"سيرا".. أول فرقة روك نسائية سعودية

المرأة السعودية تتجه للاهتمام أكثر بالتحصيل العلمي، وتتوق للنجاح المهني، أكثر من أيّ وقت مضى.
الثلاثاء 2024/05/21
مزج بين الأصالة والمعاصرة

مع قيام المملكة العربية السعودية بتحرير بعض جوانب مجتمعها، تعد فرقة موسيقى الروك المخدرة التي قدمت عروضها مؤخرًا في عاصمة المملكة مثالًا يوضح أن بعض النساء السعوديات يجدن الآن صوتهن من خلال الفنون.

الرياض - أطلقت نورا، وهي تمسك بالميكروفون في العاصمة السعودية الرياض، صرخة عالية، فجاوبتها آلات الغيتار بصراخ مماثل، وقرعت الطبول خلفها مع مجموعة من زميلاتها في الفرقة خلال عرضهن الغنائي.

لم يكن بالإمكان تصور الأداء الذي قدمته فرقة “سيرا”، وهي فرقة نسائية لموسيقى الروك، تمزج بين الألحان العربية التقليدية مع موسيقى السايكيديليك الصاعدة.

فمع قيام السعودية بتحرير بعض جوانب الحياة فيها، تمثل فرقة “سيرا” طريقة تجعل بها النساء في السعودية صوتهن مسموعا، فيعبرن عن أنفسهن من خلال الفنون، في بلاد ارتبطت على الدوام بتقاليد إسلامية محافظة.

وقالت ميش، عازفة الغيتار في الفرقة، التي طلبت مثل بقية عضوات الفرقة، الإشارة إليها باسمها الفني، “لم نعلم كيف سيكون رد فعل الناس.. نؤمن بقوة بالتعبير عن الذات، ولدهشتنا استقبلونا بأذرع مفتوحة”.

وتدور أغاني فرقة «سيرا» حول التجارب الحياتية لعضواتها الأربع، وجميعهن مواطنات سعوديات، يغنين باللهجة السعودية، بينما ترتدي عازفة الطبول ثينغ نقابا أحمر مطرزا بتطريز تقليدي. وكشفت دراسة لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بالسعودية، عن رضاء 95 في المئة من نساء المملكة عن وقائعهن في الوقت الحالي، مقارنة بما كان عليه الوضع قبل 5 سنوات.

حح

وقالت ميش “رأيت أن هذا (النقاب) سيكون رائعا باعتباره يعكس الثقافة والتراث والجذور، وفي الوقت ذاته هو مثال رائع للتعبير عن المزج بين الأصالة والمعاصرة، وهو لب هوية أغانينا”.

وتوضح فرقة «سيرا» أنها ليست أول فرقة نسائية في المملكة، فأول فريق غنائي نسائي كان “ذي أكوليد”، الذي تأسس عام 2008 ولم يكن يعزف موسيقاه في حفلات عامة. إلا أن الأمور تغيرت بشكل جذري في البلاد خلال السنوات الأخيرة، في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد.

ففي عام 2018 حصلت المرأة على حق قيادة السيارات، كما تم افتتاح دور سينما ومراكز ترفيهية أخرى، ولم يعد ضروريا على النساء ارتداء عباءة سوداء خارج المنزل.

وتتجه المرأة السعودية للاهتمام أكثر بالتحصيل العلمي، وتتوق للنجاح المهني، أكثر من أيّ وقت مضى، حيث كان مصير نساء الأجيال السابقة، المحتوم، الزواج، بغض النظر عمّا إذا كانت تريد ذلك أم ترفضه.

وفي هذا الحفل تمايل العشرات من الشباب الذين كانوا يرتدون أزياء غربية، ورقصوا على أنغام الموسيقى. وكانت اختيارات الأزياء مشابهة لتلك التي تظهر في أيّ عرض “بانك” في الغرب.

وقالت ثينغ “أصبحت الأمور أفضل بالتأكيد، وأكثر شمولية وذات منظور أوسع. هناك بالتأكيد مجال للمزيد من النمو”. ويعتزم فريق “سيرا” إصدار ألبومه الغنائي الأول في وقت لاحق من العام، إضافة إلى حفلهن الأول بالخارج في دبي.

وقالت العضوة نورا إنها تريد أن تكون الفرقة “مصدر إلهام لجيل الشباب” للتعبير عن أنفسهم، مضيفة “لا ضرر في أن تتصرف بالطريقة التي تريدها طالما أنك لا تؤذي أحدا”.

وتقول عضوات الفرقة إنهن يحاولن احتضان المعاني المتعددة التي يمكن للمرء استخلاصها من كلمة في اللغة بصوتها، سواء من خلال الطبول الدافعة والصنج أو المركب الذي يدعم الغيثارات.

حح

ويدور أسلوب موسيقى “سيرا” حول التجارب الحياتية للفرقة المكونة من أربعة أعضاء، وجميعهم مواطنون سعوديون. فهم يغنون باللهجة العربية السعودية، بينما ترتدي عازف الدرامز ثينج غطاء وجه أحمر مطرز تقليديًا.

وفي مجال الفنون، تنفتح المملكة العربية السعودية ببطء، كما يتضح من عرض “سيرا” في وقت سابق من هذا الشهر في The Warehouse، وهي مساحة للموسيقى الحية في حي الدرعية بالرياض.

وهناك، تمايل العشرات من الشباب الذين يرتدون السترات الجلدية والقمصان السوداء ورقصوا على أنغام الموسيقى. وارتدى شاب ذو كحل كثيف قميصًا كتب عليه “أنا أكره الحياة”. وكانت اختيارات الأزياء تشبه أيّ عرض بانك آخر في نادٍ في الغرب، على الرغم من غياب التدخين أو أي كحول في المملكة.

18