اللبناني هادي حبيب رائد جديد للتنس العربي

ملبورن - وضع اللبناني هادي حبيب بصمته في تاريخ كرة المضرب اللبنانية بفوزه على الفرنسي كليمان شيديخ الخميس في الدور الثالث الأخير من التصفيات التمهيدية، وكان حبيب بات أول لاعب يمنح لبنان لقب دورة ضمن فئة التحدي تحت إشراف رابطة المحترفين (أي.تي.بي)، بعد تغلبه على الأرجنتيني كاميلو أوغو كارابيي مطلع ديسمبر الماضي.
وكان تتويج اللاعب البالغ من العمر 26 عاما بدورة تيموكو التي تندرج ضمن دورات التحدي (تشالنجر)، وهي المستوى الثاني من دورات المحترفين بعد دورات النخبة لرابطة أي.تي.بي، بوابته لخوض تصفيات بطولة أستراليا.
وقال اللاعب البالغ من العمر 26 عاما “كانت مغامرة كبيرة، وأنا سعيد للغاية بالوصول إلى هذه المرحلة.” كان آخر لبناني يضمن تأهله في منافسات الفردي إلى القرعة الرئيسية لبطولة غراند سلام هو كريم فواز حتى الآن، وذلك عندما خرج من الدور الأول لبطولة الولايات المتحدة المفتوحة عام 1962 عندما كانت البطولة الأميركية الكبرى لا تزال تُلعب على العشب وكانت مخصصة للاعبين الهواة.
ندية كبيرة
ولد حبيب في هيوستن من أب لبناني وأم إيرانية – أميركية في عام 1988، عندما كانت الحرب الأهلية لا تزال مشتعلة في لبنان، وبالتالي فهو يحمل الجنسية الأميركية أيضا. يقول حبيب الذي بدأ لعب التنس في سن التاسعة في الضاحية الشمالية لبيروت، على موقعه الشخصي “كثيرون يسألونني لماذا اخترت تمثيل لبنان، بالنسبة لي كان القرار سهلا. فمهما كانت الصعوبات التي تمر بها البلاد، فأنا فخور جدا بكوني لبنانيا.”
وفي ملبورن، استفاد حبيب من تشجيع العديد من ممثلي الجالية اللبنانية. قال “شكرا للشعب اللبناني على دعمه في الأسابيع الأخيرة، في ملبورن وفي مختلف أنحاء العالم. لقد أعطاني ذلك الكثير من الطاقة لمواصلة النضال.” الأحد، فرض حبيب ندية كبيرة في المجموعة الأولى على منافسه الصيني الذي واجهه للمرة الأولى، وفرض شوطا فاصلا حسمه في صالحه 7 – 4 منهيا المجموعة في 50 دقيقة. ولم يختلف سيناريو المجموعة الثانية كثيرا عن سابقه، حيث استمر التعادل بين اللاعبين حتى الشوط الثامن (4 – 4)، قبل أن ينجح حبيب في كسر إرسال إنشاكيتي في الشوط العاشر وينهي المجموعة في صالحه 6 – 4 في 44 دقيقة.
واستهل حبيب المجموعة الثالثة بأفضل طريقة ممكنة عندما كسر إرسال إنشاكيتي في الشوط الرابع وتقدم 3 – 1 ثم 5 – 2، قبل أن ينجح الصيني في رد التحية في الشوط التاسع مقلصا الفارق إلى 4 – 5 ثم أدرك التعادل 5 – 5 ثم 6 – 6 فارضا شوطا فاصلا كانت له فيه الكلمة الأخيرة مرة أخرى بكسبه 8 – 6 وبالتالي المجمعة 7 – 6 في 57 دقيقة. ويلتقي حبيب في الدور المقبل مع الفرنسي أوغو أمبير الرابع عشر والفائز على الإيطالي ماتيو جيغانتي الـ145.
وتطور أداء حبيب بعد تعاقده مع طاقم تدريبي من الأرجنتين، ويقول في هذا الصدد “وجدت فريقا رائعا بجانبي دفعني بقوة للوصول إلى هنا بقيادة مدربي الجديد باتريسيو هيراس. تطورت كثيرا في الأشهر الستة الأخيرة، وأيضا لياقتي بمساعدة معدي اللياقة البدنية. لم أكن لأصل إلى هنا لولا مساعدتهم. لقد أتى هذا التغيير بثماره وحقق فارقا كبيرا.”
بعد سنوات عدة من التواجد بين المركزين 400 و800 في العالم، اقترب حبيب تدريجيا من أفضل 200 خلال الموسمين الماضيين. بعد فوزه في ديسمبر الماضي بلقبه الأول في دورات التحدي، وصل حبيب إلى أفضل تصنيف له (219)، مما فتح الباب للتأهل إلى إحدى البطولات الكبرى لأول مرة في مسيرته الاحترافية.
حلم مواجهة ديوكوفيتش
وقال حبيب إنه “يحب” مواجهة الأسطورة نوفاك (الصربي ديوكوفيتش حامل لقب 24 بطولة كبرى) “أعتقد أنه أفضل من مارس هذه اللعبة. أحب أن أواجهه قبل أن يعتزل.” حلم ربما لن يتحقق في بطولة أستراليا المفتوحة، حيث لا يمكن أن يلتقيا إلا في الدور نصف النهائي. لكنه أعرب عن أمله في دخول “لائحة المئة الأوائل عالميا، سيكون منعطفا كبيرا في مسيرتي. كي يحصل ذلك، أنا بحاجة إلى تطوير أدائي بشكل كبير. أنا متحمس وأتطلع إلى تحسين لعبي من أجل البلوغ إلى هذا المستوى.”
وبعيدا عن الألعاب الأولمبية، فاز حبيب أيضا بمباراة في كأس ديفيس، في المجموعة العالمية الثانية (الدرجة الثالثة) ضد جنوب أفريقيا في سبتمبر إلى جانب مواجنه حسن (29 عاما). وفي حال فاز لبنان على بيرو في الدور الفاصل في فبراير المقبل، سيصعد إلى المجموعة العالمية الأولى، وهي البوابة لنخبة التنس العالمي.
ولكن لا ينبغي أن ننظر إلى هذه الإنجازات باعتبارها تألقا للتنس اللبناني ككل. اللاعب اللبناني الثالث في تصنيف رابطة اللاعبين المحترفين يحتل المركز 1243 فقط. وفي فئة السيدات، لا تظهر أي امرأة لبنانية في تصنيف رابطة المحترفات. ولكن مع وصول حبيب إلى الدور الثاني في إحدى بطولات الغراند سلام، وجد لبنان سفيرا رائعا له.