كابوس التقهقر يلازم لاوتارو مارتينيز في إنتر ميلان

روما – قدم الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز، مهاجم وقائد إنتر ميلان، موسما استثنائيا بصفوف النيراتزوري خلال العام الماضي بمختلف البطولات التي شارك فيها على مستوى النادي أو المنتخب. لكن في الموسم الجاري، ظهر لاوتارو آخر غير المهاجم المعروف لدى جماهير النيراتزوري، وسط تراجع كبير في المستوى وغياب عن التهديف، الأمر الذي يؤثر على الشكل الهجومي للإنتر.
كان لاوتارو أبرز نجوم إنتر في الموسم الماضي الذي شهد تتويج إنتر بلقب الدوري الإيطالي وكأس السوبر الإيطالي، إلى جانب كونه أبرز نجوم منتخب الأرجنتين وفوزه بلقب كوبا أميركا. ففي الدوري الإيطالي، كانت بصمة التورو حاضرة دائما، حتى إنه ساهم في تسجيل 30 هدفا (سجل 24 وقدم 6 تمريرات حاسمة) في 33 مباراة. ومن أصل 38 مباراة خاضها إنتر بالكالتشيو، استطاع لاوتارو أن يساهم سواء بالتسجيل أو الصناعة في 20 مباراة منها.
قناص تاريخي
وكان قناص التانغو حاضرا في المواجهات الكبيرة أيضا، فصنع هدفين في الفوز على ميلان 5 – 1، وسجل هدفا في الفوز 2 – 1 ضد أتالانتا، وأحرز هدفا في التعادل مع يوفنتوس 1 – 1. وسجل التورو هدفا في الفوز على لاتسيو، وصنع هدفا في الانتصار العريض ضد نابولي 3 – 0. وفي كأس السوبر الإيطالي، صنع لاوتارو هدفا في الانتصار 3 – 0 ضد لاتسيو بنصف النهائي، وأحرز هدف البطولة في الفوز على نابولي 1 – 0 بالنهائي. وعلى المستوى الدولي مع منتخب الأرجنتين، سجل مارتينيز 4 أهداف في مرحلة المجموعات، إلى جانب هدف البطولة أيضا في المباراة النهائية ضد كولومبيا (1 – 0). وتوج لاوتارو هدافا لبطولتي الدوري الإيطالي وكوبا أميركا، في موسم للتاريخ بالنسبة للأرجنتيني.
لكن هذا الموسم، ظهرت حالة من الضعف الشديدة على أداء لاوتارو، ليتساءل مشجعو الإنتر عن الأسباب التي أضعفت أداءه بهذا الشكل. فالأرقام تظهر أن التورو أصبح لاعبا مختلفا مقارنة بالموسم الماضي، ففي هذه المرحلة من البطولة وبعد مرور 12 أسبوعا من عمر الدوري الإيطالي، كان التورو قد سجل 12 هدفا و14 بجميع المسابقات، لكن الآن لم يسجل سوى 5 بالكالتشيو و6 أهداف بشكل عام. ويعاني مارتينيز من مشاكل ذهنية ظهرت بشكل واضح في لمسته للكرة في لقاء نابولي الأحد، حيث سنحت له فرصة واحدة خطيرة لكنه تصرف فيها برعونة شديدة.
الذهنية الضعيفة
وأظهرت لمسته للكرة الحالة الذهنية الضعيفة التي يعاني منها، فبعد أن كان منفردا بالمرمى وبإمكانه التسديد ووضعها بالشباك، قرر التأخر والاستلام ليضغط عليه الدفاع ويقطع الكرة. ومرر الأرجنتيني 13 تمريرة صحيحة فقط من أصل 17، ولم يسدد على المرمى أبدا، كما أنه لمس الكرة في منطقة جزاء نابولي 8 مرات فقط. وما ينم عن حالة لاوتارو أيضا هو غيابه عن التسجيل في معقله بجيوزيبي مياتزا (سان سيرو)، حيث غاب عن التسجيل فيه 249 يوما، فكان آخر هدف له بملعبه في 28 فبراير 2024 ضد أتالانتا، لكنه كسر نحسه بعد 249 يوما ليسجل في شباك فينيزيا.
وبأخذ المباريات الكبيرة في الاعتبار، لم يسجل مارتينيز سوى هدف وحيد في شباك روما، وغاب عن التسجيل ضد مانشستر سيتي، وأرسنال بدوري أبطال أوروبا، وأيضا ميلان، ويوفنتوس ونابولي بالدوري الإيطالي. وبات واضحا أن لاوتارو محمي من قبل مدربه سيموني إنزاغي، ففي ظل حالة السوء التي ظهر عليها، لم يستبدله المدرب أمام نابولي، بل وقرر استبدال المهاجم الثاني ماركوس تورام ليدفع بمهدي طارمي بدلا منه. وتأثر إنتر بشكل لافت بتراجع مردود لاوتارو الهجومي في المباريات، وأصبح الفريق يعاني أكثر من أجل حسم المباريات، ليتراجع الفريق بشكل عام في نتائجه مقارنة بالموسم الماضي.