تفوق عراقي يهدد مسار السعودية في سباق خليجي 26

تتجه أنظار الجماهير الخليجية والعربية بشكل عام، اليوم السبت، صوب ملعب جابر الأحمد الدولي في الكويت لمتابعة القمة المرتقبة بين منتخبي السعودية والعراق لحساب الجولة الثالثة (الأخيرة) بالمجموعة الثانية من دور المجموعات لبطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم (خليجي 26)، التي تشهد مواجهة أخرى بين منتخبي البحرين واليمن.
الكويت - يتجدد الصراع بين الشقيقين السعودي والعراقي في بطولات كأس الخليج، وذلك عندما يتقابل المنتخبان اليوم السبت في ختام دور المجموعات لخليجي 26. ويحتل المنتخب السعودي وصافة المجموعة الثانية برصيد 3 نقاط، من فوز على اليمن، وخسارة من البحرين. ويأتي المنتخب العراقي في المركز الثالث، متخلفا بفارق الأهداف عن السعودية، بعد الفوز على اليمن، والخسارة أيضا أمام البحرين.
ويتطلع كل منهما إلى حسم بطاقة التأهل الثانية خلف البحرين، ولكن المنتخب العراقي امتلك تاريخا مذهلا خلال مواجهاته السابقة ضد السعودية في بطولات كأس الخليج. وخلال 9 مواجهات سابقة حقق المنتخب العراقي الفوز 6 مرات، مقابل انتصارين للسعودية، فيما حسم التعادل مباراة واحدة، وألغيت نتيجتها نظرا لانسحاب أسود الرافدين.
أول لقاء جمع بين المنتخبين في كأس الخليج يعود إلى نسخة 1976، والتي شهدت انتصارا تاريخيا للعراق بنتيجة 7 – 1. وفي خليجي 7 الذي أقيم عام 1984 حقق المنتخب العراقي فوزا لا ينسى على “النسور الخضراء”، برباعية دون رد. أما بالنسبة إلى المنتخب السعودي فقد فاز في مناسبتين، الأولى تعود إلى نسخة 1986، بنتيجة 2 – 1، والثانية في 2007، بهدف دون رد. وتعود المباراة الأخيرة التي جمعتهما إلى النسخة الماضية من كأس الخليج، التي توج بها المنتخب العراقي، حيث انتصر على السعودية في دور المجموعات بهدفين دون رد.
مهمة صعبة
بعدما بدأ حملة الدفاع عن لقبه بالفوز على اليمن 1 – 0 خسر العراق في الجولة الثانية أمام البحرين بهدفين نظيفين، ما سمح للأخيرة بحسم البطاقة الأولى عن هذه المجموعة واحتلال الصدارة أيضا لكونها فازت افتتاحا على السعودية 3 – 2.
ووعد المدير الفني الإسباني لمنتخب العراق، خيسوس كاساس، الجماهير بأن يقدم فريقه كل ما لديه أمام السعودية. وقال كاساس، خلال المؤتمر الصحفي التقديمي للقاء، إن المباراة مهمة، ومن الطبيعي أن يكون هناك ضغط على اللاعبين، لكن لا بد أن يكونوا جاهزين لكل السيناريوهات. وعما إذا كان يخشى الإقالة في حال الخسارة أمام السعودية أجاب “هذا السؤال يوجه لمسؤولي الاتحاد العراقي لكرة القدم، وليس لي،” لافتا إلى صعوبة تجهيز اللاعبين بالطريقة المثالية، بسبب ضيق الوقت بين مباريات البطولة.
وأضاف “حللنا الأداء خلال مباراة البحرين، واستقررنا على الطريقة التي سنواجه بها المنتخب السعودي. كأس الخليج فرصة للدفع باللاعبين الشباب، لكن بسبب الضغط الجماهيري لتحقيق الفوز لا أستطيع ذلك. لذا أوازن الخيارات بين أصحاب الخبرة والشباب.” وتحتل السعودية المركز الثاني في المجموعة بفارق الأهداف أمام العراق، ما يعني أن التعادل في مواجهة السبت على ملعب جابر الأحمد الدولي سيكون كافيا لفريق المدرب الفرنسي هيرفي رينارد كي يحصل على البطاقة الثانية.
