افتتاح غير مسبوق.. أولمبياد باريس على موعد مع التاريخ

نجوم العالم يتأهبون لتعزيز مكانتهم الأولمبية.
الجمعة 2024/07/26
جاهزية تامة

تعود باريس انطلاقا من اليوم الجمعة وحتى 11 أغسطس المقبل، إلى استضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية بعد 100 عام على تنظيمها، وذلك بحفل افتتاح غير مسبوق وسط تعزيزات أمنية، وبأنظار مسلّطة على العديد من النجوم لترسيخ مكانتهم الأولمبية والعالمية.

باريس - هناك الكثير من الأسباب التي تدفع إلى التنبؤ بأن تكون أولمبياد باريس 2024 لقطة مضيئة في تاريخ الدورات الأولمبية الصيفية. ولا يتلخص الأمر فقط في إقامة حفل الافتتاح على ضفاف نهر السين في ظاهرة تحدث للمرة الأولى في التاريخ، بعد أن جرت العادة على إقامة حفل الافتتاح داخل الملاعب، فمن المنشآت الأيقونية إلى كونها أول دورة ألعاب أولمبية على الإطلاق تحقق التكافؤ بين الجنسين، فهناك الكثير من العناصر التي تميز هذه النسخة عن كل الدورات السابقة.

وعلاوة على الميدالية الأولمبية، سيحصل كل رياضي يصعد إلى منصة التتويج الأولمبية على قطعة من برج إيفل. ستتوسط قطعة سداسية الشكل من الحديد الأصلي للمعلم الشهير كل ميدالية برونزية وفضية وذهبية، وستحمل شعار الألعاب الأولمبية. ويصور الجانب الخلفي من الميدالية قصة ميلاد الألعاب الأولمبية من جديد، وتظهر فيه إلهة النصر أثينا نيكه، وفقا لما ذكره الموقع الرسمي للجنة الأولمبية الدولية.

للمرّة الأولى في تاريخ الألعاب الصيفية، بدلا من استخدام الملعب الرئيس لألعاب القوى في العرض الافتتاحي، نقل المنظّمون الحدث إلى خارجه وتحديدا إلى قلب العاصمة، تماشيا مع شعارهم “الألعاب مفتوحة على مصراعيها”. ومن المقرّر أن يبحر ما بين 6000 إلى 7000 رياضي على مسافة 6 كيلومترات في نهر السين على متن 85 عبّارة وقاربا. وقال رئيس اللجنة المنظّمة توني أستانغيه في وقت سابق من هذا الشهر إن “تنظيم حفل على نهر السين ليس أسهل من تنظيمه في ملعب… لكنه أقوى”.

تنشر الدولة الفرنسية وسائل أمنية استثنائية بمشاركة عشرات الآلاف من قوات الأمن والجيش من أجل ضمان أمن حفل الافتتاح، ولم يحدث من قبل أن تمّ حشد هذا العدد الكبير للمشاركة في عرض الوفود المشاركة. ويشارك الروس تحت علم محايد في المسابقات الفردية فقط بسبب غزو أوكرانيا، في ما تتركز الأنظار على البعثتين الإسرائيلية والفلسطينية بسبب الحرب الدائرة في غزة.

رياضيا، هناك العديد من النجوم العالميين الذين يرغبون في تعزيز سجلهم الأولمبي وتثبيت مكانتهم في أولمبياد باريس: لاعبة الجمباز الأميركية سيمون بايلز، مواطنها نجم كرة السلة ليبرون جيمس، العداءة الهولندية فيمكي بول، بطل الوثب بالزانة السويدي أرماند دوبلانتيس، العداءان الكيني إيليود كيبتشوغي والأميركية شاكاري ريتشاردسون وآخرون.

ألعاب القوى

kk

على قمة العالم بعد ثلاثة أشهر من تعزيز رقمه القياسي العالمي في القفز بالزانة بتسجيله 6.24 م، يبدو أن السويدي موندو دوبلانتيس لا يمكن المساس به. ويُعدّ سباق 100 م حدثا بارزا، وقد يبتسم للجامايكي كيشان طومسون، أسرع رجل هذا العام (9.77 ثوان)، حتى أنه أسرع بكثير من حامل ذهبية أولمبياد طوكيو الإيطالي مارسيل جاكوبس المتوّج أخيرا باللقب القاري في روما بزمن 10.02 ث.

في الوثب العالي، محت الأوكرانية ياروسلافا ماهوتشيخ (22 عاما) الرقم القياسي العالمي الذي صمد 37 عاما، بتسجيلها 2.10 م مطلع الشهر الحالي في باريس بالذات. بعد أن أصبحت في بداية يوليو ثاني عداءة في التاريخ تنهي سباق 400 م حواجز في أقل من 51 ثانية، وستواجه بطلة العالم الهولندية فيمكي بول الأميركية سيدني ماكلافلين-ليفرون التي حسّنت مؤخرا رقمها القياسي العالمي للمسافة بقطعها في 50.65 ثانية.

