مبابي وكين يتصدران المشهد في سباق أمم أوروبا 2024

باريس- ستكون الأضواء مسلّطة على كيليان مبابي قائد فرنسا في كأس أوروبا لكرة القدم بألمانيا. وحافظ مهاجم منتخب "الديوك" الذي أظهر موهبته في نهائي مونديال قطر 2022 بثلاثية خارقة في مرمى الأرجنتين على مستواه العالي في 2023 (10 أهداف دولية)، كما لا تبدو شارة القيادة التي حصل عليها بعد الاعتزال الدولي للحارس هوغو لوريس تُثقل كاهله.
بخلاف ذلك، يُبقي بطل مونديال روسيا 2018 دائما في ذهنه فكرة الفوز بالكرّة الذهبية التي تُمنح لأفضل لاعب في العالم، بعدما حلّ ثالثا في ترتيب العام الماضي. يدرك المهاجم الجديد لريال مدريد الإسباني جيدا أن كأس البطولة القارية، وهي الوحيدة التي يفتقدها مع الـ "بلوز"، يمكن أن تكون حاسمة لنيله المكافأة الفردية الأسمى، في موسم متواضع مع باريس سان جرمان أوروبيا، حيث اكتفى بنصف نهائي دوري أبطال أوروبا قبل انتقاله إلى الفريق الملكي.
كذلك اعتقد البعض أن مسيرة كريستيانو رونالدو مع منتخب "سيليساو" أوروبا انتهت بعدما وجد نفسه على مقاعد البدلاء في مونديال قطر 2022. كما اعتبر انتقاله إلى نادي النصر السعودي تحضيرا لاعتزاله المرتقب. غير أن حامل الكرة الذهبية خمس مرات يرفض حتّى التحدث عن فكرة الاعتزال في سن الـ 39 عاما بعدما أثبت انه ما زال حاسما في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أوروبا بتسجيله 10 أهداف.
يبدو جليا أن حقبة ما بعد رونالدو ليست للمستقبل القريب، حيث يعوّل الإسباني روبرتو مارتينيس المدرّب الجديد للمنتخب على نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي وريال مدريد السابق لقيادة البرتغال نحو اللقب الأوروبي، تكرارا لإنجاز عام 2016.
جيل استثنائي
يُعدّ جود بيلينغهام نجم ريال مدريد (20 عاما) رمزا لجيل استثنائي يسمح لإنجلترا بأن تحلم. لاعب خط وسط يتمتع بموهبة استثنائية ونجاعة تهديفية حيث سجّل 25 هدفا في مختلف المسابقات هذا الموسم، إلى هدفين مع "الأسود الثلاثة". بامكان بيلينغهام أن يقود منتخب بلاده، وصيف أوروبا 2021، للفوز أخيرا بلقب دولي استعصى عليه منذ تكريسه في مونديال 1966، وهي فترة عجاف أبدية لموطن كرة القدم.
إلى جانب بيلينغهام، يُعدّ هاري كين (30 عاما) أحد أبرز اللاعبين في صفوف إنجلترا. بعد أن ظل لسنوات طويلة في شرنقته في توتنهام، خاطر قائد "الأسود الثلاثة" بمغادرة فريقه للانضمام إلى بايرن ميونيخ الألماني.
لم يهدر الكثير من الوقت لإثبات سريعا أنه أحد أفضل المهاجمين في العالم بإحصائيات مثيرة للإعجاب حيث سجّل 44 هدفا في مختلف المسابقات، منها 36 في الدوري، مع النادي البافاري. في الصيف المقبل، في بلده الجديد، سيكون أفضل هداف في تاريخ إنجلترا حريصا على محو خيبة كأس العالم 2022 وركلة الجزاء الضائعة في ربع النهائي أمام فرنسا (خسرت إنجلترا 1-2).
بعد مونديال قطر 2022، حامت الشكوك حيال مستقبل لوكا مودريتش. بعد عام، ما زال صانع ألعاب المنتخب الكرواتي البالغ 38 عاما، بيدقا مهما على الساحة العالمية في حين أعلن أنه مدّد عقده مع فريقه ريال مدريد. سيحصل مودريتش الذي وصل إلى نهائي مونديال روسيا 2018 وحلّ ثالثا في مونديال قطر بعد 4 سنوات وبلغ نهائي دوري الأمم الأوروبية العام الماضي (خسرت كرواتيا أمام اسبانيا بركلات الترجيح) في ألمانيا على فرصة أخيرة لجلب كأس مرموقة إلى بلاده.
طعم مرير
ترك المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو طعما مريرا لدى جماهير "الشياطين الحمر" بعد إهداره عدّة فرص محقّقة في نهاية المباراة أمام كرواتيا في الدور الأول لكأس العالم في قطر. دفعت بلجيكا غاليا ثمن هذا الإخفاق، فخرجت من دور المجموعات. عوّض لاعب روما الإيطالي ما مرّ به باحتلاله برصيد 14 هدفا صدارة الهدافين في جميع المجموعات المؤهلة لكأس أوروبا 2024.
رغم أن جمال موسيالا سيكون قد بلغ سن الـ21 عاما فقط قبل المباراة الافتتاحية لكأس أوروبا 2024 في "حديقته" في ملعب أليانتس أرينا، إلاّ أن موسيالا سيحمل على كتفيه جزءا من آمال "دي مانشافت". كان من المتوقع أن يخطف الأنظار في مونديال قطر 2022، إلاّ انه خيّب الآمال واحتاج لعدة اسابيع لاستعادة مستواه. دوّن اسمه في سجلات تاريخ بايرن الموسم الماضي، بتسجيله هدف اللقب الحادي عشر تواليا لعملاق بافاريا الذي انتزعه من براثن بوروسيا دورتموند في الدقيقة 89 من المرحلة الأخيرة.
في صفوف منتخب إيطالي يحتضر، من دون صانع ألعابه لاعب خط الوسط ماركو فيراتي، ضمن تأهله في الرمق الأخير، يُعدّ مهاجم يوفنتوس فيديريكو كييزا أحد القيم الآمنة النادرة. بفضل ثنائيته، فاز المنتخب الوطني على مقدونيا الشمالية (5-2) في 17 نوفمبر، قبل أن ينتزع مقعده إلى البطولة القارية بتعادل سلبي مع أوكرانيا.