واشنطن تعرض أفكارا لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله

فرنسا تدعو لاجتماع طارئ بمجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع لبحث الوضع في لبنان ووقف التصعيد وتجنّب اندلاع حريق إقليمي.
الثلاثاء 2024/09/24
موجة نزوح كبيرة من جنوب لبنان إلى الشمال

الامم المتحدة (الولايات المتحدة) - قال مسؤول أميركي الاثنين إنّ الولايات المتحدة بصدد تقديم "أفكار ملموسة" لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، مجددا معارضة واشنطن غزوا بريا إسرائيليا يستهدف حزب الله.

ومع توافد قادة العالم إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال المسؤول الأميركي الرفيع طالبا عدم ذكر اسمه "لدينا أفكار ملموسة سنناقشها مع حلفائنا وشركائنا هذا الأسبوع لمحاولة إيجاد سبيل للمضي قدما على هذا الصعيد".

وأضاف أنّ الولايات المتحدة تسعى لإيجاد “مخرج يمنع في المقام الأول مزيدا من التصعيد في القتال".

وأعرب عن أمله بأن تتيح المقترحات الأميركية “خفض التوترات والانتقال إلى عملية دبلوماسية تتيح للمجتمعات على جانبي الحدود، على جانبي الخط الأزرق، أن تعود بأمان إلى ديارها في المستقبل القريب".

ولم يشأ المسؤول شرح الأفكار الملموسة بشكل مفصّل، لكنه أشار إلى أنّ وزير الخارجية أنتوني بلينكن وغيره من كبار المسؤولين الأميركيين سيناقشونها خلال اجتماعات ستعقد على هامش أعمال الجمعية العامة.

وجدّد المسؤول الأميركي معارضة الولايات المتحدة غزوا بريا إسرائيليا للبنان حيث يواصل الجيش الإسرائيلي شن غارات على مواقع مرتبطة بحزب الله بعد نحو عام على هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل.

وقال "أعتقد أنه من الأهمية بمكان بالنسبة للجميع أخذ الاستعدادات الإسرائيلية على محمل الجد".

وأضاف "من الواضح أننا لا نعتقد أن غزوا بريا للبنان سيسهم في خفض التوترات في المنطقة، ووقف دوامة العنف المتصاعد"، لافتا إلى أن هذا الأمر هو من بين الأسباب التي "تجعل تركيزنا منصبّا على استغلال هذا الأسبوع لاستكشاف هذه الأفكار واستطلاع ما إذا كان بإمكاننا بلورة هذا المخرج".

وفي غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الفرنسي الجديد جان-نويل بارو أن بلاده طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع لبحث الوضع في لبنان.

وقال الوزير الفرنسي في الأمم المتحدة بنيويورك إنّ "باريس تدعو الأطراف وأولئك الذين يدعمونهم إلى وقف التصعيد وتجنّب اندلاع حريق إقليمي سيكون مدمّرا للجميع، بدءا بالسكان المدنيين. لهذا السبب، طلبتُ عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن لبنان هذا الأسبوع".

وأضاف "في هذه اللحظة، أفكر بالشعب اللبناني في الوقت الذي تسبّبت فيه غارات إسرائيلية لتوّها بسقوط مئات الضحايا المدنيين، بما في ذلك عشرات الأطفال".

وتابع "هذه الضربات التي يتمّ تنفيذها على جانبي الخط الأزرق (الفاصل بين إسرائيل ولبنان) وعلى نطاق أوسع في المنطقة بأسرها يجب أن تتوقف فوراً".

وشدّد بارو الذي تولّى منصبه الجديد لتوّه أنّه "في لبنان كما في أماكن أخرى، ستبقى فرنسا في حالة تأهب كامل لحلّ الأزمات الكبرى التي تمزق النظام الدولي. فرنسا ستتّخذ مبادرات".

وتأتي هذه التحركات الدبلوماسية على وقع قصف إسرائيلي على لبنان هو الأعنف منذ دخول حزب الله والجيش الإسرائيلي في تبادل إطلاق النار على جانبَي الحدود قبل نحو عام على خلفية الحرب في غزة.

وخلّفت مئات الغارات الإسرائيلية على أهداف لحزب الله في مناطق عديدة في لبنان الإثنين 492 قتيلا بينهم 35 طفلا، و1645 جريحا، وفق السلطات اللبنانية.

وأدت الاعتداءات على لبنان إلى موجة نزوح كبيرة للمدينين، ما آثار مخاوف دولية وأممية من تداعيات ذلك، إذ قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في منشور عبر منصة إكس، إن الأضرار التي لحقت بالمدنيين في لبنان على خلفية الهجمات الإسرائيلية، "غير مقبولة".

وأضاف المسؤول الأممي تعليقا على أوضاع المدنيين أن "الأزمة المتصاعدة في لبنان مرعبة". وتابع "اليوم، أُجبر آلاف الأشخاص على ترك منازلهم في منطقة مزقتها الحرب".

وأعلنت جماعة حزب الله اللبنانية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء أنها شنت عدة هجمات على أهداف عسكرية إسرائيلية شملت مصنع متفجرات على بعد 60 كيلومترا داخل إسرائيل بوابل من صواريخ "فادي".

وأضافت أنها هاجمت مصنع المتفجرات في حوالي الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي (01:00 بتوقيت غرينتش) ومطار مجيدو العسكري ثلاث مرات خلال الليل.