بوريل في بيروت لبحث تطورات جبهة لبنان والحرب على غزة

الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي يناقش مع القادة اللبنانيين عدة ملفات منها النازحين السوريين والمشاريع التي ينفّذها الاتحاد، وخصوصا الإنمائية والسياسية.
الأربعاء 2024/09/11
زيارة تركز على تهدئة التصعيد على الحدود

بيروت - وصل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة والأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل على رأس وفد من المفوضية إلى بيروت اليوم الأربعاء في زيارة تستمر يومين يبحث خلالها مع كبار المسؤولين اللبنانيين، التهدئة على الحدود بين حزب الله وإسرائيل.

وسيلتقي بوريل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وقائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، ووزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب.

ويُفترض أن يلتقي أيضا مع قائد قوّات "اليونيفيل" في لبنان أرولدو لاثارو، لإجراء مباحثات حول مهام "اليونيفيل" وقدرتها على المساعدة في خفض التصعيد عند الحدود الجنوبية.

وتهدف زيارة بوريل الثانية إلى لبنان إلى مناقشة التطورات اللبنانية عامة، وفي جبهة الجنوب والحرب على غزة بشكل خاص وسبل التهدئة ووقف إطلاق النار ويستمع من المسؤولين إلى موقف لبنان منها.

وتأتي زيارة المسؤول الأوروبي إلى بيروت، بعد انتهاء جولته في مصر والتي استمرت يومين من أجل بحث تهدئة الأوضاع والتوترات في المنطقة، كما تأتي بعد زيارة مماثلة قام بها بين 5 و7 يناير الماضي.

وبحث بوريل في زيارته السابقة الى لبنان مسألة تهدئة التوتّرات الحدودية بين حزب الله وإسرائيل، وتحدّث حينها عن أنّ "أولويتنا تجنّب التصعيد الإقليمي".

وتقول مصادر سياسية متابعة أنّ الظروف لم تتغيّر منذ زيارته الأولى وحتى يومنا هذا، بل باتت أكثر تعقيدا.

وقد تحدّث بوريل عن هذه الظروف قبل قدومه إلى بيروت من القاهرة، إذ قال انّه "تتمّ المماطلة في مفاوضات وقف إطلاق النار منذ أشهر"، معلناً أنّه "قدّم مقترحا لفرض عقوبات على وزيرين إسرائيليين (وزيرا الأمن الداخلي والمالية إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش) بسبب تصريحاتهما العنصرية، والاتحاد الأوروبي يدرس الموضوع".

وأردف بأنّه "إذا وجد الوسطاء صعوبة في فرض حلّ، فإنّ هذا الأمر سيكون صعباً على باقي الأطراف".

ومن المنتظر أن يتحدّث بوريل على ضرورة "خفض التصعيد" عند الجبهة الجنوبية، وسط تزايد التهديدات الإسرائيلية لشنّ ضربة موسّعة على لبنان من جديد، بعد أن كانت خفّت قليلا بعد ردّ حزب الله على اغتيال القيادي فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وكشفت مصادر بعثة الاتحاد الاوروبي في بيروت لـصحيفة "الجمهورية" اللبنانية، انّه سيبحث مع المسؤولين اللبنانيين الوضع في غزة وحولها من جوانبه كافة، بالإضافة إلى البحث في ما سمّته البعثة "القضايا السياسية الأوسع نطاقاً مع القادة الإقليميين، ولا سيما منها تأثير النزاع على البلدان المجاورة، ومساهمات كل منها في جهود السلام.

وكذلك سيتناول البحث مع المسؤولين اللبنانيين ملفات عدة تتشابك فيها مواقف لبنان والاتحاد، ولا سيما منها ملف النازحين السوريين وجهود الاتحاد الأوروبي والمشاريع التي ينفّذها في لبنان في إطار الدعم المتعدد الوجوه، وخصوصاً في القضايا الإنمائية والسياسية، واستعراض دعم الاتحاد الأوروبي لقدرة لبنان على التكيّف وضمان استقراره، فضلاً عن دوره الإقليمي مع مجموعة من المعنيين المحليين والدوليين، بما في ذلك الأمم المتحدة".

وتعتبر الزيارة جزءا من التواصل الإقليمي المستمرّ مع الاتحاد الأوروبي لمنع المزيد من التصعيد، إذ من شأنه أن ينعكس على دول المنطقة ككلّ. لهذا سيُشجّع بوريل على استمرار جهود الوساطة التي تقوم بها كلّاً من الولايات المتحدة ومصر وقطر من أجل التوصّل الى وقف إطلاق النار في المنطقة.

وقد يحمل بوريل معه مقترحا لخطة سياسية للبنان والمنطقة، سوف يعرضها على المسؤولين اللبنانيين، على أن يؤكّد على أنّ عمل قوّات "اليونيفيل" التي جرى التمديد لمهامها في مجلس الأمن أخيراً لمدة سنة إضافية تنتهي في 31 أغسطس 2025، يعدّ أمراً حاسماً لتحقيق الهدوء والاستقرار على الحدود الجنوبية، كما على طول الخط الأزرق في لبنان. وسيعرض مع قائد القوّة الدولية ضرورة أن تعمل قوّاته على المساعدة في تخفيف التصعيد في جنوب لبنان، والسعي الى وقف الأعمال العدائية توصّلا الى وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في المرحلة المقبلة.

ومن المتوقع أن يتطرق المسؤول الأوروبي الكبير أيضا الى المساعدات الإنسانية التي يُقدّمها الاتحاد للمدنيين في المنطقة، والتي ضاعفها أربع مرّات أخيرا لتصل الى 100 مليون يورو، إلى جانب تأكيده على ضرورة تعزيز الجهود الديبلوماسية مع القادة الإقليميين من أجل تهيئة الظروف للتوصّل الى سلام عادل ودائم في لبنان والمنطقة، ومناقشة التعاون الثنائي بين لبنان والاتحاد الأوروبي، وجميع القضايا المحلية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.