ولم يظهر المنتخب السعودي بالشكل المناسب حتى الآن، إن كان في الخسارة أمام البحرين أو في الفوز المتأخر الذي حققه في الجولة الثانية أمام اليمن 3 – 2 في لقاء تخلف خلاله بهدفين نظيفين قبل أن يعود من بعيد لحسمه بهدف في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع عبر عبدالله الحمدان.
وكشف الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي، عن تفاؤله قبل المواجهة المرتقبة. وقال رينارد في المؤتمر الصحفي، الذي عقده الجمعة، إنه يدرك قوة المباراة التي ستكون مثيرة للجماهير، حيث طالبها بدعم الأخضر ومؤازرته.
وأضاف “رسالتي سهلة، متأكد أن الجمهور في الوقت الحالي غير راض عنا، بدأت التحدي قبل شهرين وعدت لأن الأجواء حول الفريق رائعة، لدينا رئيس اتحاد رائع يقدم كل الدعم وجمهور رائع لذلك عدت إلى المنظومة.” وتابع “شخصيا أفكر فقط في كرة القدم، لا أقرأ أو أستمع لما يدور في الإعلام، وأنا معزول عنه، لأنني واقعي وأعمل يوميا وأحلل المباريات، توقعنا قبل البطولة أن تكون هذه المباراة مهمة.”
وعن التغييرات الكبيرة في تشكيل المباراتين السابقتين قال رينارد “فكرتنا في هذه البطولة أنها من 5 مباريات والتدوير فيها مهم، نحن بعيدون عن مستوانا ولكن نتطور، والروح المعنوية عالية وسنكون في الموعد.”
وبعد الفوز الشاق على اليمن قال المهاجم عبدالله رديف “نجحنا في قلب النتيجة أمام اليمن، وأظهرنا ردة فعل قوية، وهدفنا هو مواصلة تحقيق الانتصارات،” مضيفا “منتخب اليمن لم يكن سهلا وقدّم مباراة جيدة ونجح في التسجيل مبكرا، لكننا تمكنا من العودة وتحقيق الانتصار في الوقت القاتل.” وقال “سنقاتل أمام العراق، وهدفنا هو الفوز بكل تأكيد، ونسعى للاستعداد بشكل جيد.”
العلامة الكاملة
في المواجهة الثانية تبحث البحرين عن العلامة الكاملة أمام اليمن على ملعب جابر المبارك في الصليبيخات. التقى المنتخبان أربع مرات ضمن منافسات بطولة كأس الخليج العربي، وكان التفوق فيها للبحرين بفوزه في مواجهتين مقابل تعادلين.
وتعتبر المباراة تحصيل حاصل للفريقين، فالأحمر البحريني ضمن تأهله وتصدره، بينما خرج المنتخب اليمني من دائرة الصراع على البطاقة الثانية بخسارته مرتين، ليتأجل بذلك بحثه عن فوزه الأول على الإطلاق في البطولة التي خاض فيها حتى الآن 35 مباراة، فتعادل في ست منها وهُزِم في البقية.
وألمح المدرب الكرواتي للبحرين دراغان تالاييتش في المؤتمر الصحفي عقب الفوز على العراق إلى أنه قد يريح بعض لاعبيه الأساسيين وفسح المجال لوجوه جديدة للمشاركة في اللقاء، وقد يكون من بينها المدافع سيد مهدي باقر وإيمانويل فينسنت وجاسم الشيخ والحارس سيد محمد جعفر.
وفي الوقت نفسه أكد تالاييتش احترامه للمنتخب اليمني الذي قدم مستوى لافتا في مباراتيه أمام العراق ومن ثم السعودية بحسب رأيه. وفي الجانب الآخر يأمل مدرب اليمن الجزائري نورالدين ولد علي في تحقيق نتيجة إيجابية وعدم توديع البطولة برصيد خال من النقاط.
وسيفتقد المنتخب اليمني لجهود مدافعه رامي الوسماني بسبب طرده في الثواني الأخيرة من المباراة ضد السعودية. لكن ولد علي يمتلك عناصر مميزة بقيادة الحارس محمد أمان وقائد الفريق عبدالواسع المطري وعبدالمجيد صباراح وممدوح بن عجاج وناصر محمدوه.