حنكة أنشيلوتي تعيد ريال مدريد إلى الإنجازات

ريال مدريد على بعد خطوات من حسم لقب الليغا بشكل رسمي.
الثلاثاء 2024/04/23
خبرة طويلة

مدريد - قاد الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لريال مدريد، فريقه إلى تحقيق الانتصار (3 – 2) أمام الغريم التقليدي برشلونة على ملعب سانتياغو برنابيو، ضمن منافسات الجولة 32 من الليغا.

وأصبح ريال مدريد على بعد خطوات من حسم لقب الليغا بشكل رسمي، بعد أيام قليلة من تأهله لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا، عقب الإطاحة بحامل اللقب مانشستر سيتي. ورغم نجاحاته الباهرة، يرى قطاع كبير من الجماهير أن أنشيلوتي “مدرب محظوظ”، كما يعتقد آخرون أنه يتسم بالجمود. وترددت هذه النغمة بشكل أكبر بعد الفوز بركلات الترجيح على السيتي، الذي تسيد تماما مباراة الإياب.

إذا نجح أنشيلوتي في التتويج باللقب الـ15 في تاريخ الريال فسيكون ذلك إنجازا استثنائيا يُضاف إلى مسيرته

ودافع أنشيلوتي عن نفسه بعد المواجهة الأوروبية قائلا إن الطريقة الدفاعية كانت الوحيدة، التي يمكن أن يتغلب بها على الفريق الإنجليزي. وكذلك صرح أسطورة الكرة الفرنسية، تيري هنري، بأن ريال مدريد كان أفضل من السيتي، معتبرا أن الناس يغفلون أن الدفاع جزء من تكتيك كرة القدم، وليس الهجوم فقط. وحتى تشافي هيرنانديز، المدير الفني لبرشلونة، أكد أن الميرينغي لا يحقق كل هذه الانتصارات بالحظ.

وقد تجلت ملامح ذكاء أنشيلوتي وحسن إدارته لاسيما هذا الموسم، فمنذ بدايته تعرضت عناصر لا غنى عنها في ريال مدريد لعدة إصابات، يتصدرها الحارس البلجيكي تيبو كورتوا. ورغم أن المدرب الإيطالي لم يكن يثق في قدرات الحارس الأوكراني، أندري لونين، إلا أنه منحه الفرصة بعد إصابة الوافد الجديد، كيبا، ليستغلها بالشكل الأمثل، وهو ما منحه كامل الثقة، ليصبح ركيزة أساسية في تشكيل الميرينغي.

وبالرغم من إصابة مدافعين بارزين، مثل إيدير ميليتاو وديفيد ألابا، لم يتخذ أنشيلوتي هذا الأمر ذريعة للفشل، خاصةً مع عدم الذهاب إلى الميركاتو الشتوي من أجل التدعيم. وبدلا من الاكتفاء بالتذمر بحث أنشيلوتي عن توليفة جديدة للخط الدفاعي، ووصل به الحال إلى الدفع بالظهير الأيمن داني كارفاخال، كقلب دفاع، وهو نفس المركز الذي شارك فيه لاعب الوسط أوريلين تشواميني، بينما لعب متوسط الميدان الآخر إدواردو كامافينغا كظهير أيسر.

وفي خط الوسط قدم أنشيلوتي أفضل نسخة من إبراهيم دياز، رغم كونه ورقة بديلة، وحتى لوكا مودريتش، الذي يعيش آخر مواسمه مع الملكي، أصبح حلا مهما في العديد من الأوقات.

وعلى المستوى الهجومي أعاد المدرب المخضرم الثقة لرودريغو جويس، الذي بات ماكينة أهداف. ورغم خروج الميرينغي من كأس الملك على يد أتلتيكو مدريد إلا أنه توج بالسوبر الإسباني في يناير الماضي، وأصبح على وشك نيل لقب الليغا، بالإضافة إلى سيره بخطى ثابتة في دوري الأبطال، وهي الإنجازات التي لعبت فيها خبرة أنشيلوتي وقدراته الفنية دورا كبيرا.

ريال مدريد حسم لقب الليغا إكلينيكيا بفوزه على الغريم اللدود برشلونة (3 - 2) في الكلاسيكو الذي جمع الفريقين بملعب سانتياغو برنابيو

ضد مانشستر سيتي تعلم أنشيلوتي درس الموسم الماضي، فلم يفتح خطوطه أمام اختراقات لاعبي الفريق الإنجليزي، ونجح في تطبيق خطة دفاعية محكمة، قادت الملكي إلى نصف النهائي. إذا نجح مدرب ميلان وبايرن ميونخ السابق في التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا الـ15 في تاريخ ريال مدريد فسيكون ذلك إنجازا استثنائيا جديدا يُضاف إلى مسيرته التاريخية.

وأجمعت الصحف الرياضية الإسبانية أمس الإثنين على أنَّ ريال مدريد حسم لقب الليغا إكلينيكيا بفوزه على الغريم اللدود برشلونة (3 – 2) في الكلاسيكو الذي جمع الفريقين بملعب سانتياغو برنابيو، ضمن الجولة 32 من البطولة.

وعنونت صحيفة “ماركا” المدريدية: “البطل!”. وسلطت الضوء على حالة الفرحة العارمة التي عمت جمهور الريال بعد هدف جود بيلينغهام في المنعطف الأخير من اللقاء. وأضافت “الميرنغي يغازل الليغا بفارق 11 نقطة”.

 أما صحيفة “آس” فقد كتبت بالبنط العريض “البطل حسابيا”، معتبرة أن هدف بيلينغهام في الدقائق الأخيرة يحسم الليغا بعد كلاسيكو رائع.

وأشارت إلى “الجدل الدائر بسبب هدف لامين يامال الذي لم يحتسب”، وكالت المديح لـ”لوكاس فاسكيز الذي سجل، وصنع وتألق”، مسلطة الضوء على الانتقادات الحادة من تشافي للحكم. على الجانب الكتالوني عنونت “موندو ديبورتيفو” في واجهتها “كان هدفا”، في إشارة إلى هدف لامين يامال الملغى.

17