قصة اليوم التالي الذي قلب نتائج انتخابات 2019 في الجزائر

ماذا حدث، وكيف انتهت اللعبة بفوز تبون؟
الأحد 2024/06/02
هل تتجد مغامرة تبون
 

على بعد أشهر سيعرف قصر الرئاسة الجزائرية وافدا جديدا أو قديما متجددا.. كل السيناريوهات المطبوخة بعناية تكاد تكون هي نفسها.. بنفس الطعم والنكهة والإخراج.. الاختلاف ربما في التفاصيل.. لتظل سردية انتخاب الرئيس في الجزائر، سواء بالاقتراع أو بتدخل من قوى متشعبة تمسك بالقرار، معضلة وعلة لا تُشفى من نماذج مكررة.

ماذا شاب المسار المعقد الذي سلكته رئاسيات 2019، والتي بعثت لنا عبدالمجيد تبون، ويجتهد فريقه إلى الآن، في رسم “كاريزمته” بعناء شديد، يطوف رجاله ونساؤه في كل شبر من البلاد لتعداد منجزات مرحلته، وانضم إليهم آخرون من خارج قوقعة النظام من رؤساء أحزاب وقوم تبّع، كل يبحث عن موطئ قدم في رقعة المصالح والسلطة، كي يكون تبون وليس سواه قدر الجزائر مرة أخرى والذي تشرئب الأعناق ليتولى دفة الحكم من جديد.

رحلة متشابكة

 ياسين، الشخصية الغامضة الناشطة في المجال السياسي والاقتصادي وخلف الكواليس، العسكري السابق الذي حارب الإرهاب، وكان ينتمي إلى فيلق خطير من رجال تقدموا الصفوف الأمامية في تعقب الإرهابيين فدحروهم وقاتلوهم بشراسة دفاعا عن الوطن، لم يكن يدرك أن تلك الرحلة التي قادته إلى المدينة العريقة قسنطينة ستكون عاصفة وقاطعة في تغير مجرى الانتخابات الرئاسية لسنة 2019 التي أفضت إلى فوز تبون..

نشّط المترشح عزالدين ميهوبي في هذه المدينة تجمعا حاشدا وصف بالمخيف، جندت له كافة الوسائل والإمكانيات.. ظهر فيه الفائز المطلق الذي لا غبار عليه بالمنصب..

◄ محمد لعقاب مدير حملة تبون آنذاك، أصبح لعقاب في قلب صناعة وصياغة مرحلة مضنية كادت تتكسر وتتشظى تحت الأقدام
محمد لعقاب مدير حملة تبون آنذاك، أصبح لعقاب في قلب صناعة وصياغة مرحلة مضنية كادت تتكسر وتتشظى تحت الأقدام

شـقّت السيارة التي كانت تقلني أنا وصديق ثالث في ليل بارد، تلتهم الطريق على عجل.. لم يتوقف هاتف ياسين من رنين ضاج، فقد كان فريق حملة المترشح آنذاك تبون يتجهز ويحضر لتجمع في اليوم التالي لحملة ميهوبي.. إلا أن الفريق، مثلما بدا في ملامح وجه ياسين ونبرة صوته وهو يتكلم معهم، تائها ومضطربا وقلقا من سيناريو اشتعل كالهشيم في سماء الجزائر، وسكن جوّها، وتربع في الإدارات والمؤسسات، مدنية وعسكرية، وخلق حالة دراماتيكية أربكت النفوس التي اطمأنت، ولو إلى حين، على أن السفينة رست على قلعة تبون، فهو مدعوم من رجل تلك المرحلة، الأصلب عودا والأقوى رعبا، الفريق الراحل أحمد قايد صالح.

كانت المعلومات التي رشحت من سيناريو تردد أن يشبه “الانقلاب”، تترى، وتتوالى وتعوم في فوضى عارمة، واهية ومتشابكة، نسجت خيوطه في عرين مغلق، عرّابه مدير الأمن الداخلي الجنرال سابقا والجندي حاليا واسيني بوعزة، المسجون بتهم ثقيلة ليس أقلها الخيانة العظمى، تباينت أسباب إقدامه على الانفراد بقرار الوقوف بقوة وحزم في وجه تبون، وتقديمه لميهوبي الذي تجمع الكثير من الآراء على ضعف بنيوي لصيق بشخصه يسهل التحكم به والسيطرة عليه حال فوزه بالرئاسة، حتى أنه لم يلتق ببوعزة إطلاقا طوال حياته، وكانت الاتصالات به تتم عن طريق ضباط آخرين وفي أحسن الظروف عن طريق الهاتف.

