كيف يمكن لسان جرمان النهوض من خسارة رحيل مبابي

باريس - كيف يمكن النهوض من خسارة مماثلة؟ يتعيّن على باريس سان جرمان بطل فرنسا ملء فراغ هائل عندما يتركه في نهاية الموسم نجمه كيليان مبابي، “حجر الزاوية” في مشروعه، فيما يبدو البحث عن خليفة لهداف المونديال الأخير بالغ الصعوبة.
هذا ما خطّط له رئيس النادي القطري ناصر الخليفي عندما مدّد في 2022 بشكل مفاجئ للاعب المولود في ضاحية بوندي الباريسية “من خلال تمديد عقده مع سان جرمان، أصبح حجر الزاوية في مشروع النادي خلال السنوات المقبلة، داخل وخارج الملعب”. وكما توقع الخليفي، فإن رحيل النجم الأكثر شهرة من بلاده في الساحة العالمية له تداعيات رياضية ومالية وتسويقية.
إلى جانب النرويجي الفتاك إرلينغ هالاند هداف مانشستر سيتي الإنجليزي والجوهرة الجديدة لريال مدريد الإسباني صانع اللعب الإنجليزي جود بيلينغهام، يمثّل مبابي معهما نخبة ورثة النجمين الخارقين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو اللذين أحرزا مجتمعين جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم 13 مرة.
كما توقع الخليفي، فإن رحيل مبابي، الأكثر شهرة من بلاده في الساحة العالمية، له تداعيات رياضية ومالية وتسويقية
ورغم مماطلة اللاعب البالغ 25 عاما، إلا أنّ فريق العاصمة حصل على مدة عام لتهيئة نفسه، منذ الرسالة الشهيرة لصاحب الرقم 7 الصيف الماضي والتي حذّر فيها النادي من أنه لن يمدّد عقده في 2024. ومنذ ذلك الحين يطمئن المقرّبون من النادي بأن رحيل اللاعب القادم إلى سان جرمان عام 2017 من موناكو وأحرز معه لقب الدوري خمس مرات، لن يؤثر على التوجّه الجديد لسان جرمان.
وقال مصدر رفيع المستوى “لدينا خطة مهما كان قراره، النادي أهم من أي لاعب”، بعد “التخلّص” أو رحيل النجوم “اللامعين”، مثل ميسي والبرازيلي نيمار ومبابي، حان وقت المحاربين تحت قيادة مدرّب مفعم بالحيوية، الإسباني لويس إنريكي. من وجهة نظر فنية، فإن مبابي، على غرار ميسي ونيمار، لا يدافع كثيرا، وهذه مشكلة بالنسبة إلى المدرب المتطلّب.
وعلى المدى القريب أو المتوسط سيفتقد فريق العاصمة قائد المنتخب، عندما يخوض مبارياته في دوري الأبطال التي يلهث وراءها النادي المملوك قطريا. ويتعيّن على النادي التركيز على سوق الانتقالات في الصيف المقبل، لإقناع مشجعيه بأن الحقبة المقبلة ستكون أفضل، وبأن سان جرمان ليس جسر انطلاق أو بيتا تقاعديا للنجوم الكبار.
وأشار مصدر قريب من النادي إلى أن فترة الانتقالات المقبلة ستكون “جنونية”. وفي انتظار ذلك يرتفع حجم الضغوط على المدير الرياضي البرتغالي لويس كامبوس. وإذا كان صعبا العثور على نجم من طينة مبابي، توجد حلول أخرى.
ويعود من الإعارة لاعب الوسط الهجومي الهولندي تشافي سيمونز (20 عاما). برع هذا الموسم مع لايبزغ الألماني، مقارنة مع موسم سابق كان جيدا مع أيندهوفن. ويمكن لسان جرمان أيضا إبرام بعض الصفقات التي خطط لها في فترة الانتقالات الشتوية: يصل لاعب الوسط الألماني يوزوا كيميش إلى نهاية عقده مع بايرن ميونخ في 2025، أو البرازيلي الدولي برونو غيمارايش لاعب ارتكاز نيوكاسل الإنجليزي… لكن ما هي سبل تدعيم الهجوم؟ يبدو الإنجليزي هاري كاين مرتاحا مع بايرن ميونخ، هالاند مع مانشستر سيتي، فيما ليس بمقدور المصري محمد صلاح (ليفربول الإنجليزي) أن يجسّد بعمر الثانية والثلاثين مشروعا للمستقبل.
إلى جانب النرويجي الفتاك إرلينغ هالاند والجوهرة الجديدة لريال مدريد الإسباني جود بيلينغهام، يمثّل مبابي معهما نخبة ورثة النجمين الخارقين
في المقابل، قد يكون النيجيري فيكتور أوسيمهن، أفضل لاعب إفريقي يبلغ نفس عمر مبابي، البديل المثالي؛ فهو هداف ويواجه مشاكل بينه وبين فريقه نابولي الإيطالي رغم تمديد عقده حتى 2026.
وكان رئيس الفريق الجنوبي أوريليو دي لورنتيس كشف في أواخر يناير أن أوسيمهن سينتقل إلى ريال مدريد أو باريس سان جرمان أو إنجلترا. يعرف أوسيمهن الدوري الفرنسي وأيضا لويس كامبوس الذي استقدمه إلى ليل الشمالي (2019 – 2020).
لكن “لا نلهث وراء لاعب من هنا أو من هناك”، حسب ما تؤكّده إدارة سان جرمان. ويبدو النادي في موقف صلب من الناحية المالية. مع رحيل مبابي الذي يبلغ راتبه ومكافآته عشرات الملايين من الدولارات سنويا، فقد يحرّر الهوامش المالية الكبيرة خلال تواجده.
بعد 13 عاما من شراء النادي من قبل شركة قطر للاستثمارات الرياضية، يفتح سان جرمان فصلا جديدا مع رحيل أحد أكبر النجوم في تاريخه.