خليجي 26 سبيل هرفي رينارد لتأكيد جاهزية المنتخب السعودي

منتخب قطر يقف أمام فرصة تصويب المسار.
الجمعة 2024/12/20
مساندة كبيرة

يبحث المنتخب السعودي عن إحراز لقب كأس الخليج لكرة القدم التي تنطلق غدا السبت في الكويت، بعد غيابه عقدين عن التتويج، وذلك على وقع نتائجه المتذبذبة في تصفيات مونديال 2026 الذي تحتضنه كندا والمكسيك والولايات المتحدة. واكتفى "الصقور الخضر" حتى الآن بست نقاط من ست مباريات في الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال، كما أن السعودية ستنظم للمرة الأولى في تاريخها مونديال عام 2034.

الرياض - يترقب عشاق كرة القدم العربية مباراة الكويت وعمان في افتتاح بطولة كأس الخليج العربي 26، التي تحتضنها الكويت خلال الفترة بين 21 ديسمبر 2024 و3 يناير 2025 ويفتتح المنتخب السعودي مشواره الخليجي بلقاء البحرين، 22 ديسمبر الجاري، وبعدها بثلاثة أيام يلاقي اليمن، ويختتم دور المجموعات أمام العراق في 28 من الشهر ذاته.

السعودية التي تشارك للمرة الخامسة والعشرين في البطولة وتوجت ثلاث مرات في 1994 و2002 و2003 ولم تغب سوى مرة واحدة عام 1990 في الكويت، وقعت في مجموعة ثانية تضم العراق حامل اللقب والبحرين واليمن.

خاضت النسخة الأخيرة بفريق رديف تحت قيادة المدرب سعد الشهري فخرجت من دور المجموعات. ضمت آنذاك مصعب الجوير ونواف العقيدي المتواجدين بالفعل بقائمة المدرب الفرنسي هيرفيه رينارد، العائد بعد تخبط تشكيلة المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني في التصفيات المونديالية.

ويخوض الأخضر السعودي منافسات خليجي 26 بقوامه الأساسي عدا اللاعبين المحترفين في أوروبا، نظرا لعدم وجود فترة توقف دولي في الفترة الحالية من قبل الاتحاد الدولي (فيفا)، وذلك لزيادة الانسجام بين عناصر الفريق والجهاز الفني قبل المرحلة الفاصلة من تصفيات المونديال.

وأكد رينارد أن هدفه هو التتويج وقال الاثنين “هذا المعسكر مهم جدا بالنسبة لنا، لأن الفترة التي جئت فيها كانت قصيرة قبل مواجهتي أستراليا (0 – 0) وإندونيسيا (0 – 2).. هدفنا هو إحراز لقب خليجي 26 ولدينا أيضا مهمة أكبر وهي تطوير الفريق قبل مباريات تصفيات كأس العالم."

وتابع رينارد الذي درب السعودية في فترة أولى بين 2019 و2023 قبل تولي تدريب منتخب فرنسا للسيدات “لا بد أن أفكر في إعطاء جميع اللاعبين فرصة للمشاركة في بطولة خليجي 26 ولكن هدفنا الرئيسي هو الفوز خاصة وأننا خسرنا اللقب في المشاركة الأخيرة.”

وطارد شبح الإصابات المنتخب السعودي، إذ تقلصت فرص سالم الدوسري (33 عاما) في المشاركة بالدور الأول، بعد تعرضه لكسور في الوجه في الدوري المحلي. واستبعد رينارد (56 عاما) المدافع عبدالإله العمري من معسكر الرياض بناء على التقرير الطبي وحاجته إلى برنامج علاجي وتأهيلي، فقرر ضم اللاعب عون السلولي إلى المعسكر الأخضر.

شرح المدرب الفرنسي “الشبان المتواجدون معنا يستحقون هذا الأمر وليس من المنطقي استدعاء لاعب تجاوز الـ30 عاما وأضعه على مقاعد البدلاء، لذا من المهم أن يحدث مزج بين الشباب والخبرة.” ويغيب عن “الأخضر” السعودي الثلاثي المحترف فيصل الغامدي وزميله في بيرشخوت البلجيكي مروان الصحفي، بالإضافة إلى سعود عبدالحميد ظهير روما الإيطالي الذي أصبح أول لاعب سعودي يسجل في البطولات الأوروبية، بسبب ارتباطهم مع أنديتهم.

