روبوتات بشرية تدخل ماراثون بكين

بكين - من المقرر أن يقام سباق نصف ماراثون للروبوتات البشرية في شهر أبريل القادم في بكين، وهو ما يعد اختبارا مثيرا للاهتمام لتكنولوجيات الروبوتات سريعة التطور وهو خبر نشرته وكالة الأنباء الصينية (شينخوا). وتدعو المسابقة المفتوحة لأندية الروبوتات في جميع أنحاء العالم، الآن الروبوتات البشرية للمشاركة، وفقا للجنة الإدارية لمنطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية ببكين.
وسيشارك “تيانغونغ”، وهو روبوت يبلغ متوسط سرعته 10 كيلومترات في الساعة، في سباق الجري. وفي نوفمبر الماضي، شارك الروبوت ذو الحجم الكامل، الذي صممه مركز ابتكار الروبوتات المزودة بالذكاء الاصطناعي المتجسد، مع مشاركين آخرين في نقطتي البداية والنهاية لسباق نصف ماراثون في ييتشوانغ ببكين.
هذا وتتطور القدرات الرياضية للروبوتات الصينية بسرعة، ففي أكتوبر الماضي، صعد نموذج لروبوت طورته شركة “روبوت إيرا” التي يقع مقرها في بكين، سور الصين العظيم، ما يظهر استقراره وقوته في أنواع مختلفة من التضاريس. وفي أغسطس القادم، ستستضيف بكين فعالية رياضية مخصصة للروبوتات البشرية، تغطي سباقات المضمار والميدان وكرة القدم والمهارات الشاملة وسيناريوهات تطبيق أخرى.
وتألق في نصف ماراثون بكين الماضي الروبوت الشبيه بالإنسان “تيانجونج” ودخل في دائرة حيث عبر خط النهاية مع المشاركين من البشر. وبينما اندفع الرياضيون للأمام منذ انطلاق السباق، وقف تيانغونغ، مرتديا ملابس سوداء، على هامش السباق ولوّح بذراعيه لتشجيع المشاركين.
في وقت لاحق من السباق، عندما اقتربت مجموعة كبيرة من المتسابقين من خط النهاية، دخل الروبوت تيانغونغ المضمار على بعد حوالي 100 متر من خط النهاية، ليعمل كـ”محدد للسرعة” لمساعدة الرياضيين على عبور خط النهاية معا.
اقرأ أيضا:
كلب روبوتي يسابق أمهر العدائين
وتم إنتاج تيانغونغ بواسطة مركز ابتكار الروبوتات الذكية المجسدة الوطنية والمحلية، وهو روبوت شبيه بالإنسان من الجيل الأول. ويبلغ ارتفاع الروبوت 163 سم ويزن 43 كيلوغراما، وهو أول روبوت بشري كامل الحجم في العالم يعمل بمحرك كهربائي، وفقا للتعريف الرسمي للروبوت.
وقال جيانغ هانيا، وهو أحد المطلعين على الصناعة في شركة تكنولوجيا مقرها بكين، لصحيفة “غلوبال تايمز” “في الأحداث الكبيرة مثل الماراثون، يمكن للروبوتات أداء مجموعة متنوعة من المهام”.
وعلى سبيل المثال، يمكن للروبوتات رباعية الأرجل مساعدة منظمي السرعة، خاصة في السباقات الطويلة مثل الماراثون. ويمكن لهذه الروبوتات الحفاظ على سرعات ثابتة، مما يساعد العدائين على التحكم في سرعتهم مع توفير ملاحظات بيانات في الوقت الفعلي حول عوامل مثل معدل ضربات القلب ودرجة الحرارة وجودة الهواء.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للروبوتات تعزيز السلامة في الأحداث من خلال الملاحة المستقلة والمراقبة في الوقت الفعلي وتحليل البيانات الضخمة. وأشار إلى أن روبوتات الدوريات يمكنها مراقبة السلامة على طول مسارات السباق، واكتشاف حركة الحشود غير العادية، أو حالات الطوارئ، وتنبيه أفراد الأمن بسرعة.
وقال جيانغ “إن تطوير الذكاء الاصطناعي للروبوت الشبيه بالإنسان لا يزال في مراحله المبكرة، حيث تفتقر الروبوتات إلى التنوع القوي والتعميم، مما يحد من قيمتها التجارية. إن مسار التطور التكنولوجي غير واضح، ولا تزال البيانات نادرة”.
ولم يظهر الروبوت الشبيه بالإنسان في نصف ماراثون بكين ييتشوانغ فحسب، بل عملت الروبوتات ذات الأرجل الأربع أيضا كمحددين رسميين للسرعة في ماراثون هانغتشو في هانغتشو بمقاطعة تشجيانغ شرق الصين، في 4 نوفمبر.
وحافظ الروبوت ذو الأرجل الأربع على وتيرة ثابتة تبلغ حوالي 9 دقائق و24 ثانية لكل كيلومتر، مع سرعة جري قصوى تصل إلى 6 أمتار في الثانية. وقد تم تجهيزه ببالونات “محدد سرعة نصف الماراثون” لمساعدة العدائين على الحفاظ على إيقاع جري مُحسَّن علميا.
وفي السنوات الأخيرة، شهدت الصين نموا قويا في دمج التكنولوجيا والرياضة. وفي وقت مبكر من دورة الألعاب الآسيوية في هانغتشو عام 2023، ظهر “حامل شعلة رقمي” في مراسم الافتتاح والختام، وفي دورة الألعاب الجامعية العالمية للاتحاد الدولي للجامعات في تشنغدو 2021، مكنت تقنية الاتصالات تيراهرتز من سرعات نقل تصل إلى 80 جيجابت في الثانية، مما يوفر تجربة بصرية أفضل للجمهور العالمي.