هل بدأ ناغلسمان رحلة تصفية الحسابات مع نجوم ألمانيا

فجر جوليان ناغلسمان مدرب منتخب ألمانيا مفاجأة مدوية بشأن شارة قيادة الفريق خلال الفترة المقبلة، التي قد تشهد عودة الحارس المخضرم مانويل نوير. وأعلن المدرب الألماني في وقت سابق عدم عزمه نزع شارة القيادة من إلكاي غوندوغان، الذي حملها في ظل غياب نوير بسبب الإصابة.
برلين - استهل المدرب جوليان ناغلسمان رحلته مع منتخب ألمانيا الأسبوع الماضي بقيادة أول معسكر للفريق عقب توليه المهمة في سبتمبر الماضي خلفا لهانز فليك. المدرب الألماني الشاب تولى منصب المدير الفني للمانشافت بعد مرور نحو 6 أشهر على إقالته من تدريب بايرن ميونخ بشكل مفاجئ. وخاض المنتخب الألماني مباراته الأولى تحت قيادة ناغلسمان يوم السبت الماضي، والتي نجح خلالها في قلب النتيجة على أميركا وديا والفوز 3 – 1.
وشهد أول مؤتمر صحفي لمدرب ألمانيا الجديد إعلانه عدم عزمه تجريد لاعب الوسط المخضرم إلكاي غوندوغان من شارة القيادة التي حصل عليها في عهد فليك. وحمل نجم برشلونة هذه الشارة في غياب الحارس مانويل نوير، الذي عانى من كسر في الساق خلال نهاية العام الماضي، أدى إلى عدم مشاركته في أي مباراة منذ بطولة كأس العالم 2022. وقبل ساعات من مواجهة المكسيك وديا، أعلن ناغلسمان ثقته بغوندوغان، نافيا رغبته في تجريده من شارة القيادة لاحقا.
وشدد مدرب بايرن ميونخ السابق على إعجابه بأسلوب قيادة غوندوغان للفريق، عبر عدم صراخه في وجه زملائه، قبل أن يشير إلى عدم نزعه شارة القيادة من ذراعه، وهو ما يعني أنه سيكون القائد في بطولة يورو 2024 حال مشاركته فيها.
وفي سياق آخر شدد ناغلسمان على حتمية إظهار كل لاعب أفضل ما لديه من أجل ضمان التواجد مع المانشافت، مؤكدا أن “الأداء يبقى عاملا رئيسيا في استدعاء كل لاعب، بمن فيهم جوشوا كيميتش”. وأضاف “إذا كان باسكال غروس أفضل فسينضم إلى التشكيل”، في إشارة إلى عدم ضمان أي لاعب مركزا أساسيا خلال الفترة المقبلة. وعقب سؤاله عن غياب كيميتش عن وديتي أميركا والمكسيك بسبب نزلة برد، أجاب “هذا أمر أزعجنا كثيرا، لكن اللاعب كان الأكثر تألما من ذلك”.
رحلة الانتقام
لم يظهر ناغلسمان أي ضغينة تجاه بايرن ميونخ ولاعبيه السابقين، بل فضل الصمت منذ إقالته من تدريب الفريق في مارس الماضي. ولم تشهد تلك الفترة صدامات مباشرة بين ناغلسمان ولاعبيه، لكن هناك واقعة سابقة تؤكد أن ثمة خلافا غير مباشر بين المدرب ونوير. ذلك الخلاف كان سببه طلب ناغلسمان التخلص من مدرب الحراس توني تابالوفيتش، الذي يرتبط بعلاقة وثيقة مع نوير منذ سنوات. وأفادت وسائل إعلام ألمانية بأن الإقالة تعود إلى خلاف بين ناغلسمان ومدرب الحراس، فضلا عن ظهور أنباء تشير إلى تورط الأخير في تسريب بعض الأخبار للصحافة.
