إنفيديا تنتقل إلى مرحلة جديدة من الذكاء الاصطناعي التوليدي

واشنطن - تواصل شركة صناعة الرقائق الإلكترونية الأميركية إنفيديا نموها القوي بفضل انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ما أدى إلى زيادة الطلب على منتجاتها.
وأعلنت الشركة نمو إجمالي حجم أعمالها خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 262 في المئة سنويا إلى 26 مليار دولار. وارتفع سعر سهم الشركة بعد انتهاء التعاملات الرسمية الأربعاء الماضي بنسبة 5 في المئة، كما أعلنت زيادة توزيعاتها النقدية وتقسيم سهمها.
وتحول سهم شركة إنفيديا العملاقة في صناعة الرقائق، والمدرجة في وول ستريت، من خلال هذا النمو المتسارع في سعر السهم إلى مرآة لمستقبل صناعة الذكاء الاصطناعي عالميا.
ويعول كبار المستثمرين في الصناعة، بمن فيهم المنافسون، على الشركة في تصنيع أشباه موصلات قادرة على الانتقال إلى مرحلة جديدة من الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وخلال وقت سابق من العام الجاري اقتحمت إنفيديا النادي الحصري للشركات التي تبلغ قيمتها في السوق 2 تريليون دولار فأكثر لتستقر في نهاية جلسة الخميس عند 2.55 تريليون دولار.
وتحتل الشركة بذلك المرتبة الثالثة في وول ستريت كأكبر شركة مدرجة بعد كل من مايكروسوفت (3.2 تريليونات دولار) وأبل (2.92 تريليون دولار)، متفوقة على عمالقة أمثال ألفابت وأمازون وميتا.
وقالت الشركة الأربعاء إن إيرادات الربع الثاني الجاري ستبلغ حوالي 28 مليار دولار، متجاوزة توقعات المحللين البالغة 26.8 مليار دولار.
كما تجاوزت النتائج في الربع المالي الأول، الذي انتهى في 28 أبريل الماضي، التوقعات مدعومة بالنمو في قسم مركز البيانات في إنفيديا.
وحققت الشركة إيرادات بقيمة 26 مليار دولار في الربع الأول بنمو 262 في المئة على أساس سنوي، ودخل صاف يبلغ 14.88 مليار دولار، أي بنمو 629.41 في المئة على أساس سنوي.
وتنظر شركات التكنولوجيا، بما فيها العملاقة، إلى سهم إنفيديا على أنه مرآة أو مؤشر على مستقبل الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، لكونها الشركة الأميركية الأكثر إنتاجية وتسليما لأشباه الموصلات المتقدمة.
وأفاد الرئيس التنفيذي للشركة جنسن هوانغ بأن هناك بزوغا لفجر حقبة جديدة، قائلا في تصريحات صحفية “هذه بداية ثورة صناعية جديدة.. هذا مثير حقا”، مضيفا أن “الشركات والدول تشارك إنفيديا في سعيها لتحويل مراكز البيانات التي تقدر قيمتها بتريليون دولار إلى العمل بتقنيات الحوسبة الأسرع، وتبنّي نوع جديد من مراكز البيانات لإنتاج سلعة جديدة وهي الذكاء الاصطناعي”.
واعتبر هوانغ أن الشركة ستكون على المستوى العالمي هي المؤشر الأبرز على معرفة المسار الذي ستتخذه صناعة الذكاء الاصطناعي، وقال “مازال أمامنا الكثير للقيام به في هذه الصناعة”.
وتعزز التوقعات المتفائلة مكانة إنفيديا باعتبارها المستفيد الأكبر من الإنفاق على الذكاء الاصطناعي، وأصبح ما يسمى بمسرعات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة سلعة رائجة في العامين الماضيين.

وهذه المسرعات هي الرقائق التي تساعد مراكز البيانات على تطوير روبوتات الدردشة وغيرها من الأدوات المتطورة، ما أدى إلى ارتفاع مبيعاتها.
وتجاوزت إيرادات أكبر سبع شركات تكنولوجيا، أو ما يطلق عليها في وول ستريت Big 7، حاجز 450 مليار دولار، مدعومة بطفرة الذكاء الاصطناعي، وذلك خلال الربع الأول من 2024.
والشركات السبع هي أمازون وأبل وميتا وإنفيديا وألفابت ومايكروسوفت وتسلا، وجميعها حققت نموا من خانتين على الأقل في الربع الأول من 2024.
وأصبحت سيارات تسلا أحد أبرز زبائن إنفيديا على مستوى العالم، فيما يعني هذا التبني من قبل شركة السيارات التابعة للملياردير إيلون ماسك إحدى علامات هذا التوسع في الصناعة.
وتستخدم شركة صناعة السيارات معدات إنفيديا لتطوير البرامج التي ستعمل على تشغيل المركبات ذاتية القيادة والتي يجري بناء أنظمتها على مختلف السيارات المنتجة من تسلا.
وتعتبر إنفيديا أن منصة الرقائق الجديدة للشركة، والتي تسمى بلاكويل، دخلت مرحلة الإنتاج الكامل بحلول مارس الماضي، وهي رقاقة ستضع الأساس للذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يمكنه التعامل مع تريليونات من البيانات والمصفوفات، بحسب هوانغ الذي قال إن “الشركة ستحصل على الكثير من إيراداتها لعام 2024 من رقائق بلاكويل الجديدة”، وسط تجاوز الطلب على منتجاتها العرض.