المنشطات، ما يهدد بشرخ في الرياضة العالمية.
مع انتخاب وزيرة الرياضة في زمبابوي (منذ 2018) التي تتولى تنسيق الألعاب الأولمبية للشباب في دكار عام 2026، قد تطرح تساؤلات حول إمكانية أن تستضيف أفريقيا الألعاب الأولمبية للمرة الأولى في تاريخها. بعد أن كانت الرائدة في بطولة العالم لكرة القدم عام 2010، تسعى جنوب أفريقيا إلى استضافة أولمبياد 2036، إلى جانب الهند، تركيا، المجر، قطر والمملكة العربية السعودية.