خليجي 26 بوابة منتخب الكويت لتعزيز ألقابه القياسية

البحرين في مهمة لاستعادة اللقب.
الخميس 2024/12/19
حضور متميز

شيدت الكويت أمجادها في كرة القدم على مسرح دورات كأس الخليج، وخير دليل على ذلك تتويجها باللقب الإقليمي في عشر مناسبات قياسية، وهو إنجاز تأمل أن تعززه رغم تراجع مستوياتها في السنوات الأخيرة، عندما تستضيف النسخة السادسة والعشرين بدءا من يوم السبت.

الكويت - فرضت الكويت نفسها رقما صعبا، حاضرا على النقطة الأعلى من منصة التتويج بكأس الخليج منذ النسخة الأولى حتى الرابعة (1970 و1972 و1974 و1976)، قبل أن يعزز سجله من خلال الفوز بالدورة السادسة (1982) والثامنة (1986) والعاشرة (1990) والثالثة عشرة (1996) والرابعة عشرة (1998) والعشرين (2010).

وكانت كأس الخليج بالذات مناسَبة لظهور نجوم لامعين صنعوا تاريخ الكويت، ومنهم انطلقت نحو آفاق أوسع، حيث توّجت بكأس آسيا على أرضها في 1980 لتكون أول منتخب عربي يحقق هذا الإنجاز، قبل أن تفرض حضورها في كأس العالم للمرة الوحيدة عام 1982 في إسبانيا.

عودة تدريجية

لكن كرة القدم الكويتية عانت كثيرا منذ عام 2007 من مشكلات وإيقافات وحرمان من المشاركات الدولية من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ما انعكس على قطاع الرياضة بشكل عام وكرة القدم خصوصا.

سعى “الأزرق” تدريجيا للعودة إلى مستوياته السابقة، فبلغ الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2026. لكن لاعبي المدرب الإسباني – الأرجنتيني خوان أنتونيو بيتزي، لم يحققوا أي فوز في ست مباريات واكتفوا حتى الآن بوصافة قاع المجموعة الأولى، على أمل التأهل إلى الملحق.

وستفتتح الكويت مبارياتها في كأس الخليج على ملعب جابر الدولي، الذي يتسع لستين ألف متفرج، السبت أمام عمان قبل ملاقاة الإمارات ثم قطر ضمن المجموعة الأولى. ومنذ إعلان بيتزي، الذي تسلّم دفة القيادة في يوليو الماضي لمدة عام، عن تشكيلته الموسعة، تعالت الأصوات المساندة للاختيارات والمعارضة لها، ومن بينها الإعلامي الكويتي عبدالكريم الشمالي الذي قال لوكالة فرانس برس “التشكيلة مخيبة للآمال.

تمنيت رؤية أكبر قدر من الوجوه التي تخدم المستقبل. كان علينا استغلال هذه النسخة من كأس الخليج للاستعداد للاستحقاقات المقبلة، خصوصا ما تبقى من منافسات الدور الثالث للتصفيات الآسيوية.” وخاضت الكويت مباريات تجريبية في ديسمبر الجاري، فتعادلت مع اليمن 1-1، وخسرت مرتين أمام لبنان 1 – 2 و0 – 2. ضمت تشكيلتها الموسعة المهاجم المخضرم يوسف ناصر (34 عاما)، والمهاجم محمد دحام والمدافع المخضرم فهد الهاجري.

يقول الشمالي “الأسماء المختارة مثيرة للاستغراب. لاعب لا يشارك بانتظام مع ناديه يجري استدعاؤه على حساب عناصر أساسية مع فرقها أو حتى أفضل مستوى. على سبيل المثال، جرى اختيار مبارك الفنيني على حساب عذبي شهاب وبندر السلامة. هذا مستغرب. كثيرون طرحوا اسم بدر المطوع (39 عاما). أعتقد أنه كان من الممكن استدعاؤه لتصفيات كأس العالم لأن المنتخب يحتاج إلى قائد. أما في كأس الخليج، فأرى أنها فرصة مناسبة حصرا للوجوه الشابة.”

