جيم راتكليف لن يستثمر في مانشستر يونايتد بحثا عن المال

أكمل الملياردير البريطاني جيم راتكليف صفقة الاستحواذ على 25 في المئة من أسهم نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي. وصادق اتحاد اللعبة على صفقة الاستحواذ، كما سمحت رابطة الدوري لراتكليف بالاستحواذ على حصة الأقلية بموجب قواعدها في ما يتعلق بمن يُسمح له بأن يكون مالكا أو مديرا لنادي كرة قدم. ودفع راتكليف مليارا و300 مليون دولار للحصول "على ما يصل إلى 25 في المئة" من أسهم مان يونايتد وسيستثمر 300 مليون دولار آخر كـ"استثمارات مستقبلية في أولد ترافورد".
لندن - أكد السير جيم راتكليف أنه لا يرى أن تدخله في مانشستر يونايتد الإنجليزي كان مدفوعا بالمال. وتم تأكيد استحواذ الملياردير البريطاني على نسبة 27.7 في المئة من أسهم مانشستر يونايتد رسميا، بعد موافقة رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز والاتحاد الإنجليزي لكرة القدم.
واعتبر راتكليف، الذي ولد بالقرب من فايلسورث وحقق ثروته من خلال العمل في شركة البتروكيماويات إنيوس، أن ذلك “شرف كبير” و“مسؤولية جسيمة”، مضيفا أن هذا كان مجرد بداية رحلة لإعادة يونايتد إلى قمة كرة القدم.
وأجرت قناة مانشستر يونايتد مقابلة مع راتكليف في المقر الرئيسي لشركة إنيوس في نايتسبريدج بلندن، حيث ناقش دوافعه وفلسفاته وخططه مع مانشستر. وخلال المحادثة قال إن إعادة يونايتد إلى قمة النجاح هو دافعه الوحيد.
وتابع “نعم، أنا لست مهتما بالجوانب المالية لهذا الاستثمار على الإطلاق، لأنني أجني ما يكفي من المال في المواد الكيميائية والنفط والغاز”. وأضاف “هذا ليس استثمارا ماليا. هذا لأنني مهتم برؤية مانشستر يونايتد يحقق النجاح مرة أخرى”. وقال “لم تكن السنوات الـ11 الماضية ناجحة، لكن نحتاج إلى العودة إلى حيث ينبغي أن نكون، وهو في قمة هرم اللعبة”.
وتعتبر إنيوس شركة تصنيع بتروكيماويات عالمية تحقق إيرادات سنوية تبلغ 65 مليار دولار. وبالإضافة إلى مانشستر يونايتد، فإن الشركة تستثمر في العديد من الفرق الأخرى في مختلف الألعاب الرياضية، بما في ذلك فريق نيس الذي يحتل المركز الثالث في جدول الدوري الفرنسي، وفريق مرسيدس أي أم جي بيتروناس لسباقات سيارات فورمولا واحد وفريق إنيوس غريناديرز للدراجات.
وقال راتكليف، الشريك الجديد في ملكية مانشستر يونايتد، إن النادي يدرس حاليا ما إذا كان سيعيد تطوير ملعب أولد ترافورد أو بناء ملعب جديد تماما. وذكر الموقع الرسمي لمانشستر يونايتد “لقد كان مستقبل منزلنا الذي يبلغ عمره 114 عاما موضع الكثير من التكهنات في السنوات القليلة الماضية، حيث كان الكثير من المشجعين حريصين على رؤية زيادة السعة الإجمالية للملعب”.
الكثير من التكهنات
وأقر راتكليف بأن مستقبل الملعب كان إحدى قضيتين ملحتين يتوق إلى حلهما بشكل خاص. ونقل الموقع الرسمي لمانشستر عن راتكليف قوله “إذا نظرت إلى دورنا في مانشستر يونايتد فستجد أن هناك قضيتين رئيسيتين يتعين علينا معالجتهما… الأولى هي كرة القدم، وهي الأداء على أرض الملعب حقا، والذي سيكون دائما أولويتنا مع مانشستر يونايتد”.
وأضاف “لكن المشكلة الثانية، القضية الكبيرة الثانية في النادي، والتي يتحدث عنها الكثير من الناس ويدركونها، هي مكان الملعب اليوم”. وأشار راتكليف إلى أن ملعب أولد ترافورد مازال في الطليعة من حيث الحجم، عندما يتعلق الأمر بملاعب الأندية الإنجليزية، لكنه كان صريحا بشأن الحاجة إلى المزيد من التقدم.