المنتخب القطري لكرة القدم يرزح تحت وطأة ضغوط كبيرة منذ انطلاقة تصفيات مونديال 2026 بنتائج مخيبة لبطل آسيا
◙ المنتخب القطري لكرة القدم يرزح تحت وطأة ضغوط كبيرة منذ انطلاقة تصفيات مونديال 2026 بنتائج مخيبة لبطل آسيا

وكان حامل لقب كأس الخليج ثلاث مرات قد أكمل استعداداته بخوض مباراة ودية الثلاثاء تغلّب فيها على ترينيداد وتوباغو 3 – 1 بأهداف صالح الشهري وعبدالله الحمدان وناصر الدوسري. يرزح المنتخب القطري لكرة القدم تحت وطأة ضغوط كبيرة منذ انطلاقة تصفيات مونديال 2026 بنتائج مخيبة لبطل آسيا في النسختين الأخيرتين في 2019 و2023، أدخلته نفقا صعبا في سباق التأهل المباشر.

وباتت كأس الخليج في نسختها الـ26 التي تستضيفها الكويت من 21 ديسمبر الجاري حتى الثالث من يناير المقبل، ملاذ “العنابي” من أجل استعادة الثقة التي اهتزت كثيرا، فطالت الجهاز الفني السابق وعصفت ببعض العناصر. وكان الاتحاد القطري قد أقال الإسباني “تينتين” ماركيس لوبيز مدرب المنتخب الأول وعين مساعده ومواطنه لويس غارسيا مدربا مؤقتا، في قرار كان متوقعا بالنسبة للأول وخيارا ضيقا فرضته الظروف بالنسبة للبديل.

وبحث الاتحاد خلال الفترة السابقة عن مدرب بديل، حيث دخل في مفاوضات مع الكرواتي زلاتكو داليتش الذي وإن زار الدوحة ودرس العرض، لكنه فضل استكمال عقده مع منتخب بلاده حتى العام 2026. وكان الفرنسي كريستوف غالتييه مدرب الدحيل أحد الحلول، لكن الاتفاق لم يتم بين الطرفين، ليجد الاتحاد نفسه أمام خيار مدرب إسبانيول السابق غارسيا.

المدرب الجديد وبعد ساعات على تعيينه اختار قائمة خلت من أسماء وازنة على غرار البرازيلي الأصل إدميلسون جونيور والمدافعين عبدالكريم حسن وخوخي بوعلام ولاعب الوسط الدفاعي عبدالعزيز حاتم، في خطوة تبدو مستغربة في ظل تواجد اللاعبين الأربعة كأساسيين في تشكيلات لوبيز الأخيرة، فيما لم يستدع الحارس المخضرم سعد الشيب.

ويقول اللاعب السابق للمنتخب القطري إبراهيم الغانم “عانى المنتخب في المرحلة الماضية من غياب بعض الحلول التكتيكية، مع عدم وجود استقرار على مستوى التشكيلة، ما يظهر غياب الانسجام بين التوليفة في بعض الأحيان.”

وأضاف “سيكون المدرب الجديد مطالبا بمعالجة الأخطاء، والظهور بوجه مغاير في كأس الخليج التي تحتاج إلى التفاصيل الصغيرة والقدرات الفردية لطرح الحلول في بعض المباريات التي تعتبر جميعها ديربيات خليجية يغلفها الكثير من الحماس والتحدي.” وعاش “العنابي” حالة من التناقض مع ماركيس، فبعد أن قاد المنتخب إلى التتويج بلقب كأس آسيا من دون خسارة في مباراة رسمية، تلاها انتصاران وتعادل في استكمال المرحلة الثانية من التصفيات، جاءت النتائج مخيبة في المرحلة الثالثة.

ومنيت قطر بثلاث خسارات في المباريات الست في المجموعة الأولى مكتفية بانتصارين وتعادل، جامعة سبع نقاط فقط احتلت بها المركز الرابع بفارق ثلاث نقاط عن الإمارات الثالثة وست عن أوزبكستان الثانية وتسع عن إيران المتصدرة، لتفقد منطقيا فرصة التأهل المباشر إلى كأس العالم باحتلال أحد المركزين الأول أو الثاني.

ويقول لاعب المنتخب القطري السابق رائد يعقوب “بطولة كأس الخليج تُعدّ فرصة لتصويب المسار والعمل على تعزيز الإيجابيات وعلاج السلبيات التي ظهرت خلال تصفيات المونديال.” مضيفا “العنابي يدخل المنافسة وهو حامل لقب بطولة كأس آسيا في النسختين الأخيرتين، ومطالب بالظهور بصورة مختلفة، وسيكون رهان بطولة كأس الخليج تحديا كبيرا أمام اللاعبين في طريق محاولة التتويج باللقب للمرة الرابعة في تاريخ الكرة القطرية” بعد أعوام 1992 و2004 و2014.

17