حضور عربي وازن وآمال كبيرة للظفر بكأس آسيا

السعودية تتزعّم الساحة وهيمنة يابانية لافتة، والعراق ينفض الغبار والكويت أول بطل عربي.
الجمعة 2024/01/05
خطوات ثابتة

تستضيف قطر مسابقة كأس آسيا 2024، وسط مشاركة عربية وازنة ومعتادة، وآمال كبيرة بأن ينجح أحد العرب في التتويج باللقب. وربما يكون المنتخب الياباني هو المرشح الأكبر. ومع ذلك، هناك منتخبات أثبتت تطورها مثل المنتخبين السعودي والإيراني، ومنتخبات يُنتظر منها الكثير كقطر وكوريا الجنوبية.

الدوحة - أقيمت النسخة الأولى من كأس آسيا في هونغ كونغ بعد عامين من تأسيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عام 1954 مكافأة لها على دورها في تأسيس الاتحاد القاري، بمشاركة أربعة منتخبات.

وخاضت الدولة المضيفة المسابقة من دون تصفيات، وبنظام غريب، حيث كانت مدّة المباريات 80 دقيقة، مع تمديد بنصف ساعة حال التعادل، لكن الاحتمال الأخير لم يُترجم بسبب الإضاءة الضعيفة. ورغم وصول كوريا الجنوبية متأخرة، قلبت تأخرها أمام المضيفة (2 – 2)، قبل أن تحسم اللقب الأوّل بمباراة مشوّقة أمام فيتنام الجنوبية 5 – 3.

بعد أربع سنوات على أرضهم في 1960، توّج الكوريون مجددا بثلاثة انتصارات على إسرائيل والصين تايبيه وفيتنام الجنوبية. وأقيمت المباريات الست على ملعب هيوتشانغ في سيول الذي بُني خصيصا للبطولة. وبعد حلولها وصيفة مرتين، أحرزت إسرائيل لقب 1964 عندما استضافت النسخة الثالثة، متقدمة على الهند وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ.

ومع زيادة المشاركين في 1968 إلى خمسة وتمديد وقت المباريات إلى تسعين دقيقة، أحرزت إيران بقيادة المدرب محمود بياتي لقبها الأول على ملعب أمجدية بطهران. وكانت نسخة تايلاند 1972 نقطة تحوّل لأنها شهدت المشاركة العربية الأولى (العراق والكويت). كما شهدت نظاما جديدا، إذ شاركت فيها ستة منتخبات وُزِّعت على مجموعتين، فأحرزت إيران لقبها الثاني، بعد فوزها على كوريا الجنوبية 2 – 1 بعد التمديد.

واجتمعت ست دول مرة أخرى في طهران عام 1976. وتأهلت المضيفة بشكل مريح إلى الدور قبل النهائي، فتجاوزت الصين في مشاركتها الأولى، بعد التمديد 2 – 0. وشهد النهائي صراعا كبيرا بحضور 100 ألف متفرّج في مدرجات ملعب أريامير، أزادي حاليا، حيث أحرزت إيران ثالث ألقابها تواليا، بهدف علي بروين في الدقيقة 73 من المباراة النهائية ضد الكويت.

بروز عربي

خخ

جلبت بداية الثمانينات معها تغييرا آخر في المشهد العام، حيث فرضت منتخبات غرب آسيا سيطرة واضحة، افتتحتها الكويت بأول لقب عربي. وقطعت الكويت خطوة إلى الأمام على أرضها في 1980 بمشاركة عشرة منتخبات منها الإمارات التي انضمّت إلى القافلة. وردّ “الأزرق” اعتباره أمام إيران بهدف فوز متأخر لفيصل الدخيل (85) في نصف النهائي (2 – 1)، قبل أن يتألق الدخيل بثنائية ويعوّض فريق المدرب البرتغالي كارلوس ألبرتو باريرا خسارته أمام كوريا الجنوبية بثلاثية نظيفة في دور المجموعات، بفوز لافت بنتيجة مماثلة في النهائي أمام 25 ألف متفرّج على ملعب صباح السالم.

وفي أول ظهور لها في سنغافورة 1984 حصدت السعودية لقبها الأوّل، في سلسلة بلغت فيها النهائي خمس مرات تواليا وتوّجت ثلاث مرات. وتخطى “الأخضر” إيران بركلات الترجيح، قبل التتويج على حساب الصين بهدفي شايع النفيسة وماجد عبدالله. واستضافت قطر نهائيات 1988 واحتفظت السعودية باللقب بفوزها على كوريا الجنوبية بركلات الترجيح. وشاركت اليابان للمرة الأولى، وكانت بداية لسجل خارق أحرزت خلاله اللقب أربع مرات في تسع مشاركات.

