"ستروبري".. مشروع يمكن الذكاء الاصطناعي من "البحث العميق" بشكل مستقل

لندن - كشف تقرير لوكالة “رويترز” أن شركة أوبن إيه آي، التي ابتكرت المساعد الافتراضي تشات جي بي تي، تعمل بشكل سري على نهج جديد لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
وتعمل الشركة، بقيادة سام ألتمان على تقنية تفكير جديدة لما يسمى “نماذج اللغة الكبير” LLM وهي نوع من نماذج اللغة يتميز بقدرته على فهم وتوليد اللغة للأغراض العامة، والتي تحمل الاسم الرمزي “ستروبري” (فراولة).
وتحاول الشركة المدعومة من مايكروسوفت، من خلال هذا المشروع، تحسين القدرات الاستدلالية للنماذج الخاصة بها بشكل كبير.
وقال شخص مطلع على المشروع للوكالة إن الطريقة التي يعمل بها نموذج “ستروبري”، “سري للغاية” حتى داخل أوبن إيه آي نفسها.
وأفاد المصدر أن المشروع يتضمن “طريقة متخصصة” لمعالجة نموذج الذكاء الاصطناعي بعد تدريبه مسبقا على مجموعات بيانات واسعة النطاق.
وفقا لوثائق أوبن إيه آي سيتم تقييم “ستروبري” على المهام التي تتطلب تخطيطا وتنفيذا عميقا وموسعا
وأوضح المصدر أن هدف النموذج هو تمكين الذكاء الاصطناعي، ليس فقط من توليد إجابات على الاستفسارات، ولكن من التخطيط المسبق بما يكفي لإجراء ما يسمى بـ”البحث العميق”، من خلال التنقل عبر الإنترنت بشكل مستقل وموثوق.
وقالت رويترز إنها راجعت وثيقة داخلية لأوبن إيه آي، توضح بالتفصيل خطة لكيفية قيام الشركة الأميركية بنشر نموذج “ستروبري” لإجراء الأبحاث.
ومع ذلك، أشارت الوكالة إلى أنها غير قادرة على تحديد متى ستصبح التكنولوجيا متاحة للجمهور. ووصف المصدر المشروع بأنه “عمل قيد التنفيذ”.
وبحسب التقرير، فإن نماذج اللغات الكبيرة الحالية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي قادرة على تلخيص كميات هائلة من النصوص وتجميع النصوص المتماسكة بشكل أسرع مما يفعله الأفراد، ولكنها عادة ما تواجه صعوبة في إيجاد حلول منطقية بديهية للبشر. وعندما يحدث هذا، غالبا ما تحاول تقديم معلومات كاذبة أو مضللة كحقائق.
ويستخدم “ستروبري” طريقة معينة لما بعد التدريب مصممة لتكييف نماذج الذكاء الاصطناعي المدربة مسبقا للحصول على أداء أفضل. تشبه هذه المنهجية نهج “المنطق العصامي” (STaR) في جامعة ستانفورد، الذي يمكّن الذكاء الاصطناعي من إنشاء بيانات التدريب الخاصة به بشكل متكرر. ووفقا لوثائق أوبن إيه آي، سيتم تقييم “ستروبري” على المهام التي تتطلب تخطيطا وتنفيذا موسعين.
وكان مبلّغون عن المخالفات في الشركة قد تقدموا بشكوى إلى لجنة الأوراق المالية والبورصة الأميركية، اتهموا فيها الشركة بمنع موظفيها على نحو غير قانوني من تحذير المنظمين بشأن المخاطر الجسيمة التي قد تشكلها تقنياتها على البشرية، ودعوا إلى إجراء تحقيق.
وقال المبلِّغون، في رسالة من سبع صفحات أُرسلت في وقت سابق من هذا الشهر إلى مفوض الهيئة، إن “أوبن إيه آي” قدمت اتفاقيات توظيف مقيِّدة بشكل مفرط تصل إلى حد الفصل من الخدمة، مع شروط عدم إفصاح يمكن أن تؤدي إلى فرض عقوبات على الموظفين الذين يوصلون مخاوف بشأن “أوبن إيه آي” إلى المنظمين الفيدراليين، وفقاً لصحيفة واشنطن بوست التي حصلت على نسخة من الرسالة.