أشباح أوروبا وأفريقيا تلهم التجربة الجديدة للنخبة الآسيوية

نظام كأس النخبة الآسيوية يفجر موجة من الجدل.
الأحد 2024/08/18
خطوات متباينة لكبار آسيا

أزاح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الستار عن معالم النسخة الجديدة من بطولة "كأس النخبة الآسيوية"، والتي تمثل الشكل المُطور لدوري أبطال آسيا. وتضم أفضل أندية القارة الصفراء، ويأمل الاتحاد الآسيوي في أن تشهد نجاحا على المستويين الفني والتسويقي، بخلاف ما حدث في أوروبا وأفريقيا.

كوالالمبور - كشف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عن الكأس الأيقونية الجديدة لبطولة دوري أبطال آسيا للنخبة. ويأتي الإعلان عن كأس البطولة الأكثر شهرة في مسابقات الأندية للرجال التي ينظمها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إلى العالم، في تعبير عن أحدث إنجاز في بطولات الأندية الآسيوية.

وقد تم عرض الكأس الجديدة لدوري أبطال آسيا للنخبة خلال حفل سحب قرعة مرحلة الدوري للموسم الافتتاحي 2024-2025 في فندق إنتركونتيننتال بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، من قبل رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، تران كووك توان.

ولعل أندية أوروبا هي صاحبة السبق في ظهور الفكرة، بأن يتم عمل دوري يضم نخبة أندية القارة، وهي الفكرة التي لاقت استهجانا كبيرا وصل إلى حد التلويح بالعقوبات من جانب الاتحاد الأوروبي. 

ورغم معارك تنفيذ الفكرة، إلا أن معوقات عديدة صادفت فكرة السوبرليغ الأوروبي أفشلت المساعي، وينجح الاتحاد القاري في الدفاع عن بطولته الأساسية التي تدر دخلا كبيرا له وهي دوري أبطال أوروبا. وبشكل واضح لم تكن تلك الفكرة لترى النور كونها ستؤثر بالتبعية على البطولات الأخرى، ولم يكن من الوارد بأيّ حال أن تكون بديلة لها، في ظل تمسك “يويفا” بسجل بطولاته دون تغيير.

وبدعم من جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي “فيفا”، قرر باتريس موتسيبي رئيس “كاف” إجراء نسخة بطولة جديدة تحمل نفس الفكرة. ويعد دوري السوبرليغ الأفريقي أو الدوري الأفريقي مثلما تم الاصطلاح على تسميته لاحقا، بطولة تم تنفيذها العام الماضي بمشاركة صفوة الأندية، مثل: الأهلي المصري والوداد المغربي وصن داونز الجنوب أفريقي وسيمبا التنزاني.

ورغم أن “كاف” تبناها، إلا أنها لم تعرف النجاح التسويقي الذي كان متوقعا لها، فرغم وجود أسماء كبيرة مثل الأهلي والوداد، لكن البطولة بخلاف توقيتها الغريب (في بداية الموسم لأغلب الدوريات)، فإنها أيضا لم تتخذ الشكل التنافسي الكبير الذي كان متوقعا.

وأثر ذلك على مساعي الاتحاد الأفريقي لإقامة النسخة الثانية من البطولة وإن ظلت الفكرة قائمة بانتظار تحديد مواعيد ورزنامة أفضل مع اختيار الأندية المشاركة. الاتحاد الآسيوي لم يخلق بطولة إلى جوار بطولاته الأساسية مثلما فعل الكاف، بإقحام الدوري الأفريقي إلى جانب دوري أبطال أفريقيا والكونفدرالية، ليرهق بذلك الأندية المشاركة.

ولكن قرر الاتحاد الآسيوي أن تكون بطولة النخبة هي البديل الشرعي لدوري أبطال آسيا، على أن تكون هناك بطولة دوري الأبطال 2، وتضم الفرق الأقل تصنيفا أو تلك التي لم تتأهل عن مرحلة التصفيات. وتضم بطولة النخبة 24 فريقا، بواقع 12 من الشرق الآسيوي ومثلهم من الغرب، لكن ذلك لا يضمن أيضا وضع أسس النجاح، ولا يُبعد شبح الفشل الذي خيم على أوروبا وأفريقيا.