وكانت الدولة الواقعة في شرق آسيا متأخرة عن المراكز العليا في البطولة القارية، وحصلت على حق استضافة نهائيات 1992. ولم يتوقع الكثيرون أن يحقق اليابانيون مركزا متقدما بعد أن تذيّلوا مجموعتهم في قطر، لذلك كانت تأهلهم إلى الدور قبل النهائي مفاجأة حيث تغلّبوا على الصين 3 – 2.

في أول ظهور لها في سنغافورة 1984 حصدت السعودية لقبها الأوّل، في سلسلة بلغت فيها النهائي خمس مرات تواليا

وفي نهائي هيروشيما أمام ستين ألف متفرّج، كان السعوديون على بعد 90 دقيقة فقط من لقب ثالث تواليا، لكن الساموراي الأزرق بقيادة الهولندي هانز أوفت خرج فائزا بهدف تاكويا تاكاجي رغم محاولات سعيد العويران. وبعد بلوغهم الدور الثاني في مونديال 1994 نجح السعوديون باستعادة التفوّق في الإمارات عام 1996 بمشاركة 12 منتخبا. وتفوّق المنتخب السعودي، محرزا لقبه الثالث والأخير، بقيادة البرتغالي نيلو فينغادا، على المُضيف بركلات الترجيح، بعد إقصاء الصين 4 – 3 وإيران بركلات الترجيح.

وقد يكون تتويج اليابان في 1992 مفاجئا، لكنه مهّد لفترة تفوّق يكمن أساسها في ظهور الاحتراف في الدولة الشرق آسيوية. وبعد ظهورها لأوّل مرة في المونديال عام 1998 وبلوغ منتخب تحت 20 سنة نهائي مونديال 1999، رسّخت اليابان بقيادة الفرنسي فيليب تروسييه، مكانتها القارية. ففي طريقها إلى لقب نسخة لبنان 2000، حققت انتصارات عريضة، حيث تغلبت على السعودية 1 – 0 في نهائي بيروت، عندما أهدر حمزة إدريس ركلة جزاء مبكرة.

وكرّر اليابانيون الإنجاز في الصين عام 2004 بقيادة البرازيلي زيكو في نسخة شهدت مشاركة 16 منتخبا. وحصدوا اللقب الثالث بفوز على الصين المضيفة 3-1 في بكين. ووصف زيكو النهائي بالقول “كانت أجواؤه مشحونة بالتوتر على نحو لم أرَ مثيلا له في حياتي كمدرب فني”. وحظيت البحرين بجيل مميز وكادت تصل النهائي قبل أن تخسر بصعوبة بالغة أمام اليابان 3 – 4 بعد التمديد، بعدما كانت متقدمة 3 – 2 حتى الدقيقة الأخيرة.

وفي 2007، تشاركت أربع دول الاستضافة هي تايلاند وفيتنام وماليزيا وإندونيسيا. وانتهى التحدي الياباني عند الدور قبل النهائي، بعدما ردّ السعوديون اعتبارهم (3 – 2)، لكن العراق الذي كان يعاني من الحرب على مدار العقد السابق، كتب قصصا خيالية. فبعد تغلّبه على أستراليا القوية في دور المجموعات، تخلّص فريق المدرب البرازيلي جورفان فييرا من فيتنام وكوريا الجنوبية، قبل أن يمنح القنّاص يونس محمود “أسود الرافدين” لقبهم الأول أمام السعودية في نهائي جاكرتا.

وتابعت اليابان تألقها وأصبحت أول متوّج أربع مرات بعد حصدها نسخة قطر 2011. لكن هذه المرة كان مشوارها صعبا أمام قطر (3 – 2) في ربع النهائي، بركلات الترجيح (2 – 2) ثم أستراليا بعد التمديد (1 – 0) على ملعب خليفة.

بطلان جديدان

حح

مع استضافة أستراليا للنهائيات للمرة الأولى في 2015، وبعد أقل من عقد من الزمن على الانضمام لعضوية الاتحاد الآسيوي، كان من المقدّر أن تبقى الكأس في النصف الشرقي من القارة. ومع إقصاء اليابان من ربع النهائي على يد الإمارات، خاضت أستراليا النهائي في نهاية المطاف أمام منافستها كوريا الجنوبية، التي كانت تسعى بدورها لإنهاء الجفاف الذي امتد منذ عام 1960. ولم يكن هدف سون هيونغ – مين كافيا، إذ فرض وقتا إضافيا منح أصحاب الأرض لقبهم الأول أمام 75 ألف متفرّج في سيدني.

وأصبحت قطر تاسع بطل، بإحرازها لقب 2019 في الإمارات، ضمن استعدادها لاستضافة مونديال 2022. وتغلّب فريق المدرب الإسباني فيليكس سانشيس على العراق وكوريا الجنوبية ثم الإمارات 4 – 0 في نصف نهائي مشهود، في خضم أزمة دبلوماسية بين البلدين. وحرم “العنابي” اليابان من لقب خامس بفوزه عليه بنتيجة صريحة 3 – 1 في أبوظبي، بقيادة المعز علي هدّاف وأفضل لاعب في البطولة.

17