البقاء في دائرة التنافس على لقب أمم آسيا أبرز تحديات العراق

نجح منتخب العراق بقيادة مدربه الإسباني خيسوس كاساس في تحقيق إنجاز تاريخي ببطولة كأس آسيا الجارية وقائعها في قطر، وذلك عقب انتصاره الأخير على منتخب فيتنام. وسجل كاساس اسمه بأحرف من ذهب مع منتخب أسود الرافدين، ووقّع على عقد مع الاتحاد العراقي لمدة 4 سنوات، أي أنه سيستمر حتى نهائيات كأس العالم 2026.
الدوحة - أكد الإسباني خيسوس كاساس، المدير الفني للمنتخب العراقي، أنه لا يهمه مع أيّ منتخب سيلعب بالدور الـ16 من كأس آسيا، مشيرا إلى أهمية مواصلة ذات العروض التي قدمها بدور المجموعات والبقاء في دائرة التنافس على اللقب.
ونجح أسود الرافدين في الفوز على فيتنام (3 – 2)، وكسب صدارة المجموعة الرابعة بعد نهاية دور المجموعات برصيد 9 نقاط.
وقال كاساس في المؤتمر الصحفي بعد اللقاء وحضره مراسل كووورة “كانت مباراة صعبة، في البداية لعبنا بتغييرات عديدة، سيطرنا على الكرة ولم نتمكن من التسجيل، والفرص كانت لصالحنا لكن الخصم تقدم، ونجحنا في العودة وهذا هو الأهم وحققنا الانتصار”.
وأضاف “لا يهمني هوية من سنقابله بالمرحلة المقبلة، وبالطبع المنافس القادم سيكون صعبا، ونتطلع لمواصلة تقدمنا في هذه البطولة”. وتابع “أحتاج إلى الفوز، وجميع المباريات تحتاج إلى التركيز، وأن نسجل أهدافاً في مرمى الخصم، وطموحنا المنافسة ونسعى لذلك في كل دور من البطولة”.
وقال “خطأ وحيد قد يضيع عليك البطولة، لذلك نفكر في كل مباراة على حدة، ونعمل على الحفاظ على الأجواء وسنعمل على التحضير المثالي لدور الـ16”. وأوضح “لقد لعبنا ضد عمان ببطولة الخليج وأيضا أمام تايلاند ببطولة ودية، ولن أختار من ألتقي، والمستوى متقارب مع هذه المنتخبات”.
منتخب العراق بقيادة مدربه الإسباني خيسوس كاساس نجح في تحقيق إنجاز تاريخي ببطولة كأس آسيا الجارية في قطر
واستطرد “منحنا الفرصة لجميع اللاعبين، واليوم أشركنا عددا كبيرا وظهروا بمستويات مبهرة ورائعة”. وأضاف “أقدم شكري إلى الجمهور العراقي الذي جاء لمساندتنا من جميع البلدان، نريد أن نحقق النصر والمسألة ليست سهلة، وبالنهاية طموحنا لا يتوقف ونحن نريد المنافسة ونسعى لتكرار الانتصارات”.
ونجح مسؤولو الاتحاد العراقي في إقناع كاساس بتولي مسؤولية قيادة منتخب “أسود الرافدين”، وكانت أولى التحديات هي المشاركة في بطولة كأس الخليج 25، والتي استطاع من خلالها تحقيق اللقب للمرة الرابعة في تاريخ العراق، عقب فوزه على المنتخب العماني في المباراة النهائية بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين، مع العلم أن مشوار رفاق أيمن حسين انطلق بالتعادل مع عمان في المباراة الافتتاحية، ثم الفوز على السعودية واليمن بمرحلة المجموعات، وقطر في الدور نصف النهائي.
وحسب مراقبين، فإن منتخب العراق أظهر في دور المجموعات مستويات تجعل الفريق مُرشحًا بقوة من أجل المنافسة الجادة على اللقب، ووفقا لكاساس فإن ذلك لن يتحقق إلا بصب التركيز كاملا على المباراة القادمة، والمُضي قدما خطوة بخطوة.
وأكد بشار رسن لاعب منتخب العراق ضرورة مواصلة تحقيق النتائج الإيجابية، حيث قال “رغم تأهلنا لدور الـ16، علينا تقديم أفضل ما لدينا في المباراة المُقبلة.
