الميركاتو الشتوي يغير ملامح كبار الدوري السعودي

الرياض - رفعت بعض الأندية الكبرى في دوري روشن السعودي للمحترفين، خلال فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، شعار “البحث في الدفاتر القديمة”، سعيا لجلب صفقات جديدة.

ولم يعرف الميركاتو الشتوي للعام الحالي 2025 انتدابات كبرى للأندية المتنافسة على صدارة الترتيب، لكن بعضها كان من الأسماء المألوفة والتي سبق أن ارتبطت بالانتقال للدوري السعودي من قبل، لاسيما في انتقالات الصيف الماضي.

ونجح الهلال حامل اللقب في جلب صفقة وحيدة، بينما تعاقد النصر مع 3 لاعبين، وسار على دربه الأهلي، في حين اكتفى الاتحاد بصفقة وحيدة.

نجحت الأندية الكبرى في تدعيم صفوفها بصفقات تخدم احتياجاتها قدر الإمكان، حيث جاء على رأسها الكولومبي جون دوران الذي انضم إلى صفوف النصر، قادما من أستون فيلا.

ويعد لاعب الوسط الكولومبي كويلار عميد لاعبي كولومبيا في الدوري السعودي بـ136 مشاركة، وسبق له تحقيق لقب دوري المحترفين 3 مرات، وكأس خادم الحرمين الشريفين مرتين.

وخلال مشواره بالدوري السعودي لم يسجل لاعب خط الوسط الدفاعي أي هدف في الدوري لكنه صنع 3 أهداف، ويرى أحمد الحربي لاعب الهلال السابق أن تعاقد النصر مع الكولومبي جون دوران يعد أغرب صفقة في سوق الانتقالات الشتوية. وتعاقد النصر مع دوران، قادما من أستون فيلا، في صفقة كلفت خزائن العالمي أكثر من 77 مليون يورو.

أهلي جدة تمكن من حسم 3 صفقات، متمثلة في البرازيلي جالينو قادما من بورتو البرتغالي في الساعات الأخيرة من الميركاتو

وقال الحربي “صفقة دوران هي الأغرب في ميركاتو الشتاء، ولا أعتقد أن تاليسكا كان سيئا إلى درجة تعويضه بصفقة ضخمة.”

وغادر أندرسون تاليسكا النصر خلال الشهر الماضي، وانضم إلى صفوف فنربخشة التركي. وأضاف الحربي في تصريحات صحفية “النصر كان بإمكانه التعاقد مع أكثر من لاعب بهذا المبلغ لسد احتياجات الفريق”. ونوه “مركز دوران لا يعد أكبر مشكلة في النصر، لكن اللاعب صغير، ومن الصعب الحكم عليه في هذه الفترة.” وأتم “بداية كايو سيزار لاعب الهلال مبشرة، لقد ظهر بمستوى رائع لكن لا يمكن الحكم عليه منذ المباراة الأولى.”

أما الهلال فقد تمكن من ضم الجناح البرازيلي الشاب كايو سيزار، قادما من فيتوريا غيماريش، بينما حسم اتحاد جدة صفقة وحيدة متمثلة في اللاعب الإسباني أوناي هيرنانديز من برشلونة.

وتمكن أهلي جدة من حسم 3 صفقات، متمثلة في البرازيلي جالينو قادما من بورتو البرتغالي في الساعات الأخيرة من الميركاتو، بجانب البلجيكي ماتيو دامس، وعيد المولد.

في المقابل، حسم الشباب 4 صفقات شتوية لمساعدة الفريق على الدخول بالمنافسة، متمثلة في البرازيلي لياندرينهو والفنلندي جلين كمارا والحارس الأوكراني جيورجي بوشكان وهشام آل دبيس.

واستمرارا لقدرة القادسية على ضم لاعبين أجانب مميزين، فقد نجح النادي في ضم الموهبة الإسبانية ميجيل كارفالهو، قادما من إسبانيول.

منافسة شرسة

بالنظر لموسم الأندية السعودية الجاري، نجد أن هناك العديد من التحديات البارزة، التي تواجه فرق المقدمة على وجه التحديد، حيث يحتل الثنائي الهلال والاتحاد صدارة ترتيب دوري روشن برصيد 46 نقطة لكل منهما، بعد مرور 18 جولة. لكن وجود الاتحاد والهلال في المقدمة، لا يعني أن الأندية الأخرى لا تمتلك الفرصة في الدخول بهذا الصراع، حيث يأتي خلفهما القادسية والنصر بفارق 8 نقاط فقط.