تحرك بوعزة، كما تقول أشد القراءات احتمالا، بإيعاز من خليط مبهم، خفيّ من رجال سلطة وأعمال نافذين، مسجونين حاليا، وربما من الدولة العميقة، مجهولة الشكل والمضمون، غامضة، راقبت الوضع الذي آلت إليه الجزائر بعد انهيار فلولها إثر انتفاضة الشارع ضد العهدة الخامسة للرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة، أعقبها جمع الفريق قايد صالح صلاحيات مطلقة بين يديه، بطش من خلالها بكبار الجنرالات وحفنة من رجال النظام السابق من سياسيين و”بزنس مان”، وزجّ بهم في السجن.

حرك بوعزة بين أصابعه، كل شيء، من عساكر بمختلف الرتب إلى أبسط موظف إداري، من أقوى المؤسسات إلى أسهلها.. وضعت كلها تحت تصرفه لتنفيذ خطته الجهنمية للاستيلاء على كرسي الحكم، ووضع ميهوبي عليه بقوة الترغيب والترهيب، أذعنت له الرقاب، ونفّذت أوامره بالحرف الواحد، حتى أن رحلة تقصي أخرى قادتني مع صديق إلى مدينة جنوبية، حيث خضت هدوء الحملة الانتخابية هناك التي كانت تجري بسلاسة وأريحية تعليمات صارمة عليا لضباط مراكز البحث والتحري المعروف اختصارا بـCTR، للعمل بكل ما يملكون من أجل أن ترجح كفة ميهوبي في موقعة الانتخابات.. كانوا هم وغيرهم في مواقع أخرى على كف عفريت، فمن جهة عليهم طاعة قائدهم بوعزة وأيّ حركة عصيان يعني تسليط عقوبات لا أول ولا آخر لها.. ومن جهة هم على دراية كافية أن تبون أقرب إلى قلب ورأس رئيس الأركان قايد صالح.

كان سؤالهم هو: ماذا علينا أن نفعل؟

لا أحد أجابهم، ظلوا يتأرجحون على حبال معلقة وواهنة، ينتظرون أيّ تهمة قادمة من قلعة “طاقرا” حيث مبنى وزارة الدفاع، أو من الغرف المظلمة حيث يقال إنها هي التي تصنع رؤساء الجزائر، أو ما يتسرّب من قواعد المترشحين، على قلتهم، لتلك الرئاسيات أو من يطلق عليهم أرانب السباق، لم يسقط منها سوى تصريح يتيم للمترشح الإسلامي عبدالقادر بن قرينة، سقط كالإبرة وسط قعقعة الصخب والشائعات، وأعلن في ثقة مفرطة أنه سيمر هو وتبون إلى الدور الثاني نظرا لتقارب النتائج.

غليان في كل مكان

مست شظايا الغليان، من الطبقة السياسية إلى أطياف المجتمع المدني، إلى وسائل الإعلام بلا استثناء، بدا أن أمر تولي ميهوبي الرئاسة مسألة وقت يبرق بخفة واضحة لا لبس فيها ولن تشوبها شائبة، وتجهّز الكثير ممن خلخلهم الوضع المأمور به من طرف بوعزة لتبديل معطف الولاء، وأعد أنصاره العدة، تقاسموا المناصب إن في الرئاسة أو في الحكومة أو في المؤسسات السيادية، ونثروا زهور الطاعة وهللوا للقادم الجديد للقصر قبل الإعلان الرسمي للنتيجة.

◄واسيني بوعزة المسجون بتهم ثقيلة ليس أقلها الخيانة العظمى، تباينت أسباب إقدامه على الانفراد بقرار الوقوف بقوة وحزم في وجه
واسيني بوعزة مسجون بتهم ثقيلة ليس أقلها الخيانة العظمى، تباينت أسباب إقدامه على الانفراد بقرار الوقوف بقوة وحزم في وجه 

كانت اللعبة أخطر مما تصوره هؤلاء، انعدمت لديهم الرؤية الحقيقية لواقع آخر قد يطل ويفاجئ من حيث لا أحد يتوقع أو ينتظر، وتذكر الكثير منهم خيبتهم في اليوم التالي حين فاز تبون، واسترجعوا ما حدث لرئيس الحكومة السابق علي بن فليس حين ترشح في رئاسيات 2004، اصطف حوله خلق كثير، واقتنعوا أنه المخلص، الوافر، ومطلق الحظ الذي سيمحو الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة من الذهن، ويزيحه من الكرسي المضني للحكم، فقد كان أقوى رجل في منظومة العسكر آنذاك، الراحل الفريق محمد العماري صوت عال، وجبار، قاهر، ومرفوع ضد بوتفليقة، بل أمر بالصد والهجوم والتموقع في كل مكان يمكن أن يتواجد فيه طيف هذا الأخير.

