جورجيا تهزم البرتغال وتلتقي إسبانيا في دور 16 ببطولة أوروبا

تركيا تفوز على التشيك لتواجه منتخب النمسا العنيد.
الجمعة 2024/06/28
فرحة هستيرية للاعبي جورجيا

تمكن المنتخب الجورجي من التأهل إلى الدور الثاني في بطولة أمم أوروبا، رغم تواجده في مجموعة صعبة ضمت إلى جانبه البرتغال وتركيا والتشيك، ليلاقي بذلك إسبانيا المدججة بكامل نجومها، في ما تواجه تركيا منتخب النمسا في مباراة واعدة.

غلسنكيرشن (ألمانيا) - تغلبت جورجيا 2 – 0 على البرتغال الأربعاء ولحقت بركب المتأهلين إلى دور الستة عشر ببطولة أوروبا لكرة القدم 2024، وذلك في أول مشاركة لها ببطولة كبرى. وصعدت جورجيا ضمن أفضل أربعة منتخبات احتلت المركز الثالث بمجموعاتها إلى جانب سلوفينيا وهولندا وسلوفاكيا، وستلتقي في دور الستة عشر مع إسبانيا.

ويعد الفوز في مباراة الأربعاء هو أبرز انتصار لمنتخب جورجيا منذ الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي في عام 1991. وبعد أن احتلت المركز الرابع المخيب للآمال في مجموعتها بتصفيات بطولة أوروبا، كان على جورجيا أن تسلك طريقا غير مباشر إلى النهائيات في ألمانيا إذ تصدرت مجموعتها ببطولة دوري الأمم الأوروبية ثم فازت على اليونان في ملحق فاصل.

لكن لم يكن هناك أيّ شيء غير مستحق في الطريقة التي حصل بها المدرب ويلي سانيول، مدافع بايرن ميونخ ومنتخب فرنسا السابق، وفريقه على المركز الثالث في المجموعة السادسة بالبطولة الحالية، والتأهل للقاء إسبانيا الفائزة ببطولة أوروبا ثلاث مرات. وجاء فوز جورجيا ليكمل تحديد ملامح منافسات دور الستة عشر، إذ تلتقي إنجلترا مع سلوفاكيا ورومانيا مع هولندا والبرتغال مع سلوفينيا، بينما ودعت المجر منافسات البطولة.

وكانت البرتغال، بطلة أوروبا سابقا، قد حسمت بالفعل تأهلها من صدارة المجموعة السادسة إثر الفوز 2 – 1 على التشيك و3 – 0 على تركيا. وبتأهل جورجيا، ودعت المجر منافسات البطولة إذ احتلت المركز الثالث في المجموعة الأولى بثلاث نقاط.

وحرمت جورجيا البرتغالي كريستيانو رونالدو (39 عاما) من تحقيق رقم قياسي جديد له، إذ كان في حاجة إلى التسجيل ليحطم الرقم القياسي الذي انتزعه الكرواتي لوكا مودريتش (38 عاما) قبل أيام قليلة، ويصبح أكبر لاعب سنا يسجل في البطولة الأوروبية عبر تاريخها. وحصل رونالدو، الذي كان واحدا من ثلاثة لاعبين فقط في التشكيلة الأساسية ممن شاركوا في المباراة الماضية أمام تركيا، على إنذار في الشوط الأول بسبب الاعتراض على قرارات الحكم.

وبدأت المباراة بإيقاع سريع وفجرت جورجيا مفاجأة عندما افتتحت التسجيل بعد 93 ثانية فقط من صفارة البداية، إذ شنت هجمة مرتدة سريعة وتلقى خفيتشا كفاراتسخيليا طولية ثم انطلق إلى منطقة الجزاء وسدد كرة قوية بقدمه اليسرى إلى داخل الشباك. وحاول منتخب البرتغال الحفاظ على هدوئه وفرض سيطرته على مجريات اللعب بشكل واضح مقدما أكثر من محاولة لإدراك التعادل.

وتوالت هجمات البرتغال بحثا عن هز الشباك لكن أغلبها افتقد الحدة الكافية كما وجهت جورجيا تركيزها بشكل أساسي إلى التأمين الدفاعي وفرضت رقابة لصيقة على رونالدو. وكاد جواو فيلكس أن يتعادل للبرتغال في الدقيقة 31، إذ سدد كرة قوية من حدود منطقة الجزاء لكنها مرت بجوار القائم مباشرة.

جورجيا حرمت كريستيانو رونالدو من تحقيق رقم قياسي، إذ كان في حاجة إلى التسجيل ليصبح أكبر لاعب يسجل في البطولة
◙ جورجيا حرمت كريستيانو رونالدو من تحقيق رقم قياسي، إذ كان في حاجة إلى التسجيل ليصبح أكبر لاعب يسجل في البطولة

وتلقى رونالدو طولية داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 34 وسدد كرة قوية بقدمه اليسرى، لكن الدفاع تصدى للكرة وأخرجها إلى ركنية لم تستغل. وأهدر كفاراتسخيليا فرصة تسجيل الهدف الثاني لجورجيا في الدقيقة 50، إذ تلقى عرضية داخل منطقة الجزاء لكنه سدد كرة ضعيفة أمسك بها الحارس البرتغالي بسهولة.

