ماركيز لوبيز يكرس ثقة منتخب قطر في المدرسة الإسبانية

الدوحة - لاتزال الثقة في المدرسة الإسبانية موجودة لدى القائمين على الكرة القطرية، رغم الفشل الكبير الذي سقط فيه الإسباني فيليكس سانشيز مدرب المنتخب القطري خلال بطولة كأس العالم قطر 2022، والذي أعقبه الرحيل بشكل رسمي عن تدريب الفريق وتولي البرتغالي كارلوس كيروش المهمة.
ولعل ما يؤكد صحة هذه النظرية هو الاستعانة بالإسباني بارتولومي ماركيز لوبيز، مدرب فريق الوكرة، ليتولى الإشراف على تدريب المنتخب القطري قبل أيام قليلة من انطلاق نهائيات كأس آسيا 2023 التي تستضيفها الدوحة للمرة الثالثة في تاريخها بعد نسختي 1988 و2011، خلال الفترة من 12 يناير وحتى 10 فبراير 2024.
2018
تولى لوبيز تدريب الوكرة وقام بتحويله من فريق يعاني الأمرّين في الدرجة الثانية لمنافس على المراكز الأولى وفريق هجومي
بالنسبة إلى لوبيز، فان تدريبه للمنتخب القطري يبدو أشبه بالمغامرة، حتى وإن كانت التجربة بشكل مؤقت حيث يتضمن اتفاقه مع إدارة الاتحاد القطري لكرة القدم عودته لفريق الوكرة بعد نهاية البطولة. فلوبيز المولود في 7 يناير 1962 في برشلونة، لم يسبق له أن تولى تدريب أي منتخب على الإطلاق منذ أن بدأ العمل كمدير فني عام 1997 مع نادي أوروبا الإسباني بدوري الدرجة الثالثة، حتى وصوله لتدريب الوكرة القطري في دوري الدرجة الثانية عام 2018. وتمثل البطولة الآسيوية فرصة ذهبية للرجل الملقب في إقليم كتالونيا باسم “تانتين” بسبب تسريحة شعره المشابهة لشخصية (تان تان) الخيالية في سلسلة الروايات المشهورة “مغامرات تان تان” للمؤلف البلجيكي جورج ريمي المعروف باسم هيرغيه.
لوبيز يريد أن يقدم شهادة ميلاده كمدرب منتخبات، عبر بوابة المنتخب القطري، ويثبت أن نجاحاته مع فريق الوكرة ليست بالصدفة أو ضربة حظ، ويؤكد أيضا للجميع في الشارع الرياضي القطري أن المدرسة الإسبانية هي الأنسب لفكر اللاعب القطري وإمكانياته والأكثر نجاحا بين كل المدارس الأخرى.
فعلى مستوى الأندية في قطر، نجح المدربون الإسبان بعد فترة بسيطة من الإخفاقات في الوصول لإنجازات كان أبرزها فوز السد تحت قيادة تشافي هيرنانديز بـ7 بطولات هي لقبان لكأس الأمير ودوري النجوم مرة واحدة، وكأس السوبر، وكأس قطر مرتين، وكأس أريد التنشيطية أيضا، قبل أن يرحل ليشرف على تدريب برشلونة الإسباني.
وقاد فيليكس سانشيز 3 منتخبات وطنية قطرية منذ 2014 وحتى 2022، وكانت بدايته لا تصدق مع منتخب شباب قطر، عندما قاده عام 2014 للفوز للمرة الأولى في تاريخه ببطولة كأس آسيا للشباب بميانمار والتأهل لنهائيات كأس العالم بنيوزيلندا. وحقق سانشيز أكبر إنجازات الكرة القطرية بالحصول على كأس آسيا 2019 مع المنتخب الأول بالإمارات عبر مجموعة من اللاعبين المغمورين، وخريجي أكاديمية أسباير لا يزالون هم النواة الأساسية للمنتخب الحالي.
حالة التفاهم والانسجام الواضحة للوبيز مع كل لاعبي المنتخب القطري، وهو ما يبشر بتغيير كبير في الفريق الذي تحول للأسلوب الدفاعي
وعندما تولى لوبيز تدريب الوكرة في 2018، قام بتحويله من فريق يعاني الأمرّين في الدرجة الثانية لمنافس على المراكز الأولى وفريق هجومي يقدم كرة قدم رائعة بشهادة كل المتابعين والمحللين، فحصل الفريق على المركز الثالث في الموسم الماضي وشارك في الدور التمهيدي لبطولة دوري أبطال آسيا بعد غياب سنوات طويلة. وفي الموسم الحالي يحتل الفريق المركز الثاني في جدول الترتيب خلف السد (المتصدر) ليرتفع سقف طموحه من مجرد التواجد في المنطقة الدافئة للمنافسة على حصد اللقب للمرة الثالثة في تاريخه وبعد غياب أيضا منذ آخر لقب حققه في موسم 2001-2000.
لأن الكرة الهجومية من مميزات لوبيز مع الوكرة، فقد نال أسلوبه إعجاب كافة المتابعين، كما أنه قدم العديد من الأسماء اللامعة للمنتخب في مقدمتهم خالد منير، الذي أصبح من أفضل اللاعبين المحليين في الدوري القطري هذا الموسم. وإلى جانب سعود الخاطر الحارس، استعان لوبيز بإثنين من مدافعي الوكرة ليكونا أحد أهم أسلحته في كأس آسيا 2023 وهما الثنائي لوكاس مينديز والمهدي علي.
والشيء الجيد الواضح خلال المعسكر الأخير للمنتخب القطري هو حالة التفاهم والانسجام الواضحة للوبيز مع كل لاعبي المنتخب القطري، وهو ما يبشر بتغيير كبير في الفريق الذي تحول للأسلوب الدفاعي البحت مع البرتغالي كارلوس كيروش، خاصة أمام الفرق الكبيرة وهو الأمر الذي عجل برحيله عن الفريق بشكل مفاجئ حتى رغم فوزه على سنغافورة والهند في بداية مشوار التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة لمونديال 2026 وكأس آسيا 2027.