في هذه الأثناء راقبت حملة تبون الوضع المحتدم الذي كان يغلي.. وصلت تقارير مكثفة ومبهمة عن حسم النتيجة لصالح ميهوبي، حتى أنه أعلن في جلسة خاصة لفريقه الضيق، أنه سيقيم حفل تكريم ضخم وخاص للفريق قايد صالح، محفوف بالتقدير والعرفان، وسيرفعه إلى مقام العليين، ثم سيشكره على ما بذله طوال سنين عمره، وسيبعثه إلى تقاعد مريح وفاخر، بل في لحظة غرور قاتلة، قال لكاتب هذا التحقيق بعد فترة، إنه كان سيسنّ قانون يمنع – لو فاز -، من وضع صورته في إطار كما هو معمول به في كافة الدول التي تضع صورة الرؤساء في المؤسسات السيادية، وسيكتفي فقط بصورة العلم الوطني.

غير أن صروف قدر آخر وضعت رجلا بسيط جدا، وأضعف ممّا يمكن أن يتصوره أحد، في قلب المعلومة الأشد سرية في كل هذه اللعبة التي تكاثرت حولها الأقاويل والأراجيف والحقائق والأباطيل، رأى ما كان يطبخ في خلية متوارية بوزارة الداخلية حيث عصب الفرز والتدقيق والتحكم وحتى التلاعب بالنتائج على ما يقوله الخاسرون دوما في أيّ انتخابات، وما كان منه إلا أن أخذ الهاتف واتصل بمحمد لعقاب، مدير حملة تبون آنذاك ووزير الاتصال حاليا، وشرح له خيطا رفيعا من مؤامرة مركبة كانت ستنتهي كما رُسم لها باعتلاء ميهوبي كرسي الرئاسة.

دب القلق في رأس لعقاب.. هل سيخبر تبون بالأمر؟.. هل سيتصل بالفريق قايد صالح الذي أحكم بوعزة الدائرة حوله وسيّجها بالحديد والنار حتى لا تصله أيّ معلومة أو إشارة..

لقد اطمئن القايد إلى مختلف التقارير الماكرة التي تمّ دسها بعناية فائقة حول السير الحسن والنزيه للانتخابات، ونوّموه في عسل الراحة والهدوء، وسدوا عليه المنافذ كي لا تصله الأصوات التي يمكن أن تقضه، يعرفون أنه منهك بالتعب والمرض والوهن.

لم يعرف الراحة والسكون منذ تحرك الشارع ضد العهدة الخامسة المريبة لبوتفليقة، وجد نفسه في واجهة أحداث كبرى تفوق بكثير عقله وقدراته الذهنية التي وصفتها رئيسة حزب العمال لويزة حنون بـ”حبة حمص” بعد لقائها به، وأصبح هذا النعت حديث الصالونات ومجالس النميمة، حتى أن الجنرال الراحل خالد نزار استعمله في كلمته الشهيرة الأولى والأخيرة التي وجه فيها انتقادات رهيبة للطريقة التي انتهجها قايد صالح في معالجات الأحداث، وقاد بها المؤسسة العسكرية وفعل برجالها ما فعل، وكان ذلك عندما فر نزار إلى إسبانيا هاربا بجلده من بطشه.

يعرف الكل، خاصة العسكر، أن القايد لم يكن ذكيا محنكا، أو لاعبا ماهرا في ميدان السياسة والمناورات والتكتيكات، اتصف بالخشونة والسطوة وعدم تقدير العواقب والملمات، لا يأخذ بالمشورة والرأي المغاير، والويل لمن عاكسه أو تكلم بغير ما يريد أن يسمع أو يرى أو يقرر، أراد أن يطفئ الحرائق التي شبت في كل مكان منذ اندلاع الحراك.. صب عليها الماء وفي مرات عديدة زادها لهيبا.. تخطى الحواجز والخطوط الحمراء، وقاتل حتى الرمق الأخير إلى أن سقط في فخ موت مريب بعد يوم من فوز تبون، وبذلك لم يهنأ برؤية هذا الأخير جالسا على الكرسي الوثير للرئاسة، بل إن الألسن التي تتحدث في أذن بعضها قالت، حسنا أنه مات، وإلا كانت الجزائر ستشهد موجة أخرى تعلو بالصراعات والقلاقل والاعتقالات سيكون أولها ميهوبي نفسه، وسيكبل حركة تبون بمقامع من حديد.

لعقاب المنقذ

◄ الجيش مهندس اللعبة دائما
الجيش مهندس اللعبة دائما

 وصلت المعلومة إلى أذن لعقاب من صديقه، فهو رجل ثقة وأمانة ويعرفه من مدة طويلة، قلّبها على ألف وجه، وأضاف إليها كل الخليط الذي تسرب وعبر سماء الجزائر وأرضها وكواليسها، فقد ثبت بالدليل القاطع أن للنظام بل الجناح الأقوى في مؤسسة الجيش مرشحهم، واندفع كما هو معروف عنه، لا يلوي على شيء، متسلحا بكل ما يعرف من خفايا وخبايا.. وعقد ندوة صحفية خاطفة، مهاجما بلغة حادة كل هذه المزاعم التي انتشرت بقوة التي تقول: إن للجزائر رئيسا جديدا اسمه ميهوبي.