وتوقف اللعب في الدقيقة 55، إذ لجأ الحكم إلى تقنية الفيديو للتأكد من تعرض لوكا لوتشوشفيلي لعرقلة من جانب أنطونيو سيلفا. وبعد مراجعة قصيرة، احتسب الحكم ركلة جزاء لجورجيا سجل منها جيورج ميكاوتادزي الهدف الثاني في الدقيقة 57. وفقد رونالدو فرصة تحطيم الرقم القياسي لأكبر لاعب سنا يسجل في بطولة أوروبا خلال المباراة، عندما خرج في الدقيقة 65 وقد بدا عليه الغضب والإحباط لدى خروجه من أرضية الملعب.

واستمرت سيطرة البرتغال لكن دون فاعلية هجومية، وحافظت جورجيا على نظافة شباكها لتنهي المباراة فائزة بثنائية نظيفة وتتأهل إلى دور الستة عشر. ولحساب المجموعة ذاتها، تغلبت تركيا على مقاومة شديدة لعشرة من لاعبي التشيك خلال فوزها 2-1 الأربعاء، بفضل هدفي هاكان شالهان أوغلو وجينك طوسون، لتضرب موعدا مع النمسا في دور الستة عشر من بطولة أوروبا لكرة القدم 2024، وترسل التشيك إلى خارج البطولة.

واحتاجت التشيك، التي تأهلت إلى دور الثمانية في النسخة الماضية من البطولة، إلى الفوز في هامبورغ ليكون لديها أيّ فرصة للتأهل عن المجموعة السادسة، لكن حصول لاعب الوسط المهاجم أنتونين باراك على بطاقة حمراء في الدقيقة 20 أضر كثيرا بخططها.

وفي نهاية فوضوية للمباراة، تلقى توماش خوري لاعب التشيك بطاقة حمراء أيضا بعد شجار عند صافرة النهاية. وبالإضافة إلى حالتي طرد، أظهر الحكم أيضا 16 بطاقة صفراء ليحقق رقما قياسيا جديدا في بطولة أوروبا. وضغط الفريقان بقوة منذ البداية في أجواء صاخبة وزحف مشجعو تركيا إلى المباراة وتفوقوا من حيث العدد على مشجعي التشيك بفضل الجالية التركية الكبيرة في ألمانيا.

وكان هدف القائد شالهان أوغلو (30 عاما) في الدقيقة 50 هو أول أهدافه في ثالث مشاركة له ببطولة أوروبا ليثير حماس الجماهير. وسدد شالهان أوغلو كرة منخفضة تجاوزت الحارس يندريخ ستانيك الذي بدا وأنه تعرض لإصابة في كتفه عندما تصدى لمحاولة قبلها بقليل واستبدله المدرب بعد الهدف. وكاد الشاب أردا جولر يضاعف تقدم تركيا، لكنه أهدر فرصة هدف محقق من مسافة قريبة لسبب غير مفهوم.

وبعدها بدقيقة تعادلت التشيك، وسجل توماش سوتشيك في الدقيقة 66 بعد رمية تماس طويلة تسببت في حالة من الفوضى داخل منطقة جزاء تركيا، ليزيد مستوى الإثارة قرب نهاية المباراة. وسجل جينك طوسون هدف فوز تركيا في الوقت بدل الضائع، مما أثار حالة الصخب على مقاعد البدلاء وبين مشجعي تركيا، وأبعدت النتيجة الذكريات المؤلمة في النسخة الماضية من البطولة عندما ودعت تركيا البطولة بعدما تعرضت لثلاث هزائم وتلقت شباكها ثمانية أهداف.

وقال المدافع التركي ميرت مولدر "قاتلنا جميعا معا بشكل جيد للغاية، عادة ما واجهنا أوقاتا عصيبة أمام مثل هذه النوعية من الفرق في الماضي.. أعتقد أننا تحسنّا الآن". وبعد انتصارين في ثلاث مباريات، أنهت تركيا منافسات المجموعة السادسة في المركز الثاني بفارق الأهداف خلف البرتغال المتصدرة، وستواجه النمسا في دور الستة عشر في الثاني من يوليو في لايبزيغ.

وقال الجناح التركي باريش ألبير يلمز "عندما تحدثنا مع أصدقائنا قبل المعسكر، كان هدفنا الوحيد هو التقدم عن هذه المجموعة، أوفينا بوعدنا وتقدمنا عن المجموعة. الآن سنسير خطوة بخطوة. نحن سعداء للغاية".

وأنهت التشيك في قاع المجموعة برصيد نقطة واحدة. وقال سوتشيك قائد التشيك "إنها خيبة أمل لأننا أردنا جميعا التقدم (في البطولة). كنا على استعداد لذلك. اعتقدت أن هذا (ما قدمناه) كان كافيا.. وهذه خيبة أمل لأننا لم نصل (لدور 16)". وأضاف "كنا سعداء بتسجيل هدف التعادل.. بذل الجميع أقصى ما في وسعهم. كانت الروح المعنوية مرتفعة. لكنها مجرد نهاية حزينة. هذه هي كرة القدم".

17