حلم السير على نهج أساطير فورمولا واحد يراود هاميلتون

لندن - لا يزال النجم البريطاني المخضرم لويس هاميلتون يطمح للتتويج بلقبه الثامن في بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا واحد مع فريقه الجديد فيراري رغم تقدمه في العمر.

ويحلم هاميلتون بالانفراد بالرقم القياسي كأكثر اللاعبين فوزا بالبطولة في فئة السائقين، لكن التحدي الأكبر بالنسبة إليه يكمن في التتويج باللقب بعد بلوغ سن الأربعين. لم يفز أي سائق باللقب بعد سن الأربعين منذ عام 1994، ولم يكن هناك بطل للعالم تجاوز الأربعين من عمره منذ 59 عاما.

وصرح هاميلتون لمجلة "تايم" الشهر الماضي بأنه يرفض مقارنته بالسائقين الأكبر سنا، سواء “في الماضي أو الحاضر،” حيث قال “أنا جائع، ولدي الكثير من الشغف، ليست لدي زوجة وأطفال. أركز على شيء واحد، وهو الفوز.” وسيبدأ موسم 2025 الأسبوع المقبل بسباق جائزة أستراليا الكبرى في مدينة ملبورن.

نجاحات وإخفاقات

مايكل شوماخر بطل العالم سبع مرات، وهو الذي يتقاسم الرقم القياسي لأكثر السائقين فوزا باللقب مع هاميلتون، عاد من الاعتزال مع فريق مرسيدس عام 2010 وأعلن أنه يريد لقبه الثامن. لم تسر الأمور على ما يرام، حيث تفوق عليه زميله في الفريق الألماني نيكو روزبرغ في كل من مواسمه الثلاثة بعد العودة ولم يتواجد في المراكز الثلاثة الأولى سوى مرة واحدة فقط خلال تلك الفترة قبل أن يعتزل مجددا عام 2012 في سن الـ43، ليخلفه هاميلتون في الفريق.

بدوره عاد نايجل مانسيل بطل عام 1992 إلى سباقات فورمولا واحد من إندي كار عام 1994 لأربعة سباقات بهدف مساعدة دامون هيل، زميله في فريق وليامز، في التغلب على شوماخر للفوز باللقب. وفاز مانسيل بسباق الجائزة الكبرى الأسترالي في نهاية الموسم وهو في سن الـ41، ولكن كل الاهتمام كان في مكان آخر لأن شوماخر فاز باللقب بعد مواجهته هيل.

وكان مانسيل يأمل في التحدي مرة أخرى مع فريق مكلارين عام 1995 ولكنه سرعان ما انسحب بعد مشاركته في سباقين فقط.

كما يعتبر خوان مانويل فانجيو على نطاق واسع أعظم سائق في العقود الأولى من فورمولا واحد، ولم يتسابق خارج أميركا الجنوبية حتى أواخر الثلاثينات من عمره، ولم يفز بلقب بطولة العالم حتى بلغ الأربعين من عمره.

وتجنب فانجيو الموت والإصابات التي أنهت مسيرة العديد من السائقين في الخمسينات من القرن الماضي، وكان من الصعب التغلب عليه تقريبا في أوج تألقه. وفاز السائق الأرجنتيني بخمسة ألقاب، بما في ذلك أربعة ألقاب على التوالي، وكان عمره 46 عاما في آخر مشاركة له بالبطولة عام 1957، محققا رقما قياسيا قد لا يتم تحطيمه مطلقا.

كان جوتسيبي فارينا أول سائق يتوج ببطولة العالم في فورمولا واحد وهو يبلغ من العمر 43 عاما، وذلك عندما فاز بأول ألقابه عام 1950.

وفي السنوات الأولى لفورمولا واحد كان هناك العديد من السائقين الأكبر سنا الذين كانت لديهم خبرة في السباقات، وذلك قبل الحرب العالمية الثانية.

وكان لويجي فاجيولي أكبر فائز بالسباقات؛ إذ بلغ سن الـ53 عندما تقاسم الفوز مع فانجيو -وهو ما تسمح به القواعد في ذلك الوقت- في سباق الجائزة الكبرى الفرنسي عام 1951، بينما دخل لويس شيرون سباق جائزة موناكو الكبرى في سن الـ58 عام 1958.

وكان السائق الأسترالي المخضرم جاك برابهام آخر فائز ببطولة فورمولا واحد تجاوز سن الأربعين.

وفاز برابهام باللقب عامي 1959 و1960 مع فريق كوبر، لكنه حقق إنجازا فريدا في سن الأربعين عام 1966 بفوزه بالبطولة مع فريق برابهام الخاص به، وحقق آخر فوز له في فورمولا واحد بعمر 43 عاما عام 1970 ثم اعتزل في العام ذاته.

الأرقام القياسية

هناك بطل آخر يستهدف في عام 2025 تحطيم الأرقام القياسية، التي مضت عليها عقود من الزمن. إذ لا يزال الإسباني فرناندو ألونسو، بطل العالم مرتين، والذي كان زميلا لهاميلتون في موسمه الأول مع مكلارين عام 2007، منافسا طموحا.

ومع ذلك يعتقد على نطاق واسع أن فريق أستون مارتن الخاص به يركز على تصميم سيارة تطمح لتحقيق الفوز بموجب قواعد جديدة في عام 2026، لذلك قد يضطر ألونسو إلى الانتظار لفترة أطول قليلا. وإذا تمكن ألونسو من الفوز بلقب آخر، فسيكون أكبر بطل سنا منذ ما يقارب 70 عاما.