مهمة تشكيلة المدرب الكرواتي دراغان تالاييتش لن تكون سهلة في المجموعة الثانية إلى جانب السعودية والعراق واليمن
◙ مهمة تشكيلة المدرب الكرواتي دراغان تالاييتش لن تكون سهلة في المجموعة الثانية إلى جانب السعودية والعراق واليمن

يبحث منتخب البحرين عن استعادة لقبه الأول في كأس الخليج لكرة القدم الذي حققه عام 2019 في قطر، عندما يخوض نهائيات النسخة السادسة والعشرين بدءا من السبت في الكويت. ولم تغب البحرين قط عن بطولات كأس الخليج منذ انطلاقتها للمرة الأولى من أرضها في عام 1970، وانتظرت 49 عاما لتفوز بلقب أول، قبل أن تبلغ نصف نهائي النسخة الأخيرة في العراق عام 2023.

لكن مهمة تشكيلة المدرب الكرواتي دراغان تالاييتش لن تكون سهلة في المجموعة الثانية إلى جانب السعودية والعراق واليمن. وقال تالاييتش الذي خلف البرتغالي هيليو سوزا “ندرك تماما صعوبة هذه البطولة التي لها أهمية خاصة لدى جميع المشاركين.” وتابع ابن التاسعة والخمسين “من وجهة نظري هذه النسخة من البطولة هي الأقوى نظرا لكون جميع الفرق المشاركة عدا المنتخب اليمني تتنافس في الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026، وكل الفرق تشارك بلاعبيها الأساسيين.”

وعن المواجهة الأولى ضد السعودية التي تفوقت عليها البحرين بهدف في نهائي 2019، أقر تالاييتش بصعوبة المهمة قائلا “السعودية مثل شقيقتنا الكبرى والمباراة بمثابة الديربي الخليجي من العيار الثقيل، ونحن نحترمهم (لاعبي الفريق) كثيرا كفريق قوي وكبير. لكن علينا أن نظهر قوتنا على أرض الملعب.”

وكانت البحرين تعادلت من دون أهداف مع السعودية في جدة الشهر الماضي وستلتقيان في يونيو 2025 مجددا ضمن الدور الثالث من التصفيات الآسيوية، حيث تحتل البحرين المركز الخامس في مجموعتها بست نقاط بالتساوي مع إندونيسيا والسعودية والصين.

شدد تالاييتش على أهمية التحضير الذهني للاعبين، قائلا إن “أحد أكبر التحديات التي واجهناها في الماضي هو غياب المنتخب البحريني عن منافسات الدور الثالث من التصفيات النهائية المونديالية، فالبحرين غابت لأكثر من 15 عاما، والكثير من اللاعبين لم يخوضوا التجربة وسط ضغوط التصفيات النهائية، وأجيال من اللاعبين خرجت، لذلك نعمل حاليا على بناء جيل قوي نفسيا وقادر على التعامل مع الضغوط.”

دور الضحية

سيحاول المنتخب اليمني ألا يكون “الضحية” مُجددا، وذلك حين يخوض منافسات “خليجي 26”، وفقا لمدربه الجزائري نورالدين ولد علي. يقول ولد علي إن “عقدة عدم تحقيق الفوز في مباريات كأس الخليج ستتغير.” ولا يزال المنتخب اليمني يبحث عن انتصاره الأول في البطولة بعد أن خاض 33 مباراة، تعادل في ست منها، وهزم في البقية. وفي مشاركته الحادية عشرة، سيقص اليمن شريط مبارياته في البطولة الأحد أمام العراق حامل اللقب، ضمن المجموعة الثانية التي ضمته أيضا إلى السعودية والبحرين.

ويأمل قائد اليمن وأحد أبرز نجومه عبدالواسع المطري (30 عاما) أن يبدأ منتخب بلاده البطولة بشكل جيد، قائلا “سنلعب أمام منتخب كبير ومرشح بقوة ويمتلك عناصر ممتازة. المباراة ستكون صعبة وشاقة.” يقول المطري “نأمل أن نحقق بداية جيدة، وأن نكون على قدر التطلعات، لأن النتيجة أمام العراق ستمنحنا المؤشر لباقي مباريات البطولة.”

لم يكن اليمنيون جزءا من المسابقة في انطلاقتها عام 1970، قبل أن يتخذ قرار المشاركة بدءا من نسخة 2003 في الكويت. ومنذ ذلك الحين يبحث المنتخب اليمني عن تبديد صورة المنتخب الضعيف، وهي الفلسفة التي يحاول المدرب ولد علي زرعها في نفوس لاعبيه.

17