توتر العلاقة بين مبابي وإنريكي يثير قلق باريس سان جرمان

باريس - تلوح في الأفق بوادر توتر العلاقة بين كيليان مبابي نجم باريس سان جرمان وهدافه التاريخي والإسباني لويس إنريكي المدير الفني للفريق. تجرأ إنريكي كثيرا ضد مبابي في الأيام القليلة الماضية، ففي غضون أسبوع واحد استبعده من التشكيل الأساسي ودفع به بديلا في الشوط الثاني أمام نانت.
وفي مواجهة رين كانت الصدمة الأكبر باستبدال مبابي، قبل ما يقرب من نصف ساعة على انتهاء المباراة، والفريق الباريسي متأخر في النتيجة 1 – 0.
وبدأت وسائل الإعلام والصحف الفرنسية تفتش في كواليس الأمور، وتلوح بأن مبابي يكتم غضبه من خطوة استبداله ولا يتقبل ما فعله المدرب الإسباني.
بينما تشير تقارير أخرى إلى أن كيليان (25 عاما) لا يريد افتعال الأزمات ويتوقع رد الفعل، بعدما أبدى رغبته بالرحيل بنهاية عقده في نهاية الموسم الجاري. لكن إنريكي كان واضحا وصريحا بقوله “علينا أن نعتاد اللعب في وجود مبابي أو بدونه، أنا صاحب القرار، وهو يسري على جميع اللاعبين”. ويعد الوضع الشائك الحالي بين مبابي وإنريكي بمثابة حلقة جديدة من سلسلة تقارير إعلامية.
وما يعيشه الهداف التاريخي لباريس سان جرمان مع لويس إنريكي يمهد لظهور أزمة حقيقية داخل أركان النادي الباريسي. وقفز لويس إنريكي إلى الواجهة بتصريحه الصادم بعد هذا القرار المثير للجدل، وكأنه أراد توصيل رسالة علنية بأنه قائد السفينة ولن يسمح لأحد بمناقشة قراراته. ولم يكن هذا الموقف هو الأول من نوعه لمدرب برشلونة ومنتخب إسبانيا السابق، بل لم يجد إنريكي حرجا في انتقاد مبابي رغم تسجيله “هاتريك” في مرمى ريمس ببطولة الدوري.
كيليان مبابي لا يريد افتعال الأزمات ويتوقع رد الفعل، بعدما أبدى رغبته في الرحيل إثر نهاية عقده في آخر الموسم الجاري
وكان لويس إنريكي صامدا بقوة وسط الصراع الملتهب بين مبابي وإدارة باريس في بداية الموسم، ونجح في دمج اللاعب سريعا داخل منظومة العمل، بل أجبر إنريكي تدريجيا كيليان مبابي على أداء مهام رأس الحربة الصريح على مدار الشهرين الماضيين، رغم علمه بأن قائد منتخب فرنسا لا يحب اللعب بهذا المركز.
وأراد المدرب الإسباني أن يكشر عن أنيابه في أكثر من موقف لمواجهة ما تردد قبل وصوله إلى العاصمة الفرنسية بأن “مبابي هو الآمر الناهي في حديقة الأمراء”. فقد ذكرت تقارير صحفية أن مبابي اشترط صلاحيات غير مسبوقة تجعله يلامس مهام المدير الرياضي عندما جدد تعاقده لآخر مرة في مايو 2022.
لكن إنريكي يؤكد منذ اليوم الأول على رسالة بأن “مصلحة الفريق فوق الجميع” لكسر أي نوع من الكبرياء لدى مبابي، حتى لا تكون للسفينة الباريسية رئيسان ويكون مصيرها الغرق. ويبدو أن المدرب الإسباني في طريقه إلى النجاح سواء رحل مبابي في الصيف المقبل أو قرر تجديد تعاقده – وهو الاحتمال الأضعف – لأنه سيدرك وقتها أنه لا مجال أمامه سوى الرضوخ لإنريكي.
وكشفت صحيفة “لوباريزيان” أن إنريكي كان على علم برحيل مبابي قبل أن يبلغ اللاعب رئيس النادي ناصر الخليفي بقراره ورغبته. وأضافت “لم ينتظر إنريكي رسالة مبابي للخليفي وبدأ بالفعل في الاستعداد للمستقبل وإفساح الطريق أمام لاعبين آخرين ليكونوا من القوام الأساسي مثل برادلي باركولا”. وتابعت أن رسالة المدرب الإسباني واضحة بأنه من الآن فصاعدا لن يصبح مبابي لاعبا غير قابل للمساس، وهو عكس فكرته أثناء توليه المسؤولية في بداية الموسم.
وأشارت أيضا إلى أن قرار استبدال مبابي لاقى ترحيبا كبيرا من الجماهير الباريسية لأن إنريكي عزز فكرة أن النادي فوق كل نجومه.
وواصلت “لوباريزيان” بأن مبابي لم يبد انزعاجه من فكرة استبداله بل أدرك أنه لم يقدم أداء جيدا وتفاعل بشكل إيجابي على مقاعد البدلاء مع ركلة جزاء باريس وهدف التعادل الذي سجله جونسالو راموس.