العالم أكثر أمانا بفضل الشبكة الخاصة الافتراضية

نفق مشفر لوصول آمن إلى الشبكة المنزلية أثناء التنقل.
الجمعة 2025/01/10
وسيلتك الآمنة لتصفح الإنترنت

فوائد الشبكات الخاصة الافتراضية لا تقتصر على نطاق الأعمال فقط، بل يمكن الاستفادة منها في المنزل أيضا من خلال التحكم بأمان في الأجهزة، التي يمكن الوصول إليها أثناء التنقل عبر الإنترنت، بدءا من وحدات التخزين الشبكية وصولا إلى تجهيزات المنزل الذكي.

برلين- يكثر استعمال الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN) في قطاع الأعمال؛ حيث يتم توصيل الحواسيب المكتبية وأجهزة اللاب توب بأجهزة السيرفر الخاصة بالشركات، وتُستخدم عادةً لحماية خصوصية المستخدمين على الإنترنت، وإخفاء هويتهم، وتأمين بياناتهم من التطفل أو السرقة، خاصة عند استخدام شبكات عامة مثل شبكات الواي فاي في المقاهي أو المطارات.

ويشير المصطلح VPN إلى الشبكة الخاصة الافتراضية، بمعنى أنها ليست شبكة عامة، وتتيح هذه الشبكة إمكانية توصيل الأجهزة الطرفية المختلفة مع بعضها البعض بشكل مشفر دون أن تكون متصلة فعليا بالشبكة.

وأوضح مالته كيرشنر، من بوابة الإنترنت “هايزه أونلاين” الألمانية، قائلا: “توفر الشبكة الخاصة الافتراضية إمكانية توصيل الحواسيب والشبكات البعيدة مع بعضها البعض عن طريق الإنترنت، وذلك من خلال إنشاء اتصال مشفر يعرف باسم “النفق.”

بوكس

وتتيح الشبكة الخاصة الافتراضية على جهاز الراوتر إمكانية الوصول إلى الشبكة المنزلية أثناء التنقل بشكل مباشر وآمن عبر النفق المشفر، بالإضافة إلى إمكانية الوصول إلى الإنترنت من خلال هذا النفق.

ومن جانبه، أوضح يورج جايجر من مجلة “شيب” الألمانية المتخصصة، قائلا: “دائما ما تكون شبكات الإنترنت العامة، المنتشرة في المقاهي والمطاعم، غير آمنة، ولكن عند قيام المستخدم بإنشاء اتصال الشبكة الخاصة الافتراضية مع جهاز الراوتر المنزلي، فإنه يمكن إجراء المعاملات المصرفية بأمان عبر شبكة الواي فاي في الفندق مثلا.”

وعند السفر خارج البلدان فإنه يمكن للمستخدم الوصول إلى محتويات مكتبات الميديا أو خدمات البث، التي قد تكون محظورة في البلد المعني لأسباب تتعلق بالترخيص. وأضاف جايجر قائلا: “يرجع سبب ذلك إلى استعمال عنوان بروتوكول الإنترنت IP دائما عن طريق نفق الشبكة الخاصة الافتراضية.”

وبفضل الشبكة الخاصة الافتراضية فإن المستخدم من الناحية التقنية يكون متصلا بالشبكة المنزلية بواسطة هاتفه الذكي عند تفعيل النفق المشفر، بغض النظر عن موقعه في العالم، وبالتالي فإنه يمكنه الوصول بسهولة إلى المجلدات المشتركة على الحواسيب أو التحكم في التدفئة أو التعامل مع الأجهزة الأخرى الموجودة على الشبكة.

ولقد أصبحت الأجهزة أكثر أمانا بفضل الشبكة الخاصة الافتراضية؛ لأنه لم تعد هناك ضرورة للوصول إليها من الإنترنت عبر المنافذ المشتركة، وهو ما يحمي هذه الأجهزة من محاولات الوصول إليها من قبل الغرباء.

وإذا رغب المستخدم في إخفاء عنوان بروتوكول الإنترنت IP الخاص به مع الأجهزة الفردية أو الشبكة المنزلية بأكملها مع جميع الأجهزة، فيمكنه الوصول إلى الإنترنت عن طريق سيرفر إحدى الشركات المقدمة لخدمات الشبكة الخاصة الافتراضية.

وغالبا ما يتمكن المستخدم من إعداد الشبكة الخاصة الافتراضية لإحدى الشركات في جهاز الراوتر، وبعد ذلك يتم استعمالها للشبكة بأكملها، وتتمثل ميزة ذلك في إخفاء هوية جميع الأجهزة، بدءا من أجهزة اللاب توب ومرورا بالغسالات الأوتوماتيكية الشبكية وصولا إلى السماعات الذكية، عن طريق عنوان بروتوكول الإنترنت IP للشركة المقدمة لخدمة الشبكة الخاصة الافتراضية، علاوة على توفير الحماية ضد اختراق البيانات.

