ليفربول يخطط لمواصلة التحليق في قمة الدوري الإنجليزي

لقاء أرسنال اختبار صعب لأموريم مع المان يونايتد، وغوارديولا يسعى لوقف دوامة الهزائم مع السيتي.
الثلاثاء 2024/12/03
البقاء للأجدر

يأمل ليفربول في مواصلة التحليق في صدارة جدول ترتيب بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم. وسيخوض الفريق، الساعي لاستعادة اللقب الغائب عن خزائنه في المواسم الأربعة الأخيرة، مواجهة محفوفة بالمخاطر مع مضيفه نيوكاسل يونايتد، غدا الأربعاء، في المرحلة الرابعة عشرة من المسابقة.

ليفربول (المملكة المتحدة)- اعتاد ليفربول على أن يكون في المرتبة الثانية في عهد المدرب الإسباني بيب غوارديولا مع مانشستر سيتي، لكن الفوز على حامل اللقب في المواسم الأربعة الأخيرة أعطى الـ”ريدز” المتصدر دفعة جديدة في سباق اللقب، وذلك قبل الحلول ضيفا على نيوكاسل غدا الأربعاء في المرحلة الرابعة عشرة.

ولم يحصل ليفربول على الإنصاف الذي يستحقه بفوزه بهدفين نظيفين على سيتي في أنفيلد الأحد، إذ كان سيتي بخسارته السادسة تواليا ضمن مختلف المسابقات والرابعة في الدوري العنوان الأبرز. لكن المدرب الهولندي أرنه سلوت الذي بدا أن مهمته في خلافة الألماني الرائع يورغن كلوب شبه مستحيلة، أثبت نفسه بسرعة على الساحتين المحلية والقارية.

وكان كلوب قد أعاد ليفربول إلى قمة كرة القدم الإنجليزية وتوّج النادي بلقب الدوري الأول منذ 30 عاما في موسم 2019 – 2020، فكان الوحيد الذي كسر هيمنة سيتي في السنوات الأخيرة، وتحديدا منذ وصول غوارديولا. إنما على عكس رحيل الأسكتلندي السير أليكس فيرغوسون عن مانشستر يونايتد والفرنسي أرسين فينغر عن أرسنال، نجح ليفربول في تحويل رحيل شخصية أسطورية إلى فرصة إيجابية.

وأكمل كلوب جزءا كبيرا من العمل التحضيري بنفسه، مجددا تشكيلة الفريق خلال آخر 18 شهرا له مع تعاقدات مثل الهولندي كودي خاكبو، والأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر، والمجري دومينيك سوبوسلاي والهولندي راين خرافنبرخ. أما توقيع سلوت الوحيد في الصيف، الإيطالي فيديريكو كييزا، فلم يظهر إلا نادرا بسبب الإصابة.

ما نجح سلوت في فعله هو دمج الدماء الجديدة مع خبرة لاعبين مثل الهداف المصري محمد صلاح، والقائد الهولندي فيرجيل فان دايك، والظهير الأيسر الأسكتلندي أندي روبرتسون ونظيره على الجهة اليمنى ترينت ألكسندر – أرنولد. وقال سلوت بعد الفوز على ريال مدريد بهدفين نظيفين في دوري أبطال أوروبا حيث يواصل تصدره المجموعة الموحّدة “نحن نفهم أن ما نريد تحقيقه يتجاوز مجرد الفوز مرة أو مرتين، حتى ضد الفرق الكبيرة، وذلك إذا أردت الفوز بأشياء ضخمة.”

وبعد الفوز على سيتي قال “لا أعتقد أن أي شخص، بمن في ذلك أنا، توقع مثل هذه البداية. كنت أعلم أن يورغن ترك الفريق في حالة جيدة جدا، لكن لم يكن من الممكن التنبؤ بأننا سنحقق هذا العدد الكبير من الانتصارات ضد الفرق القوية التي واجهناها.” وعلى الرغم من أن الوقت لا يزال مبكرا، فإنه يبدو من الصعب تجاوز ليفربول وهو في هذه الحالة وفي طريقه إلى معادلة الرقم القياسي ليونايتد بـ20 لقبا.

ويسعى ليفربول إلى تجديد فوزه على نيوكاسل للمرة السابعة تواليا والثالثة على ملعب سانت جيمس بارك، بهدف رفع رصيده إلى 37 نقطة والابتعاد أكثر بفارق التسع نقاط عن ملاحقَيه أرسنال وتشيلسي، في حين يتأخر مانشستر سيتي وبرايتون بفارق 11 نقطة.

