ريال مدريد يبسط هيمنته على دوري أبطال أوروبا

حجز ريال مدريد بطاقة التأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الـ18 في تاريخه، والثالثة أمام فريق ألماني عندما يواجه بوروسيا دورتموند على ملعب ويمبلي في لندن في الأول من يونيو المقبل. وستكون هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها الميرنغي دورتموند.
ميونخ (ألمانيا) - كال الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لريال مدريد، المديح للاعبيه عقب الانتصار بنتيجة 2 – 1 خلال مواجهة بايرن ميونخ الألماني، بإياب الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا، في معقل الميرنغي “سانتياغو برنابيو”.
وقال أنشيلوتي، خلال تصريحات نقلتها صحيفة “ماركا” الإسبانية، “إنه شيء سحري وليس له أي تفسير. لكن مرة أخرى بدعم جماهير مذهلة، مع لاعبين لم يتوقفوا عن الإيمان جعلوا ذلك ممكنا”.
وزاد “هناك قبطان يدعى فلورنتينو بيريز، وجميعنا غيره البحارة. لقد نجح في جمع هذا الجيل الممتاز من اللاعبين.. ريال مدريد عائلة مدارة بشكل جيد جدا من قبل رئيسه”. وتابع “خوسيلو قدم الكثير للفريق. إنه انعكاس مثالي لما هو عليه هذا الفريق. قدم الكثير دون فقدان الثقة والحماس، مثل الكثير من زملائه”.
وأوضح “لم يكن موسما سهلا. تحدثنا كثيرا عن إصابات كورتوا، ميليتاو أو ألابا، لكننا أيضا فقدنا لفترة طويلة فينيسيوس، بيلينغهام، تشواميني، وقد استفاد الفريق من مشاكل الإصابات لإظهار القيمة الكبيرة له. لم نشكُ أبدا وتغلبنا على الصعوبات”.
وكان الميرنغي قد تعادل في لقاء الذهاب بمعقل الفريق البافاري بنتيجة 2 – 2، ليتأهل بنتيجة 4 – 3 في مجموع المباراتين. وتأهل ريال مدريد للمباراة النهائية يوم الأول من يونيو المقبل في ملعب “ويمبلي” ليضرب موعدا مع بوروسيا دورتموند الألماني.
وتعود المرة الأولى للريال في نهائي دوري الأبطال أمام فريق ألماني، إلى ستينات القرن الماضي وتحديدا في موسم 1959 – 1960، وكان اللقب الأخير في الخماسية التاريخية على التوالي 1956 – 1960، على حساب آينتراخت فرانكفورت بنتيجة 7 – 3.
أما المرة الثانية فكانت في بدايات الألفية الثانية في نهائي جلاسجو في أسكتلندا حيث كانت الغلبة له أيضا على باير ليفركوزن 2 – 1، رافعا الكأس التاسعة في تاريخه. على الجانب الآخر، سيكون هذا هو النهائي الثالث في تاريخ “أسود الفستفاليا”، بعد نسخة 1997 التي شهدت تتويجه باللقب الأول والوحيد على حساب يوفنتوس بنتيجة 3 – 1. بينما سقط في المحاولة الثانية على يد غريمه التقليدي باير ميونخ في نهائي ويمبلي بنتيجة 2 – 1 قبل 11 عاما.
المجد الأوروبي
بعد أحد عشر عاما من الانتظار، يعود بوروسيا دورتموند إلى المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، في موسم لم يكن تألقه متوقعا خلال الحقبة التي تلت رحيل النجمين إرلينغ هالاند وجود بيلينغهام عن صفوف خامس الدوري الألماني.
بين يوليو 2020 ويوليو 2022، شهد بوروسيا دورتموند لعب اثنين من جواهر كرة القدم العالمية الحالية تحت ألوانه: المهاجم النرويجي هالاند والإنجليزي بيلينغهام، واعدا ببلوغ المجد الأوروبي معهما، أو على الأقل التتويج على الساحة المحلية لوضع حد لهيمنة بايرن ميونخ على الدوري الألماني.
ومع ذلك، مع هالاند وبيلينغهام اللذين كانا لا يزالان يصقلان موهبتهما في منطقة الرور، لم يصل دورتموند أبدا إلى الدور نصف النهائي من المسابقة القارية العريقة.
