هل تعكس الصفقات الباهظة أثرها على منتخب السعودية

استعادة ذكريات 2004 حلم يراود منتخب الأردن في كأس آسيا.
الأربعاء 2024/01/10
قدوم قوي

أبرمت السعودية صفقات كروية كبرى لأقوى أنديتها خلال الصيف الماضي، من نيمار إلى كريم بنزيمة ورياض محرز وساديو مانيه وقبلهم كريستيانو رونالدو. وهي الآن تأمل أن ترى أثر ذلك على أداء منتخبها ونتائجه في كأس آسيا التي لم يظفر بلقبها منذ 28 عاما.

الرياض – يلعب منتخب السعودية “الصقور الخُضر” في مجموعة سادسة تضمّ عُمان، قرغيزستان وتايلاند، في سباق كأس آسيا بالعاصمة القطرية الدوحة، محاولا إحراز اللقب الرابع في تاريخه بعد أعوام 1984، 1988، 1996. وتراجعت أخيرا نتائج السعودية في العرس القاري، فخرج مرتين في دور المجموعات عامي 2011 و2015، قبل أن يكتفي بتأهل إلى دور الـ16 في النسخة الأخيرة عام 2019 في الإمارات.

وخلال أولى مبارياتها في كأس العالم 2022، أذهلت السعودية العالم بعدما قلبت تأخرها بهدف لفوز نادر على الأرجنتين، بطلة العالم لاحقا، لكنّ ستة لاعبين سعوديين ممن شاركوا أساسيين في هذا الانتصار التاريخي فقدوا مراكزهم للاعبين أجانب متوافدين على المملكة. احتلت أندية الدوري السعودي المركز الثاني عالميا في الإنفاق على اللاعبين الجدد خلال الفترة الصيفية، بقيمة إجمالية بلغت 875.4 مليون دولار أميركي، وراء إنجلترا (1.98 مليار). واعتبر البرتغالي نيلو فينغادا، آخر من قاد السعودية لتحقيق اللقب عام 1996، أن سياسة استقطاب اللاعبين الأجانب “لن تفيد المنتخب” السعودي.

وجوه جديدة

خخ

استبعد مدرب المنتخب روبرتو مانشيني 14 لاعبا من القائمة المشاركة في مونديال قطر 2022، بعضهم للإصابة وآخرون لأسباب فنية أبرزهم أيقونة الهلال سلمان الفرج. في مباراة الأرجنتين الافتتاحية التي أصبحت فيها السعودية المنتخب الوحيد الذي يفوز على بطل العالم في المونديال الأخير، شارك تسعة من لاعبي الهلال أساسيين. احتفظ الثلاثي، الجناح سالم الدوسري أفضل لاعب في آسيا، والمدافعان علي البليهي وسعود عبدالحميد بموقع ثابت في تشكيلة “الزعيم”، لكن قدوم لاعبي الوسط الصربي سيرغي ميلينكوفيتش – سافيتش، البرازيلي مالكوم والبرتغالي روبن نيفيش وقلب الدفاع السنغالي خاليدو كوليبالي عكّر حياة آخرين في فريق العاصمة.

دفع لاعب الارتكاز محمد كنّو الذي استهل مباريات السعودية الثلاث في المونديال، ثمنا باهظا فنزل أساسيا ست مرات فقط و12 مرة بديلا في الدوري المحلي، كما لم ينزل لاعب الوسط عبدالاله المالكي، أحد أبرز لاعبي المنتخب في المونديال، أساسيا في أي مباراة وشارك بديلا ثلاث مرات. فيما لم ينزل المدافع حسان التمبكتي، القادم بصفقة كبيرة من الشباب وأحد أساسيي المونديال، أساسيا سوى مرتين.

وفيما يتنافس الصربي ألكسندر ميتروفيتش على صدارة ترتيب الهدافين مع رونالدو (النصر)، لم يخض المهاجم الأساسي للسعودية في المونديال صالح الشهري أي دقيقة ونزل بديلا أربع مرات. ورغم ذلك، استدعى مانشيني اللاعبين الأربعة لقائمة البطولة. وقال صالح خليف نائب رئيس تحرير صحيفة “الرياضية” السعودية إنّه “حتى لو تراجعت دقائق لعب بعض اللاعبين السعوديين فإنهم يخوضون منافسة قوية جدا لحجز أماكنهم ولم يعودوا يضمنون اللعب مسبقا”.

