التاريخ يلهم مصر للبقاء في دائرة المنافسة على اللقب

أبيدجان - يدخل منتخب مصر اختبارا قويا أمام منتخب الكونغو الديمقراطية، يوم غد الأحد، ضمن منافسات دور الـ16 ببطولة كأس أمم أفريقيا.
وتأهل منتخب مصر إلى الدور الثاني عقب احتلاله المركز الثاني برصيد 3 نقاط في المجموعة الثانية بالبطولة، والتي ضمت منتخب الرأس الأخضر، الذي نال الصدارة بسبع نقاط وغانا وموزمبيق، صاحبي المركزين الثالث والرابع على الترتيب برصيد نقطتين.
ورغم تأهله لدور الـ16، أثار أداء المنتخب المصري في دور المجموعات انتقادات عديدة، خاصة مع تعادل “الفراعنة” في المباريات الثلاث بدور المجموعات بنتيجة واحدة 2-2 مع منافسيه الثلاث، الأمر الذي شكك في إمكانية تحقيق الفريق للقب الثامن في تاريخه بالبطولة القارية.
ورغم أن أداء المنتخب المصري لا يعطي مؤشرا حول إمكانية منافسته على اللقب والوصول للنهائي الثاني على التوالي، بعد أن خسر نهائي النسخة الماضية في الكاميرون بضربات الترجيح أمام السنغال، فإن التاريخ ربما يساند الفريق في حظوظه للمنافسة على اللقب.
المثال الأبرز
ويبقى المثال الأبرز على البدايات البطيئة في البطولات الكبرى، مسجلا باسم المنتخب الإيطالي في نسخة كأس العالم عام 1982 في إسبانيا، حيث كان التعادل هو النتيجة التي حققها الفريق في مبارياته الثلاث بدور المجموعات.
وتواجد المنتخب الإيطالي في المجموعة الأولى، إلى جانب منتخبات بولندا والكاميرون وبيرو، حيث سقط في فخ التعادل السلبي مع بولندا، وتعادل بنتيجة 1-1 أمام كل من بيرو والكاميرون على الترتيب، وجاء وصوله إلى دور المجموعات الثاني بالبطولة من خلال احتلاله المركز الثاني برصيد ثلاث نقاط وبفارق الأهداف المسجلة فقط أمام منتخب الكاميرون، صاحب المركز الثالث، ليتأهل رفقة بولندا للدور الثاني.
المنتخب المصري يدخل اختبارا قويا أمام منتخب الكونغو الديمقراطية، يوم غد الأحد، ضمن منافسات دور الـ16
الأداء المخيب للمنتخب الإيطالي في الدور الأول، دفع بالكثيرين إلى توقع خروجه من الدور الثاني، حيث تواجد في دور المجموعات الثاني مع منتخبا البرازيل والأرجنتين.
وكانت صعوبة المهمة تكمن في أن المنتخب الأرجنتيني هو حامل لقب النسخة السابقة في 1978، ويتواجد في صفوفه النجم الشاب وقتها دييغو أرماندو مارادونا، فيما كان المنتخب البرازيلي في ذلك الوقت المرشح الأبرز للفوز باللقب، عطفا على ما قدمه من أداء رائع في دور المجموعات الأول. المنتخب الإيطالي كان قد وصل إلى قمة مستواه وثقة لاعبيه في النهائي، ونجح في كسب الرهان وفاز 3-1، ليرفع لقب كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه آنذاك، رغم بدايته السيئة في دور المجموعات. وليس فقط المنتخب الإيطالي هو من يمكنه إلهام “الفراعنة” فيما تبقى من أدوار، لكن هناك أيضا المنتخب البرتغالي الفائز بلقب كأس أمم أوروبا (يورو 2016) في فرنسا.
مرشح بارز
وقبل بداية البطولة، تواجد اسم المنتخب البرتغالي من ضمن المرشحين للفوز باللقب، لكن ذلك تلاشى مع تعادل مخيب في البداية أمام أيسلندا 1-1، ثم تعادل سلبي وضربة جزاء ضائعة من كريستيانو رونالدو أمام النمسا، ثم التعادل بنتيجة 3-3 أمام المجر في المباراة الثالثة بـ(هاتريك) لرونالدو، ليتأهل الفريق من ضمن أفضل 4 منتخبات احتلت المركز الثالث في المجموعة، بعدما كان مرشحا قويا لصدارتها قبل انطلاق الحدث.
وحينما كان الفريق البرتغالي يستعد لمواجهة كرواتيا في دور الـ16، توقع الكثيرون نهاية مشوار رونالدو ورفاقه عند تلك المحطة، وبعد مباراة عصيبة دامت لأوقات إضافية أمام منتخب يضم نجوما كبارا مثل لوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش وماريو مانذوكيتش وغيرهم، نجح البرتغاليون في الفوز بهدف ريكاردو كواريزما، ليصعد الفريق لمواجهة بولندا في دور الثمانية.
ونجح المنتخب البرتغالي في الفوز بضربات الترجيح بنتيجة 5-3، ليضرب موعدا مع ويلز في الدور قبل النهائي. وأمام أكثر من 75 ألف متفرج في ملعب “سان دوني”، حاول المنتخب البرتغالي امتصاص ضغط فرنسا والاعتماد على خدمات قائده رونالدو لحسم الأمور، لكن نجم ريال مدريد الإسباني حينها تعرض لإصابة بعد تدخل قوي من ديمتري باييه، ليخرج من ملعب المبارة، ويعتقد الكثيرون أن المنتخب الفرنسي سيستغل تلك الأفضلية النفسية ويحقق اللقب الثالث في تاريخه.
لكن المنتخب البرتغالي تغلب على غياب رونالدو، الذي تواجد على خط التماس يوجه زملاءه، وذهب بالمباراة لأوقات إضافية، لينجح البديل إيدر في تسجيل هدف الفوز باللقب، ليهدي البرتغال لقبها الأول في تاريخها بالبطولة. بالتأكيد قد يعيد التاريخ نفسه بالنسبة للمنتخب المصري، ولذلك فإن تجربة إيطاليا 1982 والبرتغال 2016، قد تمنحا “الفراعنة” مزيدا من الأمل رغم الأداء المتواضع في دور المجموعات بأمم أفريقيا بكوت ديفوار.