ميتا تتحدى منافسيها بأداة توليد فيديو بالذكاء الاصطناعي

الأداة الجديدة متاحة حالياً لبعض الموظفين الداخليين وعدد محدود من الشركاء الخارجيين.
الأحد 2024/10/06
السباق محموم

كاليفورنيا (الولايات المتحدة) ـ طرحت شركة “ميتا بلاتفورمز”، المالكة لفيسبوك، أداة ذكاء اصطناعي جديدة قادرة على إنشاء أو تعديل مقاطع فيديو استنادا إلى تعليمات نصية بسيطة.

هذه الخطوة تعزز المنافسة مع شركتي “أوبن إيه آي” وغوغل في سباق تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدماً عالميا.

الأداة الجديدة، التي تحمل اسم “موفي غن”، تستطيع إنتاج فيديوهات تصل مدتها إلى 16 ثانية بناء على نص مكتوب. كما يمكنها استخدام التعليمات لإنشاء مقاطع صوتية، وتعديل فيديوهات قائمة، أو حتى استخدام صورة لإنشاء فيديو مخصص يظهر فيه شخص حقيقي، وفقا لما ذكرته وكالة بلومبيرغ.

وأصبحت أداة “موفي غن” متاحة حالياً لبعض الموظفين الداخليين وعدد محدود من الشركاء الخارجيين، بما في ذلك صناع الأفلام. ومع ذلك، تعتزم شركة ميتا، التي تمتلك أيضا إنستغرام وواتساب وماسنجر، دمج هذه الأداة في تطبيقاتها الحالية خلال العام المقبل.

ولا يزال المسؤولون التنفيذيون يبحثون في الطريقة المثلى لتنفيذ عملية الدمج، لكن الهدف هو تشجيع المزيد من الأشخاص على إنشاء أو تعديل منشورات فيديو باستخدام “موفي غن”. كما ذكر كونور هايز نائب رئيس ميتا المختص بمنتجات الذكاء الاصطناعي التوليدي أن “الاستخدام سيكون ممتعاً ومفيداً لصانعي المحتوى، وسيعزز التفاعل بشكل عام في التطبيقات، ولكننا لا نملك خطة واضحة حول الشكل النهائي للمنتج في هذه المرحلة”.

"موفي عن" أداة جديدة تستطيع إنتاج فيديوهات تصل مدتها إلى 16 ثانية بناء على نص مكتوب

وتُعتبر ميتا واحدة من العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى التي تبذل جهوداً كبيرة لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي تركز على توليد مقاطع الفيديو، والتي تعد أكثر تعقيداً وتكلفة من تلك التي تعتمد على النصوص المولدة بالذكاء الاصطناعي.

في هذا السياق، تمتلك “أوبن إيه آي”، المدعومة من مايكروسوفت، أداة لإنشاء الفيديوهات تُدعى “سورا”، التي أُطلقت في وقت سابق من هذا العام، وتستطيع إنتاج مقاطع فيديو تصل مدتها إلى دقيقة واحدة، رغم أن هذه التكنولوجيا غير متاحة للجمهور بعد. كما تمتلك شركة “ديب مايند”، التابعة لشركة “ألفابت” المالكة لغوغل، أداة لتوليد الفيديوهات تُدعى “فيو”، التي تم الكشف عنها أيضاً في وقت سابق من السنة الحالية.

وتترقب ميتا إطلاق أداة “موفي غن” لأسباب متعددة، منها كفاءة التكنولوجيا. فحالياً، يتطلب توليد فيديو استناداً إلى تعليمات نصية فترة تتراوح بين 20 إلى 90 دقيقة، وهو وقت طويل للغاية بالنسبة إلى المستخدمين العاديين الذين من المرجح أن يستخدموا هذه الأداة على هواتفهم، وفقاً لما ذكره هايز.

كما تسعى ميتا إلى “حل العديد من المشكلات المهمة المتعلقة بالسلامة والمسؤولية”، بما في ذلك كيفية التعامل مع مقاطع الفيديو الشخصية لضمان عدم تمكين المستخدمين من إنشاء محتوى غير لائق أو مسيء لشخص آخر دون موافقته. وأوضح هايز أن “هذه ستكون على الأرجح القضية الأكثر أهمية التي يجب علينا معالجتها قبل طرح إمكانية تصميم فيديوهات حسب الطلب للجمهور بشكل واسع”.

ميتا تُعتبر واحدة من العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى التي تبذل جهوداً كبيرة لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي تركز على توليد مقاطع الفيديو

وفي السابق، تم استخدام هذه التكنولوجيا لإنشاء مقاطع فيديو مضللة تُعرف بـ”التزييف العميق”، والتي شملت شخصيات مشهورة مثل الرئيس الأميركي جو بايدن والمغنية تايلور سويفت.

ومع ذلك، أشار مسؤولو ميتا إلى أنهم يعملون على تطوير طرق لوضع “علامات مائية” على هذا المحتوى، حتى يتمكن الأشخاص من التعرف على أنه مولد بواسطة الذكاء الاصطناعي.

وأصبحت التقدمات في مجال الذكاء الاصطناعي أولوية قصوى لشركة “ميتا”، حيث تحدث الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ بشكل متكرر عن الذكاء الاصطناعي كونه محركاً لنمو المستخدمين والإيرادات.

وعلى المدى القصير، أشار زوكربيرغ إلى أن الذكاء الاصطناعي ساهم في تحسين خوارزميات المحتوى الخاصة بالشركة، من خلال عرض منشورات وإعلانات أكثر صلة بالمستخدمين. وفي النهاية، أعرب عن اعتقاده بأن الذكاء الاصطناعي سيلعب دوراً أكبر في تشغيل تطبيقات ميتا والأجهزة القابلة للارتداء التي تعمل الشركة على تطويرها، مثل النظارات الذكية.

وفي الشهر الماضي، ذكر زوكربيرغ أن “ميتا أيه آي” -روبوت الدردشة الخاص بالشركة – يضم 500 مليون مستخدم شهرياً، وهو متاح أيضاً كمساعد صوتي في زوج من النظارات الذكية التي تحمل علامة “راي بان” التجارية. كما أن النظارات الأكثر تطورا في مجال تكنولوجيا الواقع المعزز، والتي تُدعى “أوريون”، لا تزال في مرحلة النموذج الأولي وتحتوي على ميزات متعددة تعتمد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

13