كذلك، لم يفقد أهلي جدة الأمل في المنافسة على اللقب، حيث نجح في تصحيح المسار مؤخرا، ويمتلك حاليا 35 نقطة في المركز الخامس بجدول الترتيب، وهو ما يجعله متأخرا بفارق 3 نقاط فقط عن المركز الثالث و11 عن الصدارة، مع تبقي 16 جولة.

وعلى مستوى دوري أبطال آسيا للنخبة 2024 – 2025، فقد تمكن الثلاثي السعودي الهلال والنصر والأهلي من حسم التأهل للدور التالي قبل جولتين على نهاية مرحلة الدوري.

لا يوجد شك في أن الصفقات التي حسمها كل فريق، ستدعم حظوظه في المنافسة، حيث تمكن الهلال من إيجاد القطعة الناقصة في الخط الهجومي، وتحديدا بمركز الجناح الأيمن، بضم كايو سيزار.

وسيمنح سيزار الهلال قوة كبيرة في هذه المنطقة، وتخفيف العبء الذي يعاني منه البرازيلي الآخر مالكوم دي أوليفيرا، حيث يمتلك الوافد الجديد إمكانيات عديدة منها المهارة والسرعة والقدرة على التسجيل.

وبعيدا عن الدوري السعودي، فإن كايو سيمنح الهلال قوة إضافية في البطولة الآسيوية، التي لا تشترط عددا معينا للمحترفين الأجانب. إضافة إلى صغر سن اللاعب، والذي سيعود على “الزعيم” بإيجابيات عديدة مستقبلا.

بالنسبة للفريق الأهلاوي، فمسألة المنافسة على لقب دوري النخبة الآسيوي، يمثل أهمية كبرى للمدرب الألماني ماتياس يايسله، خاصة بعدما تصدر ترتيب مجموعة الغرب، بالتساوي مع الهلال بدون أي خسارة في 6 جولات (فاز في 5 وتعادل في 1).

ومع قدوم ماتيو دامس الذي يمتلك القدرة على شغل جميع مراكز الخط الخلفي والارتكاز، بالإضافة إلى الجناح البرازيلي جالينو، فإن “الراقي” سيمتلك عدة حلول دفاعية وهجومية، تزامنا مع توهج بعض اللاعبين، أمثال الجزائري رياض محرز وروبرتو فيرمينو، والإنجليزي إيفان توني. وعانى الأهلي هذا الموسم من تذبذب مستوى بعض الأسماء في خطة المقدمة، بالإضافة إلى الإصابات المستمرة التي تضرب الدفاع، حيث اضطر يايسله إلى الدفع بالإيفواري فرانك كيسيه كقلب دفاع لحل الأزمة.

سلاح ذو حدين

في المقابل، تمكن النصر من تعويض رحيل البرازيلي أندرسون تاليسكا، بضم دوران الذي يشغل مركز رأس الحربة، في الوقت الذي يتواجد فيه البرتغالي كريستيانو رونالدو على رأس خط الهجوم، وهي معضلة صعبة ستواجه المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي.

صحيح أن لكل من رونالدو ودوران خصائص مختلفة قد تساعد “العالمي” على زيادة القوة الهجومية في ظل المنافسة آسيويا ومحليا، إلا أن مسألة مشاركة الثنائي في وقت واحد لن تنفع في جميع المباريات، وهو سلاح ذو حدين بالنسبة لرجال بيولي. ويمتلك الكولومبي الشاب قوة جسدية وقدرة تهديفية كبيرة، في الوقت الذي يرغب فيه رونالدو، الهداف الأول للفريق، في المشاركة بشكل دائم، وهي عملية ستحتاج الكثير من العمل من جانب بيولي.

أما بالنسبة لاتحاد جدة، فقد ضم الموهبة هيرنانديز صاحب الـ20 عاما، الذي يجيد اللعب في جميع مراكز الوسط، بالإضافة إلى قدرته على التواجد كجناح أيسر، وهو ما سيمنح المدرب الفرنسي لوران بلان عدة حلول إضافية.

الاتحاد يعاني من ضغط المباريات والإصابات المستمرة التي تضرب نجومه، وخاصة في منطقة الوسط والجناحين الأيمن والأيسر. وسيمنح أوناي بلان مرونة كبيرة، بالاستعانة به في أكثر من مركز، في ظل المنافسة الشرسة على لقبي الدوري والكأس.