معوقات في الطريق

◙ مهمة صعبة
◙ مهمة صعبة

عرفت البطولة نظاما غريبا في توزيع مواجهات الفرق، بحيث يخوض كل فريق 8 لقاءات، بواقع 4 داخل أرضه ومثلها خارج أرضه. هذا الأمر وإن تم إلكترونيا وبشكل عشوائي، فإنه ربما لا يكون الأفضل من حيث التنافسية، لأنه لا يحمل مبدأ تكافؤ الفرص بشكل كبير. وسيتعين على بعض الفرق مواجهة منافسين أقوى خارج ملاعبهم، من أندية أخرى تخوض المواجهات الأسهل خارج الديار.

وتبدو فكرة أن يخوض الفريق مباريات على أرضه مع منافسين مختلفين عن الذين سيواجههم خارج ملعبه غير مألوفة، وربما تعكس فقط رغبة “الآسيوي” في أن ينهي مرحلة المجموعات بشكل أسرع من المتوقع. وربما لم يكن مفهوما أيضا أن يضع الاتحاد الآسيوي وعاءً يضم 12 فريقا طالما أن الجميع لن يواجه بعضه البعض.

ولم يتلاف النظام الجديد للبطولة الآسيوية “النخبة” عيوب النسخ السابقة لدوري أبطال آسيا، من حيث فصل الشرق عن الغرب. ومع الاعتراف بوجود معوقات لوجستية تخص السفر ما بين دول القارة، مثل بُعد المسافة والإرهاق، لكن ما يحدث كل عام على وشك أن يتكرر في هذه النسخة أيضا.

◙ كل فريق في البطولة يواجه 8 منافسين آخرين من نفس المجموعة بواقع 4 مباريات على أرضه، ومثلها في الخارج

ذلك أن أندية الشرق تواجه بعضها البعض (وهي أقوى نسبيا من الغرب) لتفرز أفضل المنافسين في مرحلة الأدوار الإقصائية ليكون عادة هو الأقرب للقب. وتظل فكرة عدم تواجه فرق الشرق والغرب طوال مشوار البطولة، هي العائق الأساسي في سبيل ظهور بطولة قوية، تثري المستويات وتجعل الاحتكاك بين مدارس الشرق والغرب الآسيوي متكررة، ما يجعل اللقاءات متكافئة وتنافسية إلى حد كبير.

ولنا مثل في التصفيات الآسيوية على مستوى المنتخبات التي تشمل لقاءات بين الشرق والغرب (اليابان والسعودية مثلا) بشكل طبيعي دون محاذير أو عوائق، ما أدى إلى قوة أداء منتخبات الغرب، وتحقيقها نتائج مميزة ضد عمالقة شرق آسيا مثل كوريا واليابان.

ويبقى الجانب التسويقي هو الأساس لنجاح أي بطولة، فإذا سار الآسيوي على درب نظيره الأفريقي في ما يخص الحقوق والرعاية ولم يجد العروض المالية السخية التي تتواكب مع حجم الإنفاق وجوائز هذه البطولة فربما لا تعرف النسخة المستحدثة من البطولة النجاح المنتظر لها.

يواجه النصر السعودي، تحديا صعبا في دوري النخبة الآسيوي، بعدما أسفرت القرعة عن وقوعه أمام مواجهات نارية خلال الفترة المُقبلة. ومن المقرر أن يشارك النصر في النسخة الأولى من دوري النخبة بعد التغييرات التي طرأت على البطولة الآسيوية، بمشاركة 24 فريقا بواقع 12 في الغرب ومثلها بالشرق.

