هل انقلب سحر هانزي فليك على برشلونة

برشلونة (إسبانيا) - بعد أسابيع عديدة من الإشادات التي انهالت على الألماني هانز فليك المدير الفني لبرشلونة، والأرقام القياسية التي حققها مع الفريق، تحولت الأمور 180 درجة. وتغير المدح إلى انتقادات للألماني، عقب الخسارة أمام لاس بالماس بنتيجة 1 – 2 في الجولة الـ15 من الليغا. فالفريق الكتالوني عانى محليا في الأسابيع الماضية، إذ حصد نقطة وحيدة في آخر 3 جولات، وأصبح مهددا بفقد مكانه في صدارة جدول ترتيب الليغا. وتجمد رصيد برشلونة عند 34 نقطة.
اعتمد فليك على مصيدة التسلل في الدفاع وحقق نجاحا كبيرا في الأسابيع الماضية، توجه بنجاعة كبيرة في الكلاسيكو ضد الغريم التقليدي ريال مدريد، حين حقق الانتصار برباعية نظيفة. ومصيدة التسلل هي تقنية دفاعية تعتمد على التحرك المنسق لخط الدفاع، لإيقاع مهاجمي الخصم في التسلل. ويتم تنفيذ المصيدة برفع خط الدفاع فجأة إلى الأمام، ما يجعل من المهاجمين في موقف غير قانوني إذا استقبلوا الكرة. ويجب على المدافعين التحرك في اللحظة المناسبة، قبل لعب التمريرة الحاسمة للخصم.
ويتطلب الأمر انسجاما بين المدافعين لضمان تحركهم في نفس اللحظة، كما أن حارس المرمى يجب أن يكون متأهبا للتعامل مع أي كرة طويلة قد تفشل المصيدة في إيقافها. واعتمد فليك على فكرة الدفاع المتقدم، حيث يتميز هذا الأسلوب بأن خط الدفاع يكون أقرب لمنتصف الملعب بدلا من التمركز بالقرب من منطقة الجزاء.
☺برشلونة تأثر بشكل واضح وكبير بغياب نجمه الشاب لامين يامال أو مشاركته بديلا في بعض المباريات التي خاضها في الليغا
ويتميز هذا الأسلوب بتقليل المساحات المتاحة أمام لاعبي الخصم، خاصة صانعي اللعب، ما يضعهم تحت ضغط مستمر ويقلل من دقتهم في التمرير. لكن هذا الأسلوب سريعا ما فطن له خصوم فليك، خاصة في الليغا، وبدأت الفرق في حصد النقاط من أنياب البارسا، عبر توجيه كرات طولية دقيقة خلف خط الدفاع، والاعتماد على تمريرات مباشرة للوصول إلى مرمى البلوغرانا.
السرعة كانت أيضا عاملا حاسما لضرب الدفاع المتقدم للبارسا، ما يتجلى على سبيل المثال في الهدف الثاني الذي سجله فابيو سيلفا لاعب لاس بالماس السبت، إذ تلقى كرة خلف دفاعات البلوغرانا وانطلق وانفرد بالحارس ووضع الكرة في الشباك. وبذلك تحولت مصيدة التسلل التي نصبها فليك للمنافسين، إلى فخ سقط فيه المدرب الألماني ورجاله، ما أدى إلى تهديد صدارة الكتلان لليغا.
كما تأثر برشلونة بشكل واضح بغياب نجمه الشاب لامين يامال أو مشاركته بديلا في بعض مباريات الليغا. وعانى يامال من إصابة في الكاحل تعرض لها خلال مواجهة النجم الأحمر بدوري أبطال أوروبا، يوم 6 نوفمبر الماضي. وحرمت تلك الإصابة يامال من المشاركة في مباراتين بالدوري أمام ريال سوسيداد، وسيلتا فيغو. وتلقى البلوغرانا الخسارة بهدف دون رد أمام ريال سوسيداد في معقل الفريق الباسكي ملعب “أنويتا”.
وخرج البارسا لملاقاة سيلتا فيغو في معقله ملعب “بالايدوس” وعاد بنقطة وحيدة بالتعادل بنتيجة 2 – 2. ولعب يامال كبديل ضد لاس بالماس مع بداية الشوط الثاني، لكن الفريق الكتالوني تلقى الهزيمة بنتيجة 1 – 2. ظهر فليك في المباريات الأخيرة دون حلول، حيث لم تفلح تغييراته في قلب نتائج المباريات.
ويُعاب على الألماني تأخره في إجراء التغييرات، ما يجعل الفريق في وضع صعب خاصة في الدقائق الأخيرة من المباريات. وتكمن أزمة برشلونة مؤخرا في خط الوسط، فرغم وجود العديد من الأسماء لكن التوظيف على أرض الملعب تظهر به مشاكل، وحتى البدلاء ليسوا بنفس الكفاءة. أيضا ظهرت الأخطاء الفردية بشكل واضح، وهي أزمة اعترف بها فليك ويسعى لحلها. فهل ينجح فليك في إعادة ترتيب أوراقه سريعا والعودة إلى طريق الانتصارات في الليغا، أم يواصل السير في النفق المظلم؟