مغامرات العراق واليونان والدنمارك تلهم الأردن

سطّر المنتخب الأردني إنجازا تاريخيا وصعد إلى نهائي كأس آسيا للمرة الأولى، عقب تغلبه على منتخب كوريا الجنوبية. وعاشت البلاد على وقع فرحة كبيرة بعد بلوغ المشهد الختامي، حيث اكتظت الشّوارع الأردنيّة بالمشجّعين الذين عبّروا عن فرحتهم بهذا الإنجاز التاريخي.
الدوحة - فجّر المنتخب الأردني مفاجأة من العيار الثقيل بتأهله لنهائي بطولة كأس آسيا، المقامة حاليا في قطر، والتي تختتم فعالياتها يوم السبت.
ولم يكن أحد يتوقع أن يصل المنتخب الأردني لهذا الدور قبل انطلاق البطولة، حيث كان مشواره في التأهل للبطولة صعبا للغاية، بعدما تواجد الفريق في المجموعة الثانية مع منتخبات أستراليا والكويت ونيبال وتايوان.
وفاز المنتخب الأردني على تايوان ونيبال ذهابا وإيابا، وتعادل سلبا مع الكويت في المباراتين، وخسر بهدف نظيف ذهابا وإيابا أمام أستراليا، ليحتل المركز الثالث في مجموعته ويتأهل للدور الثالث من التصفيات، فيما اقتنص المنتخب الأسترالي بطاقة التأهل المباشرة لنهائيات قطر.
وفي الدور الثالث، تواجد المنتخب الأردني في المجموعة الأولى إلى جانب الكويت ونيبال وإندونيسيا، في التصفيات التي أقيمت مبارياتها بالكويت، ونجح “النشامى” في الفوز بالمباريات الثلاث واقتناص بطاقة التأهل إلى البطولة.
ودخل “النشامي” البطولة وهو يحتل المركز الـ87 عالميا والثالث عشر على مستوى قارة آسيا، ولم يكن من بين المرشحين للوصول للنهائي خاصة وأنه تواجد في المجموعة الخامسة مع منتخبات كوريا الجنوبية والبحرين وماليزيا.
حملة ناجحة
المنتخب الأردني استطاع أن يصل إلى النهائي متفوقا على منتخبات لها تاريخ كبير مثل السعودية واليابان والإمارات
واستهل المنتخب الأردني حملته في البطولة بالفوز على منتخب ماليزيا برباعية، ثم تعادل مع المنتخب الكوري 2-2 قبل أن يخسر أمام البحرين بهدف نظيف، ليتأهل لدور الـ16 كواحد من أفضل أربع منتخبات احتلت المركز الثالث.
وفي دور الـ16 توقع الجميع خروج المنتخب الأردني خاصة وأنه كان يواجه المنتخب العراقي، الفائز باللقب في 2007، ولكنه تغلب عليه 3-2 ليصعد لدور الثمانية، حيث كان ينتظره منتخب طاجيكستان، وتغلب عليه بهدف نظيف.
وفي الدور قبل النهائي التقى المنتخب الأردني بنظيره الكوري الجنوبي وتغلب عليه بهدفين نظيفين. وصول المنتخب الأردني للمباراة النهائية هو أكبر إنجاز له في البطولة لاسيما وأنه شارك في خمس مرات سابقة، أعوام 2004 و2011 و2015 و2019، وكانت أبرز إنجازاته هي الوصول لدور الثمانية في نسخة 2004، عندما كانت البطولة تضم 16 منتخبا فقط.
استطاع المنتخب الأردني أن يصل للنهائي متفوقا على منتخبات لها تاريخ كبير في البطولة مثل السعودية واليابان وأستراليا والإمارات.
تألق المنتخب الأردني في هذه البطولة واقترابه من التتويج بلقبه الأول في البطولة يعيد ذكريات المنتخب العراقي عندما توج بلقب نسخة 2007، عندما دخل البطولة وكان وقتها غير مرشح لعبور دور المجموعات.
اقرأ أيضاً:
ومع ذلك تمكن جورفان فييرا من قيادة المنتخب العراقي إلى حصد اللقب، بعدما احتل صدارة ترتيب المجموعة الأولى برصيد خمس نقاط، بعد التعادل مع تايلاند 1-1 ثم الفوز على أستراليا 3-1، ثم التعادل مع عمان سلبيا.
لم يكن المنتخب العراقي هو الوحيد الذي توج بلقب بطولة قارية وكان غير مرشح، حيث سبقه لهذا المنتخب الدنماركي عندما توج ببطولة أمم أوروبا في 1992.
وكان المنتخب الدنماركي فشل في التأهل لنهائيات أمم أوروبا، ولكن بعد استبعاد منتخب يوغوسلافيا بسبب الحرب الأهلية في البلاد تم تصعيد المنتخب الدنماركي ليشارك في البطولة لأنه كان صاحب المركز الثاني خلف يوغوسلافيا في التصفيات.
وأيضا هناك المنتخب اليوناني الذي توج بلقب يورو 2004، حيث شارك هو الآخر في البطولة ولم يكن مرشحا لعبور دور الثمانية.
ولكن تمكن المنتخب اليوناني من احتلال المركز الثاني في المجموعة الأولى برصيد أربع نقاط، جمعها من الفوز على البرتغال 2-1، والتعادل مع إسبانيا 1-1 والخسارة أمام روسيا 1-2. ما فعلته منتخبات العراق واليونان والدنمارك، جعلت المغربي الحسين عموتة، مدرب المنتخب الأردني، يأمل في تحقيق نفس الإنجاز وكتابة اسمه في التاريخ مع “النشامى” كبطل لآسيا، حيث سيسعى المدير الفني برفقة لاعبيه للتتويج باللقب الأول وكتابة إنجاز جديد للكرة الأردنية.
إنجاز عربي
دخل المغربي الحسين عموتة، مدرب المنتخب الأردني التاريخ من أوسع أبوابه، بعدما قاد النشامى لبلوغ نهائي كأس آسيا للمرة الأولى عبر التاريخ. وأصبح عموتة ثالث مدرب عربي يصل إلى نهائي كأس آسيا عبر التاريخ، بعد السعوديين خليل الزياني وناصر الجوهر.
وكان خليل الزياني أول مدرب عربي يصل إلى نهائي كأس آسيا، عندما قاد المنتخب السعودي لنهائي نسخة 1984، وتوج حينها الأخضر على حساب المنتخب الصيني. أما ناصر الجوهر فقد كان ثاني مدرب عربي يبلغ النهائي، وكان في نسخة 2000، عندما قاد المنتخب السعودي لبلوغ النهائي، إلا أنه فشل بالتتويج بعد الخسارة من اليابان.
وأشاد حمزة إدريس، مهاجم السعودية السابق، بالمغربي حسين عموتة، مدرب منتخب الأردن، مشيرا إلى أنه كان كلمة السر في الإنجاز الذي حققه النشامى، بالتأهل إلى نهائي كأس أمم آسيا 2023 على حساب كوريا الجنوبية.
وصعد الأردن إلى نهائي كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه، بعد إطاحته بمنتخب كوريا الجنوبية بهدفين دون رد، لينتظر الفائز من المنتخب القطري ونظيره الإيراني في النهائي.
وقال إدريس، في تصريحات لقناة “العربية” السعودية، “أعتقد أن المنتخب الأردني تفوق على نظيره الكوري قبل بداية المباراة، بفضل القراءة الجيدة للمدرب عموتة”.