وقال “أعني أنه ملعب مثير للإعجاب وهو أكبر ملعب للدوري الإنجليزي الممتاز في البلاد، وأعتقد أنه ثاني أكبر ملعب في البلاد بعد ويمبلي”. وأضاف “لكنه ليس بالمستوى الذي تتوقعه من مانشستر يونايتد اليوم، وقد تراجع عن الركب. ربما قبل 20 عاما كان الأفضل، لكنه اليوم تأخر عن الركب”. وتعهد راتكليف بضخ مبلغ 300 مليون دولار من أجل “الاستثمار المستقبلي في البنية التحتية في أولد ترافورد”، لكن السير جيم كشف أن المناقشات جارية بالفعل.
بعد أن تواجد ليشهد فريق السير أليكس فيرغسون وهو يحصد الثلاثية التاريخية في عام 1999 صمم راتكليف على الإشراف على سعي يونايتد للعودة إلى القمة مرة أخرى تحت قيادته
وأوضح “نحن بحاجة إلى النظر في الطريق إلى الأمام بالنسبة إلى الملعب وإعادة تطويره، ومن الواضح أن هناك طريقين يمكننا اتباعهما: يمكننا تجديد الملعب الحالي أو النظر في بناء ملعب جديد. وهذا ما ننظر إليه في الوقت الحالي”. وقال “نعم الملعب التدريبي في كارينغتون في ذهننا، لكنني أعتقد أنه أمر ثانوي بالنسبة إلى أولد ترافورد… كارينغتون مثير للإعجاب إلى حد ما، حسب اعتقادي. أنا أحب كارينغتون تماما كمرفق. أعني، أعتقد أن هناك أشياء يمكننا القيام بها لتحسينه، لكنني لا أعتقد أنها أشياء بنفس الحجم الذي يتطلبه أولد ترافورد”.
وبعد أن تواجد في ملعب نو كامب ليشهد فريق السير أليكس فيرغسون الرائع وهو يحصد الثلاثية التاريخية في عام 1999، صمم راتكليف على الإشراف على سعي يونايتد للعودة إلى القمة مرة أخرى تحت قيادته، من خلال الفوز بالألقاب الكبرى في الداخل والخارج. وعندما طُلب منه تحديد رؤيته للنادي، داخل وخارج الملعب، كان الجزء الأول من السؤال سهل الإجابة بالنسبة إلى شخص صريح في طموحه.
وقال “حسنا، على أرض الملعب الأمر بسيط حقا. أعتقد أن اهتمامنا الوحيد هو الفوز بمباريات كرة القدم والمنافسة على الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا”. وأكد “لذلك هذا هو اهتمامنا الوحيد بالمشاركة في مانشستر يونايتد. هذا هو ما يدور حوله مانشستر يونايتد. أعني، ربما أكون متحيزا بعض الشيء، لكنني أعتقد أنه أكبر وأعظم وأشهر نادي كرة قدم في العالم”.
قيم وأسلوب
وأضاف “لذلك يجب أن نتنافس دائما على لقب الدوري ولقب دوري أبطال أوروبا… فهذه هي الطريقة التي يجب أن نقيس بها تقدمنا. وقال “كما تعلمون، مانشستر يونايتد يدافع عن قيم معينة. لديه أسلوب في كرة القدم. لديه منظومة من القيم التي يجب على الناس احترامها. لذلك نتوقع من الناس أن يفعلوا ذلك”.
وشدد راتكليف على أن ثقافة الفوز يجب أن تنتشر في جميع أنحاء النادي، وألا تكون مقصورة على الفريق الأول. وتابع “أعتقد أن أي فريق يحمل شعار مانشستر يونايتد على قميصه مهم للنادي لأنه يحمل الشعار ويحتاج إلى النجاح في الفوز، لذا فإنهم جميعا عناصر مهمة في النادي”.
ويعترف راتكليف أيضا بأن جميع المشجعين يريدون ويطالبون بفريق ناجح على أرض الملعب، وهو في النهاية فرد منهم في هذا الجانب. وقال “هناك واجب على أولئك الذين يأتون إلى أولد ترافورد، والسفر لدعم الفريق بعيدا عن ملعبنا، وبالطبع ينضاف إليهم الملايين من الأشخاص الذين يشاهدون شاشات التلفزيون في جميع أنحاء العالم لمتابعة يونايتد. ويتلخص الأمر كله في تحقيق النجاح والفوز بالألقاب”.
واعترف قائلا “هذا هو كل ما يتعلق بالنادي، إنهم المشجعون حقا. لقد قلت دائما إننا لا نملك النادي؛ أنا وعائلة جلايزر لا نملك النادي. المالكون الحقيقيون للنادي هم المشجعون والمجتمع، ونحن مجرد ضيوف على النادي لفترة من الوقت”.