يرغب مواطناها شاكاري ريتشاردسون (24 عاما) ونواه لايلز (27 عاما) في محو خيبة أولمبياد طوكيو. الأولى غابت بسبب الإيقاف على خلفية اختبار إيجابي لتعاطي الماريجوانا، والثاني اكتفى ببرونزية سباق 200 م التي أكد أنه لا يحبها. واستعادت شاكاري توازنها بعد عامين صعبين وأصبحت بطلة للعالم في سباق 100 م الصيف الماضي في بودابست، والأمر ذاته بالنسبة إلى لايلز الذي توّج بطلا للعالم ثلاث مرات العام الماضي (100، 200، التتابع أربع مرات 100 م)، وهو المرشح الأبرز في سباق 200 م.

يريد الكيني إيليود كيبتشوغي (39 عاما)، أن يدخل التاريخ في 10 أغسطس المقبل عندما يخوض سباق الماراثون حيث سيصبح، في حال تتويجه بالذهبية، “أول إنسان يفوز ثلاث مرات متتالية” بالماراثون الأولمبي، وسيكون منافسه عليها الأسطورة الإثيوبية كينينيسا بيكيلي.

سيسعى “الملك” ليبرون جيمس، القائد الكاريزمي لمنتخب الأحلام الأميركي والبالغ من العمر 39 عاما، إلى الظفر باللقب الأولمبي للمرّة الثالثة بعد عامي 2008 و2012، ويمكن أن يلتقي في طريقه بنجمي دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين الواعد الفرنسي فيكتور ويمبانياما والـ”وحش” اليوناني يانيس أنتيتوكونمبو. في غياب السلوفيني تادي بوغاتشار بطل طواف فرنسا للمرة الثالثة في مسيرته الاحترافية الأحد الماضي، ستتجه كل الأنظار نحو بطل العالم الهولندي ماتيو فان در بويل خصوصا في السباق على الطريق، لكن يتعيّن عليه الحذر من البلجيكي ريمكو إيفينيبول، المرشّح الأوفر حظا في السباق ضد الساعة.

يرغب الفرنسي تيدي رينر المتوّج باللقب الأولمبي ثلاث مرات (مرّتان في وزن فوق 100 كلغ ومرّة واحدة في الفرق)، “أن يصبح صاحب الرقم القياسي بلا منازع” في الجودو. ويقول البطل البالغ من العمر 35 عاما والذي لم ينهزم منذ خسارته في الدور ربع النهائي لدورة ألعاب طوكيو إنه “أفضل من ذي قبل”.

يسعى السباح ليون مارشان (22 عاما)، المرشّح لأن يكون النجم الفرنسي في ألعاب باريس، إلى التتويج بأربع ميداليات فردية: في سباق 200 م صدرا، و200 م فراشة، و200 م متنوّعة، وخصوصا سباق 400 م متنوّعة الذي يحمل رقمه القياسي العالمي بعدما انتزعه من الأسطورة الأميركي مايكل فيليبس.

كرة المضرب

oo

سيكون دافيد بوبوفيتشي، بطل أوروبا في سباقات 100 م و200 م في عام 2022، أحد أبرز السباحين الأوروبيين في أولمبياد باريس. لكن الروماني سيواجه صعوبة في سباق 100 م في مواجهة الصيني بان جانلي الذي خطف منه الرقم القياسي العالمي في فبراير الماضي. وتعافى الأميركي كايليب دريسل، بطل أولمبياد طوكيو بخمسة ألقاب، من الاكتئاب وعاد إلى قمة مستواه. بعد 12 عاما من نجاحها في سباق 800 م في أولمبياد لندن، وصلت مواطنته كايتي ليديكي (27 عاما) إلى باريس بمكانة لا يمكن المساس بها في سباق 1500 م ومرشّحة بقوة أيضا للفوز بسباق 800 م.

بعد إقصائه من الدور الأول لبطولة فرنسا المفتوحة، ثانية البطولات الأربع الكبرى، هذا العام، سيعود رافائيل نادال إلى حديقته المفضّلة رولان غاروس للمشاركة في منافسات الفردي والزوجي، حيث سيلعب إلى جانب مواطنه كارلوس ألكاراس المتوّج مؤخرا ببطولتي فرنسا وويمبلدون. وسيكون منافسه الكبير الصربي نوفاك ديوكوفيتش (37 عاما) حاضرا أيضا من أجل الظفر باللقب الكبير الوحيد الذي يخلو منه سجله: الميدالية الذهبية في منافسات الفردي.

بعد المشاكل الذهنية التي عانت منها في دورة طوكيو 2021، أخذت سيمون بايلز وقتها للعودة إلى منافسات الجمباز، مع خوض أول منافسة في أغسطس 2023. وأظهرت النجمة الأميركية أنها عادت إلى مستوى كافٍ للحصول على الميدالية الذهبية في المسابقة الكاملة وترسيخ أسطورتها.

17