لكن القرار لم يعجب نوير مطلقا، فقرر مهاجمة النادي علنا، ووصف الإقالة بـ”العار”، وهو ما يبدو أنه أزعج ناغلسمان كثيرا، في الوقت الذي لم يكن فيه الحارس تحت إمرته بسبب غيابه عن الملاعب في ذلك الوقت. ومع قرب عودة نوير يبدو أن ناغلسمان قرر بدء رحلة الانتقام من أعدائه السابقين في ميونخ، والبداية ستكون من نوير الذي سيضطر إلى اللعب دون شارة القيادة التي اعتاد عليها في السنوات الماضية، وذلك بقرار من المدرب الشاب، الذي يصغره بعام واحد.
ويستعد توماس مولر للظهور مع منتخب ألمانيا في مباراته الدولية رقم 125، وذلك عند مواجهة المكسيك. وتحدث مولر عن المواهب الواعدة في سماء الكرة الألمانية خلال تصريحات صحفية، مشيرا إلى الثنائي جمال موسيالا وفلوريان فيرتز على وجه التحديد.
وقال مولر “المنتخب الوطني يمتلك العديد من المواهب، خاصة في الشق الهجومي، والآن يجب أن نضمن تقديم هؤلاء أداءات مميزة أيضا”. وأكمل “الأداء يعني أنني أظهر بأفضل مستوياتي كل أسبوع على أرض الملعب، مع قلة التقلبات وفترات انخفاض المستوى”. ويرى صاحب الـ34 عاما أن مهمة اللاعب الهجومي الأساسية تتمثل في المشاركة بالأهداف، سواء باللمسة الأخيرة أمام المرمى أو بالتمريرة الحاسمة. يذكر أن مولر يقترب من الوصول إلى المركز الثالث في قائمة أكثر اللاعبين مشاركة في المباريات مع المانشافت، والذي يحتله لوكاس بودولسكي برصيد 130 مباراة، خلف لوثار ماتيوس (150) وميروسلاف كلوزه (137).
إعادة البناء

من جانه أثنى فيليب لام، مدير بطولة كأس الأمم الأوروبية المقررة في ألمانيا، على المنتخب الألماني الذي يشهد مرحلة إعادة بناء استعدادا للبطولة الأوروبية على أرضه، وفاز في أول مباراة له تحت قيادة المدير الفني الجديد جوليان ناغلسمان، المدرب السابق لبايرن ميونخ، والذي تولى تدريب المنتخب بعد إقالة هانزي فليك. وقال فيليب لام، الذي كان قائدا للمنتخب الألماني المتوج بلقب كأس العالم 2014، في مؤتمر صحفي “لقد رأينا مجددا فريقا قدم كرة قدم حماسية”.
وأضاف “لقد رأيتم كيف يمكن عودة الحماس من جديد سريعا. إذا حققت الفوز تصبح كل الأمور أفضل. ولكن في البداية وقبل كل شيء يجب على كل مواطن أن يكون مرتبطا بالفريق. الآن يجب أن يظهر الجوهر والوجه المناسب لتقديم بطولة أوروبية ناجحة”.
وضمن المنتخب الألماني المشاركة في نهائيات يورو 2024 باعتباره ممثل الدولة المستضيفة، وقد تأهلت إلى النهائيات فرق أخرى هي منتخبات إسبانيا وإسكتلندا والبرتغال وتركيا وبلجيكا وفرنسا، ويمكن أن تلحق بها منتخبات أخرى خلال الأسبوع الجاري.
وطرحت تذاكر يورو 2024، التي ستنطلق منافساتها في ميونخ في 14 يونيو المقبل، للبيع مؤخرا وينتظر أن يتزايد التحمّس لمتابعة البطولة مع إجراء قرعة دور المجموعات في هامبورغ في الثاني من ديسمبر المقبل. وقال فيليب لام (39 عاما) “نحن سعداء للغاية بحجم الطلب على التذاكر. أعتقد أن الطلب سيتزايد بعد القرعة؛ حيث سيتم التعرف على أطراف المباريات وأماكن إقامتها”. وأضاف “الطلب مرتفع للغاية بالفعل، خاصة على تذاكر المباراة الافتتاحية، لأن المنتخب الألماني سيخوضها”.