الدوري السعودي: استفاقة قوية ترجح كفة اتحاد جدة لكسر هيمنة الهلال

الرياض - تبرز العديد من الملامح والمؤشرات بالدوري السعودي للمحترفين، لتكشف بعض الأمور المتعلقة بالمنافسة المحتدمة.
دائما ما يشهد كل موسم منافسة شرسة بين رباعي المقدمة المتمثل في الهلال والنصر والاتحاد والأهلي على كافة الألقاب، وخاصة الدوري السعودي، نظرا للإمكانيات الكبيرة التي يمتلكها كل فريق.
وارتفعت المنافسة بشدة منذ بداية الموسم الماضي، بعد الطفرة التي أحدثها صندوق الاستثمار السعودي، بضم نجوم الكرة العالمية وأفضل المدربين على مستوى القارة الأوروبية.
الموسم الماضي شهد سيطرة واضحة من الهلال على الألقاب المحلية، بتحقيق ثلاثية الدوري والسوبر وكأس الملك، بفضل مدربه البرتغالي جورجي جيسوس والعناية في اختيار العناصر المحترفة، فضلا عن التوازن الإداري والذي يميزه عن غيره من الأندية.
وجمع “الزعيم” الثلاثية بعد تفوقه على الجميع وخاصة النصر، بقيادة الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو، محققا أكبر معدل نقطي وتهديفي بنسخة واحدة من الدوري السعودي.
ارتفاع المستوى
الهلال لم يكتف بتفوقه الواضح على الجميع في 2023-2024، بل ظهر بشخصية أقوى على المستويين المحلي والآسيوي خلال الموسم الجاري، ولكن ليس بالضرورة أن يستمر على نفس النهج بسبب ضغط المباريات.
في المقابل، عاد النصر للطريق الصحيح تحت قيادة مدربه الإيطالي ستيفانو بيولي بتحقيق الفوز في 7 مباريات متتالية محليا وآسيويا، مع تصحيح بعض الأمور التكتيكية والفنية المتعلقة بالتنظيم الدفاعي وتقارب الخطوط.
أما الأهلي، فيعاني من تذبذب على المستوى المحلي، لكنه يسير بخطى ثابتة في دوري أبطال آسيا للنخبة، بتحقيق الفوز في أول 3 مباريات والتربع على عرش ترتيب مجموعة الغرب بالتساوي مع الهلال، ولكنه يتأخر بفارق الأهداف.
الاتحاد يحظى بوضع مختلف عن الهلال والأهلي والنصر، بسبب عدم المشاركة في آسيا، واقتصار دوره على المسابقات المحلية
ونجح اتحاد جدة في تصحيح المسار منذ بداية الموسم الجاري، بعد سلسلة التعاقدات التي أبرمها مع وجود المدرب الفرنسي الجديد لوران بلان، فضلا عن توهج الأسطورة كريم بنزيما بشكل واضح.
بالنظر إلى مستويات الثلاثي الأهلي والهلال والنصر، نجد أنها تقدّم مستويات جيدة للمنافسة على الألقاب وخاصة الدوري السعودي للمحترفين. لكن في حقيقة الأمر، فإن هذا الثلاثي سيعاني كثيرا على مدار الموسم الجاري، بسبب المنافسة في العديد من الاتجاهات، وخاصة على الصعيد الآسيوي. فضلا عن التوقف الدولي مع المنتخبات الذي يتسبب في إجهاد اللاعبين ثم العودة للمنافسة مع الأندية، حيث يشهد شهر أكتوبر الجاري، خوض النصر والهلال والأهلي 6 مباريات لكل منها بكافة المسابقات.
مع العلم أن ظروف السفر والتنقل تساهم في زيادة الحمل وصعوبة الاستشفاء وضيق الوقت لتنفيذ بعض الأمور التكتيكية والفنية. وظهر الإجهاد والتعب الواضح على لاعبي النصر بعد الفوز على استقلال طهران الإيراني في دوري النخبة، مساء الثلاثاء الماضي، حيث سقط بعض اللاعبين أرضا لالتقاط أنفاسهم.
أما الهلال فقد خاض مواجهة بدنية وتكتيكية مذهلة أمام العين، انتهت بفوزه (5-4) في الإمارات، مساء الإثنين الماضي. وعانى الأهلي بشدة خلال انتصاره على الريان القطري (2-1) خارج الديار، بسبب السرعات الكبيرة التي يمتلكها أصحاب الأرض.
حظوظ وافرة
الأهلي يعاني من تذبذب على المستوى المحلي، لكنه يسير بخطى ثابتة في دوري أبطال آسيا للنخبة
ويحظى الاتحاد بوضع مختلف عن الهلال والأهلي والنصر، بسبب عدم المشاركة في آسيا، واقتصار دوره على المسابقات المحلية، مما سيجعله العنصر الأكثر جهوزية للمنافسة.
وسيحظى الاتحاد بكثير من الوقت لتنفيذ بعض الأفكار مع الراحة الإضافية، مما يساهم في وجود مخزون بدني أعلى لدى لاعبيه وعدم تعرضهم للإصابة.
هذا بالإضافة للدور القيادي الكبير الذي يلعبه كريم بنزيما داخل وخارج الملعب، وقدرته على ترجيح كفة الاتحاد، حيث أنه ثاني هدافي الدوري السعودي ويمتلك عدة مزايا هائلة في بناء اللعب.
أما العامل الثالث الذي يرجح كفة الاتحاد لتحقيق دوري روشن، هو جودة المحترفين بشكل عام، وخاصة الفرنسي موسى ديابي الذي يمتلك أكبر عدد من التمريرات الحاسمة في الدوري بواقع 8 تمريرات. فضلا عن مستوى الثنائي الجزائري حسام عوار والفرنسي نغولو كانتي ودور البرازيلي فابينيو الجديد بالتواجد بين قلبي الدفاع، بالإضافة للحارس برايدراج رايكوفيتش الذي أعطى توازنا كبيرا للخط الخلفي. ومن المتوقع أن يجد الاتحاد منافسة قوية مع النصر والهلال، ولكن الأهلي يعاني بشدة من بعض الأمور التي تعيق دخوله المنافسة بشكل قوي.