على الأكثر ربع نهائي 2021، وخرج بخسارتين أمام مانشستر سيتي الإنجليزي، وحتى الخروج من دور المجموعات 2022. في صيف عام 2022، توجه هالاند إلى إنجلترا للانضمام إلى مانشستر سيتي والمشاركة في تتويج الـ”سيتيزنس” باللقب القاري في عام 2023.
وبعد اثني عشر شهرا، وبسعر مرتفع (103 ملايين يورو، بالإضافة إلى 31 مليون يورو مكافأة)، وقع بيلينغهام مع ريال مدريد الذي سيواجه دورتموند في النهائي. في نهاية المطاف، خلال الموسم الأول بدون نجميه، يحلم دورتموند بالتتويج الأوروبي الثاني له بعد عام 1997.
احتل المركز الأول في مجموعة صعبة جدا، مع باريس سان جرمان، ميلان الإيطالي ونيوكاسل الإنجليزي، ثم أقصى أيندهوفن الهولندي وأتلتيكو مدريد الإسباني في ثمن وربع النهائي قبل أن يهزم سان جرمان في نصف النهائي ويعود إلى ويمبلي في الأول من يونيو المقبل حيث تقام المباراة النهائية، كما حدث في عام 2013 عندما بلغ النهائي للمرة الثانية وخسر أمام مواطنه بايرن ميونخ.
أوجه التشابه
“واجهت العديد من أوجه التشابه قبل العودة إلى نصف النهائي في باريس. هناك واحدة لم نتحدّث عنها بعد: آخر مرة كنا في ويمبلي، كنا أيضا متخلّفين بفارق 25 نقطة عن متصدّر الدوري”، هذا ما قاله المدرّب الألماني الكرواتي لدورتموند إدين ترزيتش بعد تأهل فريقه. يتعلق الأمر هنا بمفارقة أخرى لدورتموند.
وإذا تألق في مسابقة دوري أبطال أوروبا، فإنه واجه أكبر الصعوبات في الدوري الألماني لمواكبة الوتيرة المجنونة التي حققها باير ليفركوزن وبايرن ميونخ في مرحلة الذهاب، قبل أن ينهار العملاق البافاري بدوره في فبراير الماضي.
دفاع دورتموند الذي كان قويا بشكل مثير للإعجاب ضد باريس سان جرمان والذي صاحبه نجاح كبير (أنقذته الخشبات الثلاث لمرماه ست مرات)، ضاعف أخطاءه في الدوري المحلي. فقط دارمشتات الذي صعد الموسم الماضي وهبط هذا الموسم، وكولن الذي يقترب من مرافقته إلى الدرجة الثانية، فشلا في تسجيل أي هدف في الدوري الألماني أمام دورتموند.
أخيرا، يأتي هذا التأهل بعد عام على الصدمة القوية التي تعرض لها في المرحلة الأخيرة من الدوري الموسم الماضي 2022 – 2023، عندما أهدر دورتموند، المتصدر قبلها بفارق نقطتين، فرصة ذهبية للتتويج بلقب البوندسليغا، الأوّل منذ 2012، ووضع حد لعقد من الهيمنة لبايرن. أمام 81365 متفرجا على ملعب “سيغنال إيدونا بارك”، انتزع بوروسيا تعادلا بشق الانفس وفي الوقت القاتل من ضيفه ماينتس 2 – 2، وهي نتيجة لم تكن كافية لأنه في الوقت نفسه فاز بايرن على مضيفه كولن 2 – 1 بفضل هدف سجّله جمال موسيالا في الدقيقة الـ88.
“كنا نود أن نشهد مثل هذه اللحظات في المرحلة الأخيرة من الموسم الماضي. كان المشجعون هناك، وعزَّونا في لحظة صعبة جدا. اليوم، تمكنا من رد الجميل لهم قليلا” هكذا علّق ترزيتش المعتاد على الجدار الأصفر في دورتموند منذ سن المراهقة. وأضاف بابتسامة عريضة على وجهه “سنذهب جميعا إلى لندن معا، وسنبذل كل ما في وسعنا لإحضار الكأس ذات الأذنين الطويلتين إلى البيت”.