وأوضح “نحن لا نملك النادي. النادي هو أحد الأصول المجتمعية. ولذا فإن الأمر كله يتعلق بالجماهير حقا، وما يريده المشجعون، لأن ما يهم حقا أولئك الأشخاص الذين يعيشون في مانشستر ويذهبون إليها هو رؤية الفريق يفوز، لأن هذا ممتع جدا للجميع. ونحن ندرك ذلك. لذلك الأمر كله يتعلق بالجماهير”.
وألمح جيم راتكليف إلى إمكانية عودة ماسون غرينوود المعار لخيتافي الإسباني ضمن جهوده لتعزيز صفوف الفريق الذي عانى من سوء النتائج في الفترة الأخيرة. وفيما أصر على أنه كان يتحدث عن “مبدأ” عام وليس عن أي من اللاعبين قال “سنتخذ قرارا. لا أعرف ما إذا كان (غرينوود) بإمكانه الحصول على مستقبل. كل ما يمكنني فعله هو الحديث عن مبدأ كيفية تعاملنا مع قرارات كهذه. هل هو النوع المناسب من لاعبي كرة القدم؟ هل نحن سعداء بذلك؟ أهو شخص جيد أم لا؟".
وأضاف “غرينوود لاعب كرة قدم في مانشستر يونايتد ونحن المسؤولون عن كرة القدم. لذا فإن الجواب هو أنه من الواضح تمامًا أنه يتعين علينا اتخاذ قرار". وتابع "علينا فهم الحقائق ثم محاولة التوصل إلى قرار عادل على أساس القيم، وهو في الأساس ما إذا كان شخصا جيدا أم لا.
وهل يمكن أن يلعب بإخلاص لمانشستر يونايتد وهل سنكون مرتاحين له وسيكون المشجعون مرتاحين له أيضا؟”. وختم “أنت تتعامل مع شباب لم ينشأوا دائما في أفضل الظروف، ولديهم الكثير من المال ولا يحصلون دائما على التوجيه الذي ينبغي عليهم الحصول عليه".
ضربة موجعة
ولم يشارك غرينوود، الذي انضم إلى خيتافي في سبتمبر على سبيل الإعارة، مع يونايتد منذ إيقافه بعد اعتقاله للاشتباه في ارتكابه عملية اعتداء جنسي في يناير 2022. وتم إسقاط جميع التهم في وقت لاحق، لكن “الشياطين الحمر” أشاروا إلى أنه من غير المرجح أن يعود اللاعب الإنجليزي السابق إلى النادي.
ويتوقع بحسب تقارير في الصحافة الإسبانية أن يقدم ناديا أتلتيكو مدريد وبرشلونة عرضين للاعب لضمه في الصيف المقبل. وأحدث غرينوود تأثيرا كبيرا منذ وصوله إلى خيتافي. ولعب 24 مباراة مع الفريق الإسباني، وسجل 5 أهداف وقدم 5 تمريرات حاسمة.
◙ إصابة هويلوند تعتبر الضربة القوية الثانية لمانشستر يونايتد الذي خسر جهود ظهيره الأيسر لوك شو بسبب إصابة مماثلة هذا الأسبوع
وفي سياق متصل تلقى مانشستر يونايتد سادس الدوري الإنجليزي ضربة موجعة إثر تعرض مهاجمه الدنماركي راسموس هويلوند لإصابة عضلية ستبعده عن الملاعب لأسبوعين أو ثلاثة حسب ما أعلن النادي الشمالي الجمعة. وقال مانشستر في بيان “سيغيب هويلوند عن المباراة ضد فولهام السبت بسبب إصابة عضلية.
ومن المتوقع أن تبعده الإصابة عن الملاعب من أسبوعين إلى ثلاثة”. وسيغيب هويلوند بالتالي عن مباريات هامة لفريقه في الأيام المقبلة ضد فولهام السبت في الدوري ثم عن مباراة الدور الخامس من كأس إنجلترا ضد نوتنغهام فوريست منتصف الأسبوع المقبل ثم دربي مانشستر ضد جاره مانشستر سيتي في الثالث من الشهر المقبل في الدوري.
وسجل هويلوند في مبارياته الست الأخيرة تواليا في الدوري، آخرها ضد لوتون تاون، وأصبح بالتالي أصغر لاعب بعمر 21 عاما و14 يوما يحقق هذا الإنجاز، علما أن الرقم القياسي السابق كان مسجلا باسم جو ويلوك بعمر 21 عاما و272 يوما.
وتعتبر إصابة هويلوند الضربة القوية الثانية لمانشستر يونايتد الذي خسر جهود ظهيره الأيسر لوك شو بسبب إصابة مماثلة هذا الأسبوع وسيغيب ربما حتى أواخر الموسم. كما سيغيب المدافع الأرجنتيني ليساندرو مارتينيز لشهر إضافي على الأقل بعد معاناته من إصابة في أربطة الركبة خلال مطلع فبراير الحالي.