على طريق الأشواك

◙ تحدّ إضافي
◙ تحدّ إضافي 

وسيلعب النصر ضد أندية السد والغرافة والريان من قطر، إلى جانب العين والوصل الإماراتيين وسيواجه بيرسيبوليس والاستقلال الإيرانيين، بالإضافة إلى الشرطة العراقي. ويمتلك النصر العديد من الذكريات الصعبة مع الأندية التي سيلعب ضدها في دوري النخبة والتي يأتي على رأسها العين دون أدنى شك، حيث تمكن الأخير من التفوق عليه في النسخة الأخيرة من النظام السابق بالبطولة الآسيوية.

العين تمكن من التفوق على النصر بركلات الترجيح في الدور ربع النهائي، بعد التعادل في مجموع المباراتين (4 – 4)، ليتأهل إلى المربع الذهبي ثم أقصى الهلال (5 – 4) في المجموع، قبل أن يحصد اللقب أمام يوكوهاما الياباني بالانتصار في المباراتين (6 – 3).

وإجمالا لعب النصر ضد العين 4 مرات، خسر خلالها مرتين وتعادل مثلهما، وهو ما يؤرق جماهير “العالمي”. وسبق وأن لعب “فارس نجد” ضد الوصل مرتين، خسر خلالها مرة واحدة، وحقق الفوز في مثلها. وقع النصر في مواجهة 3 أندية قطرية متمثلة في السد والريان والغرافة، وهو ما يؤرق جماهيره في ظل التاريخ السيء الذي يمتلكه ضد أندية “العنابي”. النصر سبق وأن لعب 16 مرة ضد الأندية القطرية بشكل عام، حقق الفوز 6 مرات فقط، وتعادل 5 وانهزم في مثلها.

◙ بطولة النخبة تضم 24 فريقا بواقع 12 من الشرق الآسيوي ومثلهم من الغرب لكن ذلك لا يضمن أيضا وضع أسس النجاح
◙ بطولة النخبة تضم 24 فريقا بواقع 12 من الشرق الآسيوي ومثلهم من الغرب لكن ذلك لا يضمن أيضا وضع أسس النجاح

وأمام السد، لعب النصر 8 مواجهات، فاز بـ3 وتعادل في 3 وخسر مرتين، من ضمنها إياب ربع نهائي دوري أبطال آسيا نسخة 2019، بنتيجة (1 – 3)، ليودع البطولة. ولعب أمام الريان منافسه في النسخة الجديدة، مرة واحدة خسرها (1 – 2) في مجموعات 1997، وفاز على العربي في المواجهة الوحيدة التي جمعتهما. وسبق وأن لعب ضد الدحيل 6 مرات، حقق الفوز مرتين وتعادل وخسر مثلهما.

بدوره يمتلك الهلال، فرصة قوية لرد اعتباره، عندما يلعب ضد العين في دوري النخبة الآسيوي، وذلك بعدما تمكن الفريق الإماراتي من التغلب عليه في النسخة الأخيرة من النظام السابق بالدور نصف النهائي بالمسابقة. الهلال خسر ذهابا في الإمارات بنتيجة صادمة (2 – 4)، قبل الفوز إيابا في السعودية (2 – 1)، ولكنها لم تكن كافية لتأهله إلى المباراة النهائية، حيث ودع المسابقة بالخسارة في مجموع المباراتين (4-5).

واستكمل العين مشواره وتوج باللقب في النهاية على حساب يوكوهاما الياباني، بنتيجة (6 – 3) في مجموع المباراتين، ليحرز البطولة الثانية في مشواره الآسيوي. وبالتالي، سيكون أمام “الزعيم” فرصة لرد اعتباره، ولكنه سيواجه صعوبة بالغة، خاصة وأنه سيخوض المباراة خارج أرضه بالإمارات.

سيلعب الهلال ضد 3 أندية قطرية في دوري النخبة، وهو ما يمهد طريقه نحو اللقب القاري، نظرا إلى تاريخه الكبير أمام فرق “العنابي” بشكل واضح. وسيلعب الهلال ضد الغرافة في السعودية، في ما سيواجه الريان والسد خارج الديار، ولكنه يمتلك تاريخا كبيرا أمام أندية قطر بشكل عام، حيث سبق وأن خاض 38 مواجهة، حقق الفوز في 21 مناسبة وتعادل 9 مرات وخسر 8. وفي ما يخص مواجهات الهلال مع السد القطري فقط، فلعب الفريقان، 14 مباراة، فاز الزعيم في 9، وتعادلا 3 مرات، وانتصر السد مرتين فقط.