وكبديل يمكن تثبيت برامج أو تطبيقات عميل VPN للشركة المعنية على الحواسيب أو الأجهزة الجوالة، ووفقا لسرعة الوصول إلى الإنترنت في الشبكة المنزلية فإن استعمال نفق الشبكة الخاصة الافتراضية VPN قد يتسبب في إبطاء سرعة الشركة. وأوضح كيرشنر ذلك بقوله: “تنتقل حركة البيانات بالكامل إلى جهاز الراوتر في المنزل، ومن هناك يُعاد توجيهها إلى الشبكة مرة أخرى.”

وأوضح الخبير الألماني أن هذه القفزات الإضافية أو الخطوات البينية في حركة تدفق البيانات يمكن أن تتسبب في زيادة أوقات الاستجابة. وكلما زاد عرض النطاق الترددي المتاح، كان ذلك أفضل، ويجب ألا تكون سرعة التحميل منخفضة جدا، حتى لا تتباطأ سرعة الإنترنت بشدة. وفي حالة اعتماد المستخدم على شركة مقدمة لخدمة الشبكة الخاصة الافتراضية VPN، فإنه يعتمد على السرعة الخاصة بأجهزة السيرفر الخاصة بها.

وترتبط السرعة بالشركة المقدمة لخدمة الشبكة الخاصة الافتراضية والموديل، وعادة ما يتم إعداد الشبكة الخاصة الافتراضية عن طريق واجهة المستخدم بجهاز الراوتر، والتي يمكن الوصول إليها عن طريق متصفح الويب، وتمتاز أجهزة الراوتر Fritzbox من شركة AVM بسهولة الاستعمال؛ حيث يمكن إعداد الشبكة الخاصة الافتراضية بسهولة نسبيا، وخاصة منذ دعم اتصالات الشبكة الخاصة الافتراضية VPN لبرنامج Wireguard المجاني.

وأوضح جايجر قائلا: “يتمكن المستخدم عن طريق التطبيق المعني من الوصول بسهولة إلى الأجهزة الفردية، وهو ما يجعل إعداد الشبكة الخاصة الافتراضية بسيطا وسهلا حتى بالنسبة للمستخدمين قليلي الخبرة التقنية.” ولكن هناك العديد من الشركات الأخرى، مثل آسوس ونت جير وسينولوجي قامت بدمج وظائف الشبكة الخاصة الافتراضية في أجهزة الراوتر الخاصة بها.

ولا تتناسب أجهزة الراوتر القديمة للعمل مع الشبكة الخاصة الافتراضية. وأضاف جايجر قائلا: “يمكن للمستخدم عن طريق وظيفة البحث السريع التحقق مما إذا موديل جهاز الراوتر يدعم وظيفة الشبكة الخاصة الافتراضية.” كما يتمكن المستخدم من التعرف عما إذا كان جهاز الراوتر يتضمن أحدث برامج التشغيل (الفيرموير) عن طريق القوائم في واجهة المستخدم.

وعادة ما تتوافر وظيفة الشبكة الخاصة الافتراضية بدون أية تكاليف، ويمكن تنزيل البرامج اللازمة، مثل Wireguard من شبكة الإنترنت مجانا. وأوضح الخبير الألماني كيرشنر قائلا: “برنامج Wireguard عبارة عن برنامج مفتوح المصدر، ولذلك فإن تنزيل البرنامج يتم بشكل مجاني.” ويتم تنفيذ البروتوكولات اللازمة في جهاز الراوتر.

الأجهزة أصبحت أكثر أمانا بفضل الشبكة الخاصة الافتراضية؛ فلم تعد هناك ضرورة للوصول إليها من الإنترنت

وفي حالة الاعتماد على شركة مقدمة لخدمة الشبكة الخاصة الافتراضية، فإنه يجب اختيار الشركات الموثوق بها، ونصح الخبير الألماني جايجر بتجاهل الخدمات المجانية، والاعتماد على الخدمات المدفوعة.

وبهذه الطريقة يتجنب المستخدم مخاطر استعمال بيانات العملاء لتحقيق المكاسب، علاوة على أن الخدمات المجانية للشبكة الخاصة الافتراضية تفرض قيودا على الأجهزة الطرفية المحتملة وحجم البيانات.

وهناك العديد من الشركات توفر الخدمات المدفوعة للشبكة الخاصة الافتراضية.

وعندما يكون اتصال الشبكة الخاصة الافتراضية فعالا، فإنه تتم الإشارة إلى ذلك على الهاتف الذكي أو الحاسوب اللوحي من خلال ظهور أيقونة صغيرة، مثل المفتاح، في الجزء العلوي الأيمن من شريط الحالة.

ويمكن التحقق من تشغيل وظيفة الشبكة الخاصة الافتراضية في المنزل، وللقيام بذلك يتعين إيقاف وظيفة شبكة الواي فاي في الجهاز الجوال، حتى يتم إنشاء الاتصال بالإنترنت عن طريق شبكة الاتصالات الهاتفية الجوالة، وإذا نجحت هذه الطريقة، فمن المفترض أن تعمل الشبكة الخاصة الافتراضية دون مشاكل أثناء التنقل.

12