البدء من الصفر

المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا أكد إصراره الشديد على تجاوز الأزمة العميقة التي يعاني منها فريقه مانشستر سيتي
المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا أكد إصراره الشديد على تجاوز الأزمة العميقة التي يعاني منها فريقه مانشستر سيتي

الخسارة أمام ليفربول كانت الرابعة تواليا لسيتي في الدوري، وهي المرة الأولى التي يخسر فيها أربع مرات متتالية منذ أغسطس 2008. لكن فارق النقاط الـ11 مع ليفربول حاليا لا يعني انتهاء الأمل بالنسبة إلى حامل اللقب، إذ وفقا لـشركة “أوبتا” الإحصائية، سبق أن تم تجاوز المتصدر بفارق أكثر من 11 نقطة ثلاث مرات في تاريخ الدوري.

فعل ذلك مانشستر يونايتد أولا في موسم 1992 – 1993 حين وجد نفسه خلف نوريتش سيتي بفارق 12 نقطة في الخامس من ديسمبر ومن هناك بدأت سلسلة النتائج الإيجابية نحو اللقب. كرر الأمرَ “الشياطين الحمر” مرة ثانية في موسم 1995 – 1996 حين تفوّقوا على نيوكاسل المتصدر آنذاك بفارق 12 نقطة بعد 23 مباراة، ثم أرسنال موسم 1997 – 1998 بعد فارق وصل إلى 13 نقطة مع يونايتد تحديدا.

بالبرغم من ذلك يبدو أن غوارديولا قد سلّم بالأمر الواقع أيضا. استفزّه جمهور ليفربول الذي ردّد في الملعب “ستتم إقالته في الصباح” فذكّره بمواسمه السابقة عبر رفع ستة أصابع (ستة ألقاب في الدوري). علّق الإسباني “عندما نفوز نضحك، وعندما يفوزون يضحكون. هذا جزء من اللعبة.” وأقرّ مدرب برشلونة وبايرن ميونخ الألماني السابق بأنه “سيكون من الصعب جدا تكرار الفوز باللقب هذا الموسم،” مشيرا إلى أنه يريد “البدء من الصفر.”

وأكد المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا إصراره الشديد على تجاوز الأزمة العميقة التي يعاني منها فريقه مانشستر سيتي. وخسر مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي لكرة القدم أربع مباريات على التوالي في المسابقة. وتبقى هذه السلسلة هي الأسوأ في مسيرة غوارديولا التدريبية التي حقق خلالها 18 لقبا مع مانشستر سيتي فقط. وقال غوارديولا الذي تعرض للسخرية من جماهير ليفربول بأنه سيتعرض للإقالة “لقد عشت حياة أفضل مما أعيشه الآن، حتى طعم النبيذ كان أفضل.”

اختبار صعب

عوّض البرتغالي روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد الجديد بدايته المتواضعة بالتعادل مع مضيفه إيبسويتش، بالفوز على بودو غليمت النرويجي 3 – 2 في الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) ثم الرباعية النظيفة في مرمى إيفرتون ضمن الدوري.

هذه المرة يواجه الاختبار الأصعب، ليس لأنه يلعب خارج أرضه مجددا، بل لأن الخصم هو من كان يُعدّ المنافس الأول لسيتي على اللقب هذا الموسم، أرسنال. فاز الـ”غانرز” ذهابا وإيابا في الموسم الماضي في سلسلة من ثلاثة انتصارات متتالية، فيما يعود انتصار يونايتد الأخير إلى سبتمبر 2022 في أولد ترافورد، ولم يفز على خصمه في لندن منذ يناير 2019 ضمن كأس الرابطة. واعترف أموريم بعد الفوز على إيفرتون بأن فريقه “لديه لحظات نكون فيها جيدين، وهناك لحظات أخرى يجب أن نعاني فيها. إنها أشبه بركوب الأفعوانية.” بدوره قال مهاجم أرسنال بوكايو ساكا بعد الفوز على وست هام 5 – 2 “لقد عدنا إلى أفضل مستوياتنا. نبدو سريعين وديناميكيين. نحن جميعا نستمتع بطريقة لعبنا حاليا.” من جهته يحلّ تشيلسي ضيفا على ساوثهامبتون مستهدفا الفوز الرابع تواليا في الدوري وكونفرنس ليغ ضمن سلسلة اللاهزيمة التي وصلت إلى ست مباريات.

17