ولعب ضد الريان في 10 مواجهات، حقق الفوز 6 مرات وتعادل مرتين وهُزم في مناسبتين، بينما انتصر على الغرافة 4 مرات وهُزم في مناسبة وحيدة وتعادل مثلها. وسبق وأن واجه الدحيل 7 مرات، وحقق الفوز 3 مرات وتعادل 3 وخسر في مناسبة وحيدة، وكان فوزه في النسخة قبل الماضية بنتيجة (7-0) في نصف النهائي هو الأكبر له في تاريخ مواجهاته ضد أندية قطر. وخاض “الأزرق” مباراة وحيدة ضد أم صلال، خسر فيها، ولكنه إجمالا يمتلك تاريخا مبهرا ضد أندية قطر.

سجل غير مبشر

◙ منافسة شرسة
◙ منافسة شرسة 

يعود الأهلي السعودي للظهور الآسيوي من جديد عن طريق خوضه منافسات دوري النخبة الآسيوي. ولكن المهمة الأهلاوية في الظهور الآسيوي المقبل ليست سهلة، حيث أسفرت القرعة عن مواجهات قوية للراقي. وستكون مبارياته على أرضه أمام بيرسيبوليس والاستقلال الإيرانيين، إضافة إلى الشرطة العراقي والريان القطري. أما المباريات التي ستقام خارج أرضه فستكون أمام السد والريان القطريين، إضافة إلى العين والوصل الإماراتيين. وأمام الأندية الإماراتية يملك الراقي سجلاً مميزاً في دوري أبطال آسيا.

ولكن يعتبر العين هو الفريق الإماراتي الوحيد الذي لم ينجح الأهلي بتحقيق الفوز عليه. وتواجها من قبل في البطولة الآسيوية في 4 لقاءات، فاز العين ذهابا (1-0)، وإيابا (2-1) في نسخة 2016. وتعادلا بنفس النتيجة (2-2) في مباراتين، ضمن دور المجموعات لنسخة 2017. وتباينت ردود أفعال جماهير الكرة السعودية، على قرعة بطولة النخبة الآسيوية، حيث تعرفت أندية الهلال والنصر والأهلي على منافسيها في مرحلة المجموعة، التي تضم 12 فريقا يمثلون أندية الغرب الآسيوي.

الأهلي السعودي يعود للظهور الآسيوي من جديد عن طريق خوضه منافسات دوري النخبة الآسيوي لكن المهمة الأهلاوية في الظهور الآسيوي المقبل ليست سهلة

ويواجه كل فريق 8 منافسين آخرين من نفس المجموعة، بواقع 4 مباريات على أرضه، ومثلها في الخارج. واختلفت آراء الجماهير السعودية بشأن القرعة، عبر موقع إكس للتواصل الاجتماعي، حيث قال حامد القرني "تغير الشكل.. ويبقى الهلال زعيما للقارة". وعلق مشجع آخر يُدعى "سعد"، "نظام قرعة دوري أبطال آسيا النخبة، مثل اللي يقول إلعب الحين وبنعلمك وش تسوي بعدين.. نظام غريب وما أتوقع يستمر للمواسم القادمة".

في حين يرى محمد، الذي يضع شعار أهلي جدة على حسابه، إنه يتعين على الأهلي التركيز على البطولة الآسيوية كخيار أول، بسبب القرعة التي ربما يكون ترتيب مبارياتها في صالحه. أما المشجع النصراوي محمد فقد اعتبر أن توزيع مباريات فريقه ليس عادلا مقارنةً بمواطنيه. وعبر تفاعل أحد زوار الموقع قائلا “انقلب راسي، إيش هاللفة كلها، تعقيد ما له داعي بصراحة”. وقال آخر “يا رب النصر بطل النخبة".

16