الذكاء الاصطناعي يُحدث ثورة طبية في "تخطيط القلب الفائق"

تقنية تخطيط القلب الفائق تعتمد على جهاز يسجل نحو 3.2 مليون نقطة بيانات، يتم تحليلها بواسطة مركز متخصص.
الأحد 2024/12/22
تكنولوجيا حديثة

برلين - تواصل الشركات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي تطوير تطبيقات مبتكرة في القطاع الصحي، ومن أبرز هذه التطورات ظهور طريقة جديدة لقياس التيارات القلبية، تُعرف باسم “تخطيط القلب الفائق“، وفقا لما ذكره موقع الصحيفة الألمانية “بيلد”. وتعتمد هذه التقنية على جهاز يسجل نحو 3.2 مليون نقطة بيانات، يتم تحليلها بواسطة مركز بيانات متخصص. ويعمل الذكاء الاصطناعي من خلال خوارزميات ذكية على فحص 290 معلمة لكل نبضة قلب، مما يجعل هذا النوع من التشخيص أكثر دقة مقارنة بتخطيط القلب التقليدي.

وبمجرد الانتهاء من الفحص، يحصل المريض على تحليل شامل لوظائف قلبه. فهذه التكنولوجيا تعتبر أكثر دقة وتقدم تشخيصات دقيقة مقارنة بالطرق القديمة. من جانب آخر، تتمكن التكنولوجيا الحديثة من اكتشاف التغيرات الصوتية التي تحدث لمرضى قصور القلب نتيجة للوذمة الرئوية وتراكم السوائل في الجهاز الصوتي.

ويساعد ذلك في التنبؤ بتفاقم الحالة، ويقدم إنذارا مبكرا من خلال تحليل أصوات المرضى. وتعمل شركة ألمانية متخصصة في الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع مستشفى “شاريتيه” في برلين على تطوير هذا النظام الذكي، والذي من المتوقع أن يكون جاهزا للعمل بحلول عام 2026.

د. فلوريان غيسلر، الباحث في معهد “فراونهوفر” الألماني المتخصص في تطبيقات الطب الرقمي، يتوقع أن يظل هذا المجال جزءا أساسيا من النظام الصحي في المستقبل. ومع التقدم التكنولوجي المستمر، أصبح الطب الرقمي أداة رئيسية لتحسين التشخيص والعلاج، ويعكس ذلك الاهتمام المتزايد في مجال الصحة الرقمية.

◙ الذكاء الاصطناعي يعمل من خلال خوارزميات ذكية على فحص 290 معلمة لكل نبضة قلب مما يجعل هذا النوع من التشخيص أكثر دقة

وأوضح د. غيسلر أن الطب الرقمي، الذي يشمل استخدام الأجهزة الذكية، وتطبيقات الهواتف المحمولة، والذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، سيستمر في التوسع بشكل كبير في السنوات المقبلة ليصبح جزءا لا يتجزأ من الرعاية الصحية اليومية، وقال “التحول الرقمي في الطب ليس مجرد استخدام تقنيات جديدة، بل هو تحول شامل في كيفية تقديم الرعاية الصحية، حيث يُمكّن المرضى من الحصول على استشارات طبية عن بُعد، وتبادل المعلومات الصحية بسهولة، وتحليل البيانات الطبية بشكل أسرع وأكثر دقة”.

ومن أبرز فوائد الطب الرقمي، كما يشير د. غيسلر، هو تحسين دقة التشخيص وتقليل الأخطاء الطبية من خلال الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليل البياني. كما يسهم في تسهيل الوصول إلى الرعاية الصحية، خاصة في المناطق النائية أو التي تعاني من نقص في الأطباء. وتتيح الأدوات الرقمية التي تجمع البيانات الصحية باستمرار، مثل أجهزة مراقبة الصحة الشخصية، للمرضى تتبع حالتهم الصحية بشكل دوري، مما يساهم في الاكتشاف المبكر للأمراض وتوفير العلاج الوقائي.

ورغم هذه الفوائد العديدة، أشار د. غيسلر إلى أن الطب الرقمي يواجه بعض التحديات، مثل قضايا الخصوصية وحماية البيانات الصحية، فضلا عن التحديات القانونية والتشريعية المتعلقة باستخدام التقنيات الرقمية في الرعاية الصحية. وأكد أنه يجب على الأطباء والمختصين في الرعاية الصحية التكيف مع هذه التقنيات بشكل فعال لضمان استخدامها الأمثل.

ودعا د. غيسلر إلى ضرورة أن يكون النظام الصحي جاهزا للتكيف مع المستقبل الرقمي من خلال الاستثمار في البنية التحتية التقنية وتطوير المهارات الرقمية لدى المتخصصين في مجال الرعاية الصحية. كما شدد على ضرورة تكامل التكنولوجيا مع الإنسان لضمان تحقيق أفضل نتائج صحية للمرضى.

ومع تطور التكنولوجيا الرقمية، يتوقع د. فلوريان غيسلر أن يُحدث الطب الرقمي تحولا كبيرا في المستقبل، مما يمكّن المرضى من الحصول على خدمات صحية متطورة، وتقديم تشخيصات دقيقة وعلاج مبتكر.

13