أبرزها إنجلترا وإسبانيا.. العنصرية تسيطر على أجواء الدوريات الكبرى

برلين- ألقت حوادث العنصرية بظلالها على مباريات كرة القدم للرجال في الدوريات بإسبانيا وإنجلترا، وربط إرنستو فالفيردي مدرب أتلتيك بلباو الظاهرة بالآداب العامة. توقفت مباراة إسبانيول وبلباو في الدوري الإسباني لكرة القدم، خلال الشوط الأول بعد أن أبلغ إينياكي ويليامز مهاجم بلباو الحكم بأن زميله في الفريق مارون سانادي تعرض لإساءة عنصرية من جماهير إسبانيول صاحب الأرض.

إيقاف المباراة

وتم إيقاف المباراة وفقا للوائح، وأبلغت الإذاعة الداخلية الجماهير بأنه سيتم إلغاء المباراة حال استمرار الإساءة مع التأكيد على ذلك برسالة مكتوبة على الشاشة الكبيرة بالملعب. وتم استئناف المباراة وانتهت بالتعادل 1-1. وقال فالفيردي، مدرب بلباو، للصحافيين “للأسف، تكرر هذا الموقف في ملاعب عديدة، ولا أريد أن أراه في أي ملعب، إنه أمر يجب أن نهتم به لأنه يتعلق بالأخلاق العامة.”

وأدان نادي إسبانيول عبر حسابه الرسمي على منصة إكس ما حدث، قائلا “ندين بشكل قاطع أي حادثة عنصرية في ملاعب كرة القدم.” وشنت السلطات الإسبانية حملة صارمة خلال الفترة الأخيرة، وحكم على ثلاثة من مشجعي نادي فالنسيا بالسجن لمدة ثمانية أشهر العام الماضي بسبب الإساءة إلى فينيسيوس جونيور مهاجم ريال مدريد. وفي الدوريات الإنجليزية الأدنى، قال أودوكا جودوين مالايف، مدافع بيرتون ألبيون، أنه تعرض لإساءة في المدرجات خلال المباراة التي انتهت بخسارة فريقه 1-3 أمام بريستول روفرز، يوم السبت. وتقرر إخراج مشجع لفريق روفرز من الملعب، وتبحث الشرطة عن شهود.

إساءة واضحة

كما اتهم التونسي حنبعل المجبري، لاعب بيرنلي، أنه تعرض لإساءة عنصرية من ميلوتين أوسماييتش مهاجم بريستون خلال التعادل السلبي بين الفريقين في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي، يوم السبت. وبدا لاعب مانشستر يونايتد السابق، الذي ولد في فرنسا وتدرج في أكاديمية موناكو غاضبا على أرض الملعب بعد مشادة مع أوسماييتش أبلغ بها مدربه سكوت باركر. وقال باركر “رأينا بوضوح أنه كان منزعجا للغاية في تلك اللحظة وحاولنا أولا فهم ما حدث بالضبط، لأنه كان من الواضح أنه تأثر بشدة.”

وندد حنبعل على حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي بالإهانات العنصرية ضده وكتب التونسي الدولي (22 عاما) “لن أبقى صامتا بشأن ما حدث اليوم. سأدين دائما العنصرية في كل مرة أسمعها أو أراها. هذه هي الطريقة الوحيدة للتغيير كرياضة وكمجتمع.” وأضاف “أنا شخص قوي، لكن لا ينبغي لأحد أن يتحمل هذه الإهانات المقززة على أرض الملعب.”

في المقابل، نفى أوسماييتش “بقوة” اتهامات حنبعل بعد الاجتماع مع هيئة التحكيم، بحسب ما أورد نادي برستون. ويملك اللاعب المونينيغري سوابق، ففي سبتمبر الماضي، عض اللاعب منافسه من بلاكبيرن روفرز الويلزي أوين بيك ما أدى إلى إيقافه ثماني مباريات وغرامة قدرها 15 ألف جنيه إسترليني (حوالي 19 ألف دولار).

وأصدر الاتحاد التونسي لكرة القدم بيانا عبّر فيه عن شجبه لتعرض لاعب المنتخب لإهانت عنصرية مشيرا إلى أنه يتابع بقلق هذه القضية. وقال الاتحاد التونسي “تعبر الجامعة التونسية عن إدانتها بشدة لمثل هذه التصرفات العنصرية وتؤكد دعمها الكامل والمطلق لابنها حنبعل المجبري في مواجهة هذا التعدي المؤسف.” وتابعت “تؤكد الجامعة التونسية على ضرورة اتخاذ الإجراءات المناسبة لمكافحة العنصرية في الرياضة وتطبيق أقسى العقوبات على من يساهم في نشر هذا السلوك غير المقبول. كما تتوجه إلى الإتحاد الإنجليزي لكرة القدم وإلى إدارة نادي بيرنلي، مناشدة إياهما عدم الصمت إزاء هذا الانتهاك الخطير ودعم اللاعب حنبعل والوقوف إلى جانبه.”