تستضيف السعودية كأس آسيا عام 2027 وهي المرشح الوحيد لاستضافة كأس العالم 2034. يأتي ذلك ضمن مشروع سعودي رياضي واعد يتضمن إنفاق مليارات الدولارات على جذب النجوم وتطوير البنى التحتية. ورفع مانشيني، الذي قاد بلاده للظفر بلقب كأس أوروبا صيف 2021، التوقعات في مؤتمر تقديمه في أغسطس الماضي حين قال “هدفنا الفوز بكأس آسيا لأول مرة منذ 27 عاما”. واعتبر الصحافي السعودي عبدالرحمن المشبب أنّ مانشيني “يقود مشروعا سعوديا يتخطى البطولة”، مشيرا إلى أنّه “محب للشباب وبدأ بالفعل المزج بين الشباب والخبرة للبطولات المقبلة”. واستدعى المدرب البالغ 59 عاما أربعة شبان هم لاعبو الوسط فيصل الغامدي (22 عاما)، عباس الحسن (19 عاما)، عيد المولد (22 عاما) والمهاجم عبدالله رديف (20عاما). ورغم رفع سقف التوقعات، يعتقد المشبّب أنّه “سيكون مرضيا الوصول إلى نصف النهائي” الذي لم تبلغه السعودية منذ 2007.

حضور متميز

حح

ستكون مشاركة الأردن في كأس أمم آسيا 2023 في قطر، هي الخامسة للفريق في تاريخه، وذلك بعدما سبق له المشاركة في نسخ 2004 و2011 و2015 و2019. وجاء تأهل منتخب “النشامى” للبطولة للمرة الخامسة في تاريخه والرابعة على التوالي، ليؤكد على التواجد المميز للفريق في البطولة في السنوات الأخيرة، رغم عدم قدرته على تجاوز ما هو أفضل من الدور الثاني بالبطولة.

وكانت المشاركة الأولى في البطولة التي أقيمت في الصين عام 2004 تاريخية، حيث وصل الفريق إلى دور الثمانية (كانت البطولة تقام بمشاركة 16 فريقا)، بعدما تعادل سلبا مع كوريا الجنوبية والإمارات، ثم فاز على الكويت 2 – 0، لكنه اصطدم في دور الثمانية بمنتخب اليابان حامل لقب نسخة عام 2000 والذي فاز باللقب في النهاية، ليخسر بضربات الترجيح 3 – 4 وينتهي حلمه في البطولة بقيادة مدربه المصري الراحل محمود الجوهري.

تأهل منتخب النشامى للبطولة للمرة الخامسة في تاريخه والرابعة على التوالي، جاء لتؤكد التواجد المميز للفريق في البطولة

وبعد غيابه عن نسخة عام 2007، عاد المنتخب الأردني ليشارك في نسخة عام 2011 في قطر، ليتأهل الفريق لدور الثمانية مجددا، بعدما تعادل مع اليابان 1 – 1 وفاز على السعودية وسوريا، ليبلغ دور الثمانية، لكنه خسر أمام منتخب أوزبكستان ليودع البطولة. وأوقعت القرعة المنتخب الأردني في المجموعة الخامسة بالبطولة، إلى جانب منتخبات كوريا الجنوبية والبحرين وماليزيا. ويفتتح المنتخب الأردني مواجهاته في المجموعة بمواجهة ماليزيا. ويتسلح المنتخب الأردني بخدمات نجمه موسى التعمري، مهاجم مونبيليه الفرنسي، والذي تألق في أول مواسمه بالملاعب الفرنسية حتى الآن، وسجل ثلاثة أهداف حتى الآن في الموسم الحالي مشكلا ثنائية مميزة في الهجوم مع النيجيري أكور آدامز.

ويظهر تفوق التعمري وأهميته للمنتخب الأردني، من خلال كونه اللاعب الأعلى قيمة تسويقية بين زملائه، بقيمة ستة ملايين يورو، من أصل 11.73 مليون يورو للفريق ككل، ويأتي خلفه يزن النعيمات لاعب الأهلي القطري بقيمة تسويقية تبلغ 600 ألف يورو. ويبرز اسم حمزة الدردور وأنس بن ياسين، كعنصري الخبرة في صفوف الفريق الذي يدربه المغربي حسين عموتة. وشارك الدردور (32 عاما) في كأس أمم آسيا مرتين عامي 2011 و2015، فيما لعب بن ياسين في ثلاث نسخ متتالية أعوام 2011 و2015 و2019. ويتصدر الدردور ترتيب الهدافين التاريخيين للمنتخب الأردني، بعدما سجل 32 هدفا، وهو الذي بدأ مسيرته الدولية عام 2011.

17