برز لعقاب في تلك اللحظة العصيبة كعازف منفرد، منقذ من أخطبوط كان سيلف عنق الجزائر، تفاعلت الأحداث وتعاظمت بالقيل والقال والضرب تحت الحزام، تفسخت، وتمددت في سياق ما يقال إنها مؤامرة لم تبرح بعد أفواه المتكلمين بها إلى اليوم، وستبقى على كل حال رأسمالا ثريا يلجأ إليه النظام مكرها وشاهرا سيفه كل ما شعر بالخطر..

أصبح لعقاب في قلب صناعة وصياغة مرحلة مضنية كادت تتكسر وتتشظى تحت الأقدام، تحرك هو وثلة من الرجال بسرعة، علنا ومن وراء الستار.. كانت الغاية ألا تنهار البلاد أكثر بسبب أفاعيل وممارسات أقل ما يقال عنها إنها لا تشرف عظمة الجزائر وتاريخها، والتي للأسف ما زلت إلى اليوم عقيدة راسخة في ذهن الكثير من رجال النظام.

بوكس

فاز تبون بنسبة ما زالت محيّرة، وهي نسبة صحيحة كما يؤكد الخبراء وتصدح بها التقارير، لا يخفي الموالون رضاهم عنها، ولا يحبها الغاضبون منها بل ما زالوا يعبّرون عن سخطهم عليها، ولكنها مؤشر على أن ملامح اللعبة القادمة للرئاسيات ستبدو مثقلة بها، وبالشروخات التي حدثت آنذاك.

ومهما قيل عن اللبس الذي غلّف رئاسيات 2019، فإنها شهدت صراعا ومنافسة، واحتدمت بقوى الجذب بين أطراف خفية وعلنية، وهي ظاهرة معروفة منذ قيام الدولة الجزائرية، أبطالها رجال من الرئاسة والجيش، تجري بينهما بصمت وصخب أحيانا، مع أنها وبعد مرور 4 سنوات على حكم تبون خفتت.

تبون كان دوما يبتسم بود في وجه الفريق أول السعيد شنقريحة الذي كان بدوره يبادله تقريبا نفس الابتسامة، رغم أننا لا نعرف على وجه الدقة وبحسن النية، هل يفعل ذلك كبار المؤسسة العسكرية مع تبون أم لا؟.. فالصور التي تبث عندما يلتقي بهم في اجتماعات علنية يبدو عليها الوجوم والصرامة، وربما يكتمون غضبا ليس عليه كما يقول الملاحظون بل على بطانته ومحيطه.

منذ تأسس النظام الجزائري كانت هذه الابتسامات بين السياسي والعسكري تتسم بالبرودة والدفء حسب الظرف والمصلحة ونفوذ كليهما، وتحوّلت في الكثير من الأوقات إلى غضب مكتوم عندما تتأزم العلاقة، وتضيع بوصلتاهما في تقييم الوضع، طبعا ترسخت في المخيال والوعي فكرة تقول إن المنتصر دوما هو العسكري صاحب القوة والجبروت والسيطرة وأخيرا القرار..

ومهما لعب السياسي بمكر ودهاء وحيلة إلا أن صوت العسكري ظل دوما هو النوتة الغالبة في سلم العزف، كما فعل الراحل بوتفليقة سنة 1999، حين أوصل القادة الكبار للمؤسسة العسكرية إلى حوافي التيه، مارس فيه المد والجزر حين اجتمعوا به وعرضوا عليه المنصب بعد الاستقالة المفاجئة للعسكري ليامين زروال من سدة الحكم، عرضوه عليه في جلسة مشهورة بحضور زوجة الراحل محمد بوضياف.

ستستغرق الجزائر مرة أخرى في تكرار سيناريو الانتخابات، ولكنه معدل بدخول مرشحين إلى المسرح تتم إعادة رسكلتهم، ومهما فعل القوم الذين يمكن أن يعارضوا أو يحتجوا أو يقاطعوا أو حتى أولئك الذين سينزهونها عن الشوائب والتزوير، فإن فكرة اليوم التالي قد تفاجئ وتنزل من سماء أخرى.

ولا نلغي فكرة أن زيارة تبون إلى خنشلة الولاية شبة المنسية، والتي صدح فيها صوت الحراك الأول، هي دليل قويّ على أن خوفا غامضا يهيمن وعلى أن حسابات تدور في محيط الرئاسة محورها أن حدثا ما يمكن أن يعكر صفو الاصطفاف والاطمئنان على أن كل شيء يسير بالتمام والكمال.

7