صفرو المغربية تحتفل بـ100 عام على مهرجان حب الملوك

احتفل مهرجان “حب الملوك” الذي يحتفي بالكرز بعامه المئة، وهو ما مثل فرصة للتساؤل حول القيم التي يجسدها المهرجان منذ إنشائه بمدينة صفرو، والتي تتميز بـالتسامح والتعايش بين المكونات الثقافية والدينية، ونسج أواصر المودة والتعايش الآمن في المدينة العريقة، ذات التراث العمراني الغني والمتنوع، سواء في منتجاتها المحلية أو في حرفها.
صفرو (المغرب) - احتفلت مدينة صفرو بمئوية مهرجان حب الملوك السنوي الذي يتم الاحتفاء بفاكهة الكرز “حب الملوك”، بين 6 و9 يونيو الجاري، تحت الرعاية الملكية، وإشراف مشترك بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل والمجلس البلدي للمدينة، حيث تم تتويج الشابات بشرى أباجة، ملكة حب الملوك لهذا الموسم وهي حاصلة على شهادة الماستر من المعهد الوطني للآثار والتراث بمدينة الرباط، كما تم تتويج غيثة برجي من فاس وصيفة أولى، وزينب أعوين من مدينة إيموزار كندر ضواحي المدينة وصيفة ثانية.
وأعربت بشرى أباجة عن فرحتها بالتتويج بلقب ملكة جمال حب الملوك في هذه الدورة المئوية، مؤكدة أنها ستعمل على تنفيذ مشروعها الذي شاركت به في المنافسة على اللقب، بإحداث متحف للمدينة سيكون بمثابة مزار سياحي ثقافي وتربوي وتعليمي يساهم في التعريف بتاريخ مدينة صفرو وتراثها ورصيدها المادي واللامادي وتثمينه والحفاظ عليه.
واستمرارية مهرجان حب الملوك بهذا الزخم طيلة السنوات الماضية، حسب وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد، راجع بالأساس إلى الاحتضان المتبادل بين الطبيعة والإنسان، وهي صورة رائعة ما أحوجنا إليها اليوم، مشيدا بالرعاية الملكية السامية التي تحظى بها هذه التظاهرة وما يزخر به المغرب من معطيات حضارية يوجد التراث الثقافي المادي وغير المادي في صلبها.
وأشار بنسعيد إلى أن فاكهة الكرز استطاعت أن تشكل عبر عقود طويلة محورا لنقل ثقافي وفني واقتصادي ودبلوماسي تخطى إشعاعه الآفاق، مؤكدا أن المهرجان أطلق إبداعا في منتهى صوره وأسفر عن منظومة تنموية ترتكز على أنشطة المدينة وإنجازاتها، مؤكدا أن المهرجان أضحى واحدا من عناصر التراث الثقافي غير المادي للإنسانية جمعاء بكل استحقاق وجدارة.
وبدوره أكد رئيس المجلس البلدي لصفرو رشيد أحمد الشريف، باسم اللجنة التنظيمية للمهرجان أن تصنيف المهرجان كتراث لامادي للإنسانية من طرف منظمة “اليونسكو” شكل رافعة لقطاع السياحة بمدينة صفرو التي تتميز بتاريخها العريق ورصيدها الثقافي المادي واللامادي، معربا عن الأمل في أن تحقق هذه الدورة المئوية لمهرجان حب الملوك نجاحا متميزا كسابقاتها.
وعرف البرنامج اليومي للاحتفال فقرات فنية وثقافية متنوعة، تسعى إلى إبراز مختلف المهارات والأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والسياحية المحيطة بفاكهة حب الملوك وإقامة عدة معارض موضوعاتية وملتقيات فكرية وفنية، بالإضافة إلى التقليد الذي دأب عليه المهرجان منذ تأسيسه المتمثل في انتخاب وتتويج ملكة حب الملوك ووصيفاتها الذي تم الأربعاء والخميس بقاعة البلدية وساحة باب المقام الكبرى بحضور مسؤولين مدنيين وعسكريين ومنتخبين وعدد من الحضور.
وحسب المنظمين فالمهرجان يحتفي بفاكهة الكرز وما ينسج حولها من معارف ومهارات وأشكال تعبيرية واحتفالية، وهذه السنة مناسبة للوقوف على ما ظل المهرجان يجسده من قيم، منذ تأسيسه بمدينة صفرو سمتها التسامح والتعايش بين مكونات المدينة الثقافية والدينية ونسج عرى المودة والعيش المشترك الآمن في مدينة عريقة، ذات إرث مديني ثري ومتنوع، سواء في منتجاته المحلية أو صناعاته اليدوية.
ورصدت “العرب” ردود فعل مختلفة طغى عليها عدم رضى الكثير من المتابعين والزوار على طريقة الإعداد لأقدم مهرجان بالمغرب في ذكراه المئوية، معبرين عن طموحهم في الارتقاء به على المستوى التنظيمي إلى مستوى ما يمثله من تراث لامادي وهوية للمدينة، مع ضرورة الاستفادة من تجارب مدن ودول أخرى لها تجربة متقدمة في طريقة التنظيم، تعود على المدينة بالنفع على المستوى التنموي والنشاط السياحي.
وفي الدورات السابقة كان يتم اختيار لجنة غالبية اعضائها من المجلس البلدي وبعض الشخصيات من المجتمع المدني، تقوم بالإشراف على تنظيم الدورات، وهذه السنة تم تفويت هذا الاختصاص لوزارة الثقافة، وفي هذا الصدد أكد رضى جطيط، عضو المجلس البلدي لصفرو، ان تصويتنا على منح وزارة الثقافة صفة الشريك لتنظيم المهرجان كان بغاية الرقي بمستواه، وقطع الطريق على أي شبهة فساد ممن أراد استغلال الميزانية لمصالحه الشخصية، إلا أننا تفاجأنا بتراجعه مقارنة مع السنوات السابقة.
وأشار جطيط، في تصريح لجريدة “العرب”، إلى الارتباك الذي عرفه حفل اختيار ملكة حب الملوك لم يسبق أن بلغه المهرجان من قبل، رغم الملاحظات التي كانت تسجل في السنوات السابقة، كما أن مهرجان هذه السنة كان فقيرا في برمجته الثقافية كتراث إنساني لامادي معترف به لدى اليونسكو، ومن الأخطاء غياب مجسم البُرْكَة أو البط البري من رموز الكرنفال وعربة العروسة وعربة اليونيسكو وعربة القدس وعربات المصالح الخارجية وخصوصا عربة مديرية الفلاحة التي تحمل فاكهة وأشجار الكرز، وكان التركيز على الجانب الترفيهي بشكل مبالغ فيه.