يجب أن نحافظ على تركيزنا على تحقيق الفوز في المباريات لأننا سنواجه المزيد من الاختبارات الصعبة في المرحلة المُقبلة، وبالتالي من المهم الحفاظ على زخم تحقيق الانتصارات”.
ونقل الموقع الرسمي لاتحاد الكرة الآسيوي عن رسن قوله “المعنويات في الفريق مرتفعة وهناك منافسة صحية بين اللاعبين. كل لاعب يساهم بشكل مختلف، والمدرب هو الذي يقرر من سيلعب”.
كاساس تمكن رغم اللعب بالشوط الأول بالعناصر البديلة من تأكيد وتأمين صدارة المجموعة بفوز جديد جاء في الرمق الأخير من اللقاء
وتابع “نحن كلاعبين علينا أن نكون جاهزين فنيا وبدنيا، وأن نواصل المنافسة بكل قوة من أجل إسعاد الجماهير العراقية التي تدعمنا وتحفزنا بكل قوة في كل مباراة في هذه البطولة القارية المهمة”.
ولم يسبق للعراق أن حقق العلامة الكاملة بدور المجموعات في مشاركاته السابقة، حتى النسخة التي جرت عام 2007 ونال لقبها تأهل في حينها إلى الدور ربع النهائي بـ5 نقاط من تعادلين مع تايلاند وعمان، وانتصار على أستراليا.
وتمكن كاساس، رغم اللعب بالشوط الأول بالعناصر البديلة، من تأكيد وتأمين صدارة المجموعة بفوز جديد جاء في الرمق الأخير من اللقاء.
وسبق للعراق أن تأهل في جميع مشاركاته إلى الدور الثاني لكنه لم يستطع كسب الانتصارات المتتالية، فاكتفى بنسخة 1996 بفوزين على تايلاند وإيران وهزيمة أمام السعودية. وبنسخة 2000 في لبنان تعادل مع أصحاب الأرض والفوز على تايلاند وخسارة أمام السعودية، وفي عام 2004 حقق الفوز على تركمانستان والسعودية وخسر أمام أوزبكستان.
وشهدت بطولة قطر 2011 الهزيمة أمام إيران ثم الفوز على الإمارات. وبنسخة 2015 في أستراليا تفوق على الأردن وفلسطين وخسر أمام اليابان، وفي الإمارات 2019 تعادل مع إيران وحقق الفوز على فيتنام واليمن.
وفي سياق آخر يرى الفرنسي فيليب تروسيه مدرب فيتنام أن الهزيمة أمام العراق جاءت عبر هفوات دفاعية، مشيراً إلى أن فريقه وقع بمجموعة شرسة مع منتخبات مرشحة للقب كاليابان وأسود الرافدين. وقال تروسيه في المؤتمر الصحفي “لعبنا بأسلوب دفاعي وهددنا المنتخب العراقي بهجمات مرتدة سريعة ونجحنا في ذلك بمناسبتين، ولكن بعض الهفوات الدفاعية جعلتنا نتلقى الهزيمة الثالثة”. وأضاف “دائما نخسر أمام العراق بالوقت القاتل، هذه معضلة لم نكشف سرها، هزمونا في هانوي وأيضا اليوم تكرر المشهد بالدوحة”.
وتابع “مجموعة شرسة، لعبنا المباراة الافتتاحية مع اليابان، وختامها أمام العراق وودعنا بشكل مبكر، لذلك أقول بصراحة إننا وقعنا بالمجموعة الأصعب”.
وزاد فيليب “تعلمنا الكثير على المستوى الفردي والجماعي، والردود إيجابية بعد هذه المواجهة، وقدمنا مباراة كبيرة رغم أن نهايتها كانت لصالح المنافس”. وأردف “تنظيم كأس آسيا في قطر كان مثالياً من خلال الملاعب المونديالية، بالفعل كنا مرتاحين جدا وكنا بالطابق العلوي وتم توفير كل شيء لنا”.
واستطرد “المنتخبات كالعراق واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية وإيران هي المرشحة الأبرز للقب بعد المستويات الكبيرة التي قدمتها في دور المجموعات”. وختم “أمضيت عاما كاملا في فيتنام، وكانوا هناك في هانوي يحكمون على كل مباراة نقدمها، وأنا قدمت فلسفة جديدة ولكنها تحتاج إلى المزيد من الوقت لكي نطبقها”.