مصر تأمل في فك عقدة ربع النهائي بمونديال اليد

زغرب – تأمل مصر في فك عقدة ربع النهائي الذي بلغته في آخر نسختين، عندما تقابل فرنسا، حاملة اللقب ست مرات قياسية، اليوم الثلاثاء في بطولة العالم لكرة اليد في زغرب. يخوض الفراعنة مباراة فرنسا بمعنويات مرتفعة بعدما حقق منتخب مصر انتصارين في آخر جولتين على سلوفينيا بنتيجة 26 – 25 وعلى كاب فيردي في ختام مشوار الدور الرئيسي بنتيجة 31 – 24.

وكان منتخب مصر قد استطاع تحقيق العلامة الكاملة وتصدر المجموعة في الدور الأول بعدما فاز على كرواتيا صاحبة الأرض والجمهور بنتيجة 28 – 24. وفي حال نجح منتخب مصر في تحقيق الفوز على فرنسا سيواجه في المربع الذهبي الفائز من مباراة المجر ضد أيسلندا. ويسعى المنتخب الوطني، بقيادة المدرب الإسباني خوان كارلوس باستور، لمواصلة الأداء القوي في البطولة والتأهل إلى نصف النهائي، ومن المقرر أن تكون مباراة فرنسا اختبارا كبيرا لطموحات المنتخب في تحقيق إنجاز عالمي جديد.

نخبة المنتخبات

وفرضت مصر نفسها بين نخبة المنتخبات العالمية، إذ ضمنت الحلول بين الثمانية الأوائل للمرة الثامنة في 18 مشاركة لها في بطولة العالم. وتعود أفضل نتيجة لـ”الفراعنة” إلى نسخة 2001، عندما حلوا في المركز الرابع بعد خسارتهم أمام فرنسا المضيفة 21 – 24 في نصف النهائي، ثم سقوطهم في مباراة الميدالية البرونزية أمام يوغوسلافيا.

وتبقى مباراة ربع النهائي في 2021 على أرضها، محطة بارزة في تاريخ اليد المصرية، رغم خسارتها بركلات الترجيح أمام الدنمارك المهيمنة على اللقب العالمي في النسخ الثلاث الماضية. ورغم إصابة يحيى الدرع الخريف الماضي واعتزال أحمد الأحمر، نجح المدرب الإسباني خوان كارلوس باستور بفرض أسلوب جيد بقيادة يحيى عمر الظهير الأيمن لباريس سان جرمان الفرنسي.

علق المدرب الذي قاد إسبانيا إلى لقب 2005، على تواجد منتخبين من خارج أوروبا في ربع النهائي للمرة الأولى منذ 1999، في ظل التأهل اللافت للبرازيل “من الهام عدم تأهل منتخبات أوروبية فقط إلى ربع النهائي، وآمل في الاستمرار أبعد من ذلك، لم لا؟.”

وفيما عجزت تونس والجزائر وقطر والكويت والبحرين عن فرض نفسها في الدور الأول، تصدرت مصر مجموعتها بثلاثة انتصارات أبرزها على كرواتيا المضيفة 28 – 24، بعد تخطيها الأرجنتين 39 – 25 والبحرين 35 – 24. وفي الدور الرئيس، خسرت أمام إيسلندا افتتاحا 24 – 27، قبل الفوز على سلوفينيا القوية 26 – 25، والرأس الأخضر 31 – 24.

وقال خالد فتحي رئيس الاتحاد المصري لكرة اليد إن منتخب مصر سيقاتل لتحقيق حلم الوصول إلى نصف النهائي، “لدينا شعور بالسعادة الغامرة بعد أن تأهلنا لربع نهائي بطولة العالم لنؤكد تفوق كرة اليد المصرية عالميا. حققنا المطلوب والذي خططنا له قبل البطولة بالرغم من وقوعنا في منافسة شرسة مع منتخبات عريقة مثل كرواتيا وأيسلندا وسلوفينيا، وحققنا فوزا تاريخيا على كرواتيا بملعبها وبين جماهيرها.”

