أولمبياد باريس: جمال سجاتي يحمل آمال الجزائر في المضمار

سيكون الاختصاصي في السباقات نصف الطويلة جمال سجاتي قائد قاطرة ألعاب القوى الجزائرية في الطبعة الثالثة والثلاثين للألعاب الأولمبية الصيفية، المنتظرة من 26 يوليو إلى 11 أغسطس بباريس. ويملك سجاتي حظوظا كبيرة للفوز بذهبية سباق 800 متر، باعتباره في أفضل أحواله البدنية، بالنظر إلى الأداء الذي قدمه منذ أيام.
باريس- تلقى على عاتق العدّاء جمال سجاتي آمال وضع اسم الجزائر في سجل الميداليات الذهبية في أولمبياد باريس 2024 الذي ينطلق الجمعة، بعد تألقه أخيرا في سباق 800 م. ولم يحصد الجزائريون أيّ ميدالية في ألعاب طوكيو، ولاسيما في السباقات المتوسّطة حيث فشل توفيق المخلوفي في مواصلة إنجازاته بعد إحرازه ذهبية سباق 1500 م في لندن 2012 ثم فضيتي 800 و1500 م في ريو دي جانيرو 2016.
وعلى غرار الغالبية الساحقة من أبناء بلده، نالت كرة القدم أولى اهتمامات سجاتي، إلا أن العداء المولود في مدينة تيارت (شمال) عام 1999، لفت الانتباه بسرعته ليلتحق بالإدارة الوطنية لألعاب القوى حيث طوّر موهبته. وقال غداة عودته من المشاركة في بطولة العالم 2022 في يوجين حيث نال الفضية في سباق 800 م “اخترت رياضة فردية عوضا عن كرة القدم لأتعب لوحدي وأنجح لوحدي، وأتمنى من السلطات أن تُعيد الاعتبار لهذه الرياضة”.
ويحضر سجاتي إلى باريس مكللا بإنجازات عديدة في لقاءات وبطولات عالمية في سباق 800 متر. وحطّم الرقم الوطني لمخلوفي في لقاء باريس الماسي مسجلا 1:41.56 دقيقة، وأصبح ثالث أسرع رجل في تاريخ السباق بعد الكيني ديفيد روديشا (1:40.90 د) والدنماركي ويلسون كيبكيتير (1:41.11 د). بعدها بخمسة أيام في لقاء موناكو الماسي، حقق فوزا ثانيا لافتا وحسّن رقمه مسجلا 1:41.46 د.
وصرح بعد تحقيقه الإنجاز “إنها المرة الرابعة على التوالي التي أحقق فيها أحسن نتيجة عالمية هذا الموسم وللمرة الثانية أحقق رقما قياسيا جزائريا، لقد عملت بجد من أجل ذلك”. وأردف “الآن أفكر في الرقم القياسي العالمي، وآمل أن أحققه في الألعاب الأولمبية باريس 2024. أقوم بالعمل اللازم حتى أتمكن من تحقيق هدفي، وسأفعل ذلك”.
حجر صحي
القطري معتز برشم حامل ذهبية أولمبياد طوكيو وبطولة العالم ثلاث مرات يطمح إلى البقاء متربعا على العرش الأولمبي
وكان سجاتي قد تأهل إلى أولمبياد طوكيو قبل ثلاث سنوات، إلا أنه اضطر إلى الانسحاب إثر إصابته بفايروس كورونا بعيد وصوله إلى العاصمة اليابانية ما أجبر المنظمين على وضعه في الحجر الصحي حينذاك. ولطالما تألق العداؤون الجزائريون في مضمار الألعاب الأولمبية، وتملك الجزائر في سجلها الأولمبي 17 ميدالية، من بينها 5 ذهبيات فاز بها العداؤون نورالدين مرسلي (سباق 1500 م في أتلانتا 1996)، وحسيبة بولمرقة (سباق 1500 م في برشلونة 1992)، ونورية بنيدة مراح (سباق 1500 م في سيدني 2000)، وتوفيق مخلوفي (سباق 1500 م في لندن 2012)، وفضية ريو دي جانيرو 2016.
واللافت أنه بعد انضمام سجاتي إلى السلك العسكري في 2019، أشرف على تدريبة عمار بنيدة مراح، الذي تولى الإشراف على زوجته نورية في سيدني 2000. وكان سجاتي (25 سنة) قد عرف نجاحات في مناسبات عدة إقليمية ودولية، ولهذا ينظر إليه كمشروع بطل أولمبي، لاسيما وأنه بات أول عداء منذ نشأة الدوري الماسي يتمكن من تحطيم 5 أرقام في سباق واحد. وسيمثل الجزائر في الألعاب 45 رياضية ورياضيا يتبارون في 15 منافسة مختلفة، ويحلمون ألا تتكرر خيبة طوكيو.
وإلى جانب سجاتي، تبرز الملاكمة إيمان خليف (25 عاما)، لاسيما إزاء تألقها في دورات ألعاب البحر الأبيض والعربية والأفريقية، ثم تتويجها بذهبية بطولة أميركا المفتوحة في شهر أبريل الماضي. وتبرز في الجمباز كيليا نمور (17 عاما)، وهي تحمل الجنسية الفرنسية، قبل أن تختار الدفاع عن ألوان وطنها الأم قبل عامين، حيث حققت إنجازات عدة أهمها ذهبية كأس العالم 2024 في قطر ضمن الحركات الأرضية.
تحقيق الحلم
من جانبه بالذهب يقرن النجم القطري العالمي معتز برشم مشاركته في أولمبياد باريس، الأخيرة له في الألعاب الصيفية ضمن مسابقات الوثب العالي التي تربّع على عرشها في السنوات الأخيرة. وكتب معتز (33 عاما) في حسابه على إنستغرام منتصف يوليو “ما بين فرحة تحقيق حُلم وحُزن نهايته، أولمبياد باريس 2024، ستكون آخر مشاركة أولمبية بالنسبة إليّ”. ويطمح حامل ذهبية أولمبياد طوكيو مناصفة مع الإيطالي جانماركو تامبيري وبطولة العالم ثلاث مرات، إلى البقاء متربعا على العرش الأولمبي في باريس، وقال “نحن نطمح دائما إلى الذهب”.
وفي طوكيو، جذب مع تامبيري أنظار العالم، بعدما قرّر تشارك الذهبية مع صديقه الذي تشارك معه أيضا ألم الإصابات. فنيا، حصّن معتز معنوياته بإحرازه لقب النسخة الأولى من بطولة تحدّي الجاذبية التي استضافها المسرح الروماني في الدوحة، مطلع مايو الماضي، بوثبه 2.31 مترين، مضاعِفا فرحته بنجاح فكرة بطولته. وأضاف برشم “هذه البطولة كانت مهمّة جدا لأنها تكشف لي أين أقف الآن، وما هي الأخطاء التي يجب أن أعدّلها. هذا أفضل رقم لي هذا الموسم”.
ويسعى الشقيق الأكبر لمشعل، حارس مرمى منتخب قطر لكرة القدم، إلى ترصيع تألق العائلة هذا العام. استهلّه مشعل (26 عاما) بقيادة “العنابي” للاحتفاظ بلقب كأس آسيا، “يمكنك القول إننا نتحدّى الجاذبية. أنا في ألعاب القوى، ومشعل في حراسة المرمى”. مرتديا نظارة معتز التي يظهر بها أثناء خوضه منافسات ألعاب القوى، لفت مشعل الأنظار حين ظهر أثناء التتويج باللقب القاري، وجائزة أفضل حارس “أعتبرها فأل خير”.
يوضح مشعل “كان هناك اتفاق مع معتز. إذا فزنا بكأس آسيا سأرتدي النظارة، واليوم (بعد فوزه في نهائي كأس أمير قطر) نفس الشيء. كلّمته، وطلبت منه أن يرسلها”. وسارع معتز للرد بطريقة فكاهية “عندما تنتهي من التتويج أعد لي نظارتي، فالأولمبياد بانتظاري.. أصبحت النظارة علامة تجارية خاصة بنا”. يدين معتز، بالفضل إلى والده العدّاء السابق عيسى، “منذ طفولتنا، كان دائما يأخذنا إلى المضمار أو ينظّم لنا بعض المسابقات الرياضية، ويجعلنا نتسابق ضد بعضنا البعض”. لم يكترث برشم، المولود في الدوحة لعائلة سودانية في 24 يونيو 1991، للوثب العالي في طفولته حيث قال “لم أمارس القفز العالي أبدا في طفولتي”.