وحول مواجهة فرنسا في نصف النهائي، أضاف “بالتأكيد ستكون مواجهة صعبة للغاية أمام فريق بطل يملك خبرة كبيرة، لكن طموحاتنا لا حدود لها.. سنلعب دون ضغوط ونسعى لتحقيق المفاجأة ومواصلة الحلم.” وأردف فتحي “اللاعبون والجهاز الفني بقيادة الإسباني خوان كارلوس باستور بذلوا مجهودات ضخمة طوال البطولة، وتعرضوا للانتقادات والتوقعات بالمغادرة مبكرا، لكنهم كانوا على قلب رجل واحد حتى وصلنا إلى هذه المرحلة.”

كشف أحمد هشام “دودو” نجم منتخب مصر لكرة اليد أنه يتدرب بكل قوة عدة مرات يوميا، من أجل اللحاق بلقاء فرنسا. وقال أحمد هشام “دودو” لاعب منتخب مصر لكرة اليد في تصريحات صحفية “أتدرب من 3 إلى 4 مرات يوميا، بتبهدل بصراحة، لكن إن شاء الله أكون جاهزا.” وأضاف “أفعل كل ما أقدر عليه، وسوف نتخذ القرار عقب المران الأخير، لكن إن شاء الله هكون جاهز، إن شاء الله سوف نطمئن، نتدرب لمدة تصل إلى 11 ساعة يوميا.”

وواصل “من المعروف عنا أنه حينما تكون لدينا مباراة قوية، نجهز لها بشكل مبكر، سنفعل في مباراة فرنسا ما فعلناه أمام كرواتيا، وسوف نستعد لتلك المواجهة بالفيديو.” وأكمل “كلنا جاهزون وسنكون على قدر المسؤولية، وسوف نقدم مباراة جيدة، ولا توجد أي بطولة أدخلها إلا وأنافس على تحقيقها، لذلك نسعى للوصول إلى أقصى مدى في البطولة.” وأتم “تاريخيا لم نفز على فرنسا من قبل، لكن مواجهتنا في الأولمبياد أوضحت أننا نقدر وسوف نقدر على هزيمتها، كنا متقدمين وهم من تعادلوا معنا.”

من بين اللاعبين الذين تألقوا مع منتخب مصر خلال البطولة، نجد الحارس كريم هنداوي الذي كان له دور كبير في الدفاع عن مرمى الفراعنة، وكذلك أحمد هشام دودو الذي سجل أهدافا هامة في المباريات الأخيرة. كما كان محسن رمضان أحد العناصر البارزة في فوز المنتخب في مباراة البحرين.

محو الخيبة

في المقابل، فازت فرنسا بجميع مبارياتها الست (بفارق أهداف معدله 11.8) وتركت مدينة فاراجدين لتنتقل إلى العاصمة الكرواتية التي تبعد نحو 90 كيلومترا. تسعى إلى محو خيبة الألعاب الأولمبية عندما خرجت خالية الوفاض من ربع النهائي، بخسارتها أمام ألمانيا 34 – 35 بعد التمديد. وتخوض فرنسا العرس العالمي بقيادة قائد جديد ودون ثلاثة من نجومها المخضرمين أبرزهم نيكولا كاراباتيتش الذي اعتزل اللعب الصيف الماضي، بعدما توج بجميع الألقاب الممكنة مع بلاده.

قال الظهير الأيمن للمنتخب الأزرق ديكا ميم الذي يقدم بطولة كبيرة بعد شهرين فقط من خضوعه لجراحة في كتفه “ستكون مباراة بدنية، فريقهم يدافع بصلابة وهم أقوياء جدا.” بدوره، رأى مدرب فرنسا غيوم جيل أن “فريقهم يستمر بالنمو، مستقر للغاية ولعبه منظّم جدا. هو خليط بين القوة، جسديا يتمتعون بطول فارع، ولعب مصقول على الطريقة الإسبانية.”

والتقى المنتخبان في دور المجموعات في أولمبياد باريس الصيف الماضي، عندما أدركت فرنسا التعادل 26 – 26 بهدف لودوفيك فابريغاس في الثانية الأخيرة، متجنبة خسارة ثالثة تواليا، علما أن المنتخبين ودعا من ربع النهائي، فرنسا أمام ألمانيا 34 – 35 ومصر أمام إسبانيا 28 – 29. ورأى اللاعب الفرنسي المخضرم لوكا كاراباتيتش “لا يجب اعتبار أي مباراة سهلة، وهذا ثابت لدينا منذ البداية. نعرف أن قوتنا الهجومية كبيرة، لكن الدفاع هو